نون والقلم

فيصل القاسم يكتب: وداعًا سيد رمضان

يخٌلد المصور بعدسته عادة لحظات لا يمكن لاي شخص اخر ان يخلدها.. فهو يثري واقعنا و يضيف إلى خيالنا مواقف ولقطات ماضية مر عليها الزمن ، فهو بخياله الضوئي و بعدسته الحية يدون تلك المواقف ويضعها بين صفحات ذاكرتنا المعجوئة و المليئة بالأحداث عبر محطات حياتنا اليومية.

أخبار ذات صلة

لم نكن لنعرف او بالأحرى نتخيل كيف كان تاريخ دولتنا الا عندما وقفنا على أطلال بعض الشواهد التاريخية الباقية هنا وهناك، فكانت ذاكرة حية نتلمس نتوئاتها و تشققات جدرانها بأيدينا، هذا حال البقايا المادية الحية التي نستطيع أن نشاهدها، ولكن ما مصير تلك الشواهد التاريخية التي اندثرت واختفت لأي سبب من الأسباب وأصبحت في طي النسيان؟

هنا نعرف قيمة المصور الذي يقلب صفحات ألبومه الخاص ويستخرج منها صورة واحدة فقط، ويرمي امامك لتكون كافية لان تعيد ذكريات سنوات بل قرون طويلة ماضية.

هذه المقدمة قصدت من خلالها ان أبرز لكم قيمة (المصوٌر) الذي نشاهده في مواقع مختلفة، نستصغره احيانا ولا نعرف قيمته حقا، الا بعد ان تتعاقب الايام و تمر السنوات فيأتي هذا المصور ليقدم لك صورة واحدة توازي (الف كلمة).

صورة واحدة تقول لك حكاية بأكملها وتسترجع ذكرياتك ليس فقط في تلك اللحظة، وإنما كل ما صاحبها وما بعدها من أحداث أخرى كانت مصاحبة لتلك الصورة التي بين يديك.

بالأمس رحل عنا اثر حادث مروري اليم الزميل و المعلم والذي يعتبر جزءا من تاريخ شرطة دبي، الاعلامي المصري القدير سيد رمضان ، الذي يعد احد أقدم مصوري القيادة العامة لشرطة دبي ان لم يكن هو الأقدم ،فهو ولحسن حظي كان يعمل في إدارة الاعلام في فترة إدارتي لها، حيث كان ممن ساهم في نقل جزء من تاريخ هذه المؤسسة العريقة، فكان المغفور له بإذن الله اعلاميا مهنيا بالفطرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، عشق الكاميرا فكانت عينه التي صورت، وخياله الذي دون لحظات تاريخية لشرطة دبي ، لم يكد يمر حدث في شرطة دبي الا وكان سيد رمضان نشاهده يصول ويجول بعدسته و يدون بعينه أحداث هامة في تاريخ شرطة دبي.

القائد العام لشرطة دبي يكرم الراحل سيد رمضان قبل عودنه إلى مصر

بالأمس انتشرت آخر صورة له بعد أن أنهى مسيرته العملية في شرطة دبي لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن كان ذلك قبل عامين تقريبا، فاستحق ذلك التقدير والتكريم من قبل معالي الفريق قائد الشرطة، ليعود إلى بلده مصر الشقيقة يحمل في جعبته ارثًا تاريخيًا كبيرًا، يفتخر به أبناؤه وأحفاده، فهو لا يحتاج لان يحدثهم كثيرا بقدر ما يستطيع أن يفتح ألبومه ويدعهم يقلبون صفحاته بكل فخر واعتزاز.

شكرا سيد رمضان على كل ومضة عدسة خرجت من كاميرتك التي أضافت لنا بسمة واعادت لنا ذكرى ماضية.

شكرا على كل لقطة احيت في ذاكرتنا موقف كاد أن يكون ضحية النسيان ويندثر ويختفي، و لكنك من احييتها بحرفيتك الإعلامية الكبيرة.

رحمك الله واسكنك فسيح جنانه وألهم اهلك الصبر والسلوان.

ستبقى في ذاكرتنا لن ننساك.

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

Back to top button