نون والقلم

حنان أبو الضياء تكتب: حكاية الإرهابية السوبر «ساجدة الريشاوي»

ثلاثة عصافير أرادت داعش صيدها بطلبها استبدال الإرهابية «ساجدة الرويشاوى» قبل أعدامها بالرهينة اليابانية  والطيار الأردنى اللذين غدرا بهما التنظيم بعد رفض اليابان والأردن الإصغان للتهديد.

العصفورالأول أثبات أن داعش ليس تنظيم إرهابى ولكن دولة خلافة إسلامية تستبدل الأسرى مع دول أخرى؛ والثاني أن ساجدة من عائلة لها باع طويل وقيادية في تنظيم القاعدة، إذ أن أخيها سامر الريشاوي الذي قُتل في العراق، كان الذراع الأيمن لأبي مصعب الزرقاوي، كما أن زوج أختها كان أردنياً ومن قيادات القاعد في بلاد الرافدين في ذلك الوقت، قبل أن يقتل عام 2004 في أحد المعارك مع القوات الأمريكية.

أما السبب الثالث والأهم فهو الوصول إلى  تفاصيل هامة تعرفها  ساجدة عن «أبو مصعب الزرقاوى» لقربها هى وعائلتها منه وخاصة أن هناك العديد من الأسرار لم تكشف عنه؛ فهى أحتكت بقيادة القاعدة في العراق بين عامي 2003 و 2005 نتيجة صلة القرابة بينها وبين قيادات أردنية في التنظيم، حتى أنها ألتقت بالزرقاوي كثيراً وأشرفت على تدريبات وعمليات .

ساجدة مبارك عطروس الريشاوي المولودة في 1965، عراقية جندها زوجها للقيام بعملية انتحارية في فندق راديسون في عمان، الأردن في 2005، لكنها لم تفجر حزامها الناسف وهربت.

اثناء ارتدائها الحزم الناسف

وكانت العراقية ساجدة مبارك عطروس الريشاوي، قد اجتازت في نوفمبر من عام 2004 الحدود الأردنية – العراقية برفقة زوجها علي حسين الشمري، منفذ تفجير «راديسون ساس» بحجة العلاج في الأردن فهي عروس عقيمة تبحث عن طفل تمضي معه حياتها وهكذا رُسم المخطط الإرهابي لتفجير فنادق عمان.

ودخلت إلى فرح أشرف الدعاس وزوجته بالفندق بحجة رغبتها بحضور عرس أردني، وفى التحقيقات معها أنكرت؛ مدعية أنها لم ترد قتل أحد وأن زوجها علي حسين علي الشمري أجبرها على القيام بالعملية، رغم أنها في الجلسة الأولى للمحكمة وعندما طلب رئيس المحكمة قراءة الفاتحة على روح شهداء عمان صمتت ولم ترض أن تقرأها.

واستغرقت محاكمة ساجدة الريشاوي نحو نصف ساعة فقط،  وعلى الرغم من تصنيفها كمختلة عقليا!؛ إلا أن  القضاء الأردني حكم عليها بالاعدام وتم تجميد تنفذ الحكم لكونها لم تسبب في قتل أحد وبسبب أن لديها 3 أطفال صغار السن يعيشون مع أقرباءها.

وساجدة الريشاوي شقيقة سامر مبارك عطروس الريشاوي أحد مساعدي أبو مصعب الزرقاوي وقيادي في تنظيم التوحيد والجهاد وأحد قادة معركة الفلوجة الأولى وهو ضابط بالجيش العراقي السابق وقد قتل في معركة الفلوجة الثانية، وقتل أيضا شقيقان آخران لساجدة الريشاوي هما عمار الريشاوي وياسر الريشاوي في الرمادي واعتقلت القوات الأمريكية أبيها مبارك الريشاوي وتوفي في المعتقل وهي أيضا بنت عم عبد الستار أبو ريشة الرجل العشائري الشهير وقريبة سعدون جوبر الدليمي وزير الدفاع العراقي حين ذاك؛ وكانت سلطات الأمن الأردنية قد  ألقت القبض في بيت شقيقتها (زوجة محمد عربيات)،ظهرت ساجدة الريشاوي على التلفزيون الأردني وعلى بطنها حزام ناسف.

ساجدة الريشاوي

وبدأ مشوار ساجدة مع الإرهاب بعد مقتل أخيها أمير تنظيم القاعدة في الأنبار«سامر» الذراع الأيمن لزعيم تنظيم الجهاد والتوحيد في العراق أبو مصعب الزرقاوي، إضافة إلى مقتل أخويها عمار وياسر من قبل القوات الأمريكية عام 2003.

انضمت الريشاوي إلى التنظيم بعد أن أبدت رغبتها بالمشاركة في تنفيذ عملية عسكرية انتقاما لأخيها سامر  بعد أن علم ابن عمها نهاد رغبتها من شقيقها ياسر قبل قتله، جلس معها نهاد وسمع منها وخطط لتكون جزءا من عملية عسكرية للتنظيم في الأردن.

في إحدى منازل الأنبار حرر عقد زواج للريشاوي والشمري، ورافقهم وقتها منفذي التفجيرات صفاء ورواد من الجنسية العراقية، وحفظت الريشاوي ما ستقوله لرجال الأمن الأردنيين على الحدود «أنا  عقيمة جيت اتعالج بالأردن عشان يصير عندي ولد»، دربت ساجدة الريشاوي خلال إقامتها في شقة مفروشة بمنطقة تلاع العلي على يد زوجها الذي اطلعها على مخطط تنفيذ العملية العسكرية في فندق الراديسون وكيفية سحب حلقات التفجير المثبتة على يديها والضغط عليها.

في يوم التنفيذ دخلت ساجدة الفندق أثناء الزفة -العروس – ، واعتلى زوجها طاولة وصرخ في أعلى صوته «الله اكبر» وظلت ساجدة بين أهل العروسين تحاول تفجير حزامها إلا أن خللا في الصاعق حال دون حدوث التفجير، وهربت من الفندق مع الناجين، حيث ذهبت إلى مدينة السلط وهناك بحثت عن منزل «نضال محمد عربيات»  زوج شقيقتها الخبير العسكري في تنظيم القاعدة والذي قتل هو الأخر في العراق، وأقامت في منزل عائلة عربيات بعد أن تحججت بأنها حضرت للعلاج في الأردن، ثم كشف أمرها بسبب «صندوق رمان » موضع تحت سريرها، وعندما حاول حماة أختها أحضاره  اكتشف إلى جواره وجود الحزام الناسف، وعلى إثره تم إبلاغ الأجهزة الأمنية واحيلت إلى محكمة أمن الدولة.

البعض اعتبر أن عملية التفجير هى عمل إرهابى فقط، ولكن هناك من كان يرى أن المقصود به  كان المخرج العالمي مصطفى العقاد الذى اغتيل فى هذا الانفجار عن عمر ناهز 68 عاما ليموت أبرز السينمائيين الذين ناصروا فكرة الإسلام، على يد تنظيم القاعدة الإرهابى.

ساجدة الريشاوي

قتل مصطفى العقاد وابنته ضمن ضحايا الانفجار الذى تم لحظة وجود العقاد فى بهو الفندق. بعد العمل الرهابي أصدر تنظيم «القاعدة» بيان أكد فيه أن ثلاثة رجال من العراقيين من كتيبة «البراء بن مالك»، نفذوا التفجيرات ومعهم امرأة زوجة أحدهم.

قتل صاحب المشروع الحضاري المحارب لتعميم الصورة النمطية التي أرساها الإعلام الغربي الصهيوني عن العرب والمسلمين وهذا المشروع كانت ارهاصاته الأولى – عمر المختار والرسالة وكانت جعبة العقاد الفنية طموحة ومليئة بمشروعات فنية رائعة لنصرة العرب والاسلام.

وقتل العقاد كان بمثابة توجيه عدة رسائل من أبرزها أن الإسلام الذي دافعت عنه وقدمته بصورة حضارية هذه هي حقيقته وها نحن نضربك بالسلاح الذي حملته وكنت تعتقد أنك تدافع عنه، وبالتالي تستكمل الكذبة الكبرى التي يروجها الإعلام الأمريكي والصهيوني حول حقيقة العرب والمسلمين، وقيل أن حكومة جورج بوش أصدرت أمرا باغتيال المخرج مصطفى العقاد على يد العميل أبو مصعب الزرقاوي ليقوم بدوره بتجنيد الجهلة المتطرفين لتفجير فنادق في عمان بدعوى الكفر، ولكن الحقيقة أن الهدف كان اغتيال مصطفى العقاد الأميركي الجنسية بأمر من حكومة بوش.

فمنذ التسعينيات من القرن الماضي، بدأت أجهزة الأمن في أمريكا والدول الحليفة لها في معظم دول العالم بزرع أجهزة مراقبة وتنصت في أجسام السجناء والمعتقلين من دون معرفتهم، وبذلك، زرعت  أجهزة في جسم الزرقاوي ؛أي أنه مراقب على مدار الساعة وهو يقوم بالقتال، لذلك كل ماقام به الزرقاوي تأجيج لحرب أهلية في العراق بين السنة والشيعة بأوامر صدرت من السي أي إيه وكان يقوم بتجنيد المتطرفين الجهلة المساكين لتفجير أنفسهم لتأجيج الحرب الأهلية في العراق ضد الشيعة.

وبعد أن قام الزرقاوي بإتمام مهمته الرئيسية وهي تأجيج الحرب الأهلية في العراق حدث أمر مخطط له ولكن لم يتوقعه الزرقاوي وهو اغتياله من قبل السي أيه إيه وذلك لمنع أية شكوك قد تذهب باتجاه أمريكا بأنها المسئولة عن تأجيج الحرب الأهلية في العراق.

ساجدة الريشاوي

الطريف أن اعتقال ساجدة  جاء نتيجة خطأ قام به أبو مصعب الزرقاوي حين إعلانه في بيانه بشبكة الإنترنت أن سيدة كانت من بين منفذي تفجيرات الفنادق، وقال إنها أصرت على أن ترافق زوجها إلى «الجنة» بإصرارها على تفجير نفسها في فندق «الديز إن» لانه اعتقد أنها قتلت فى التفجيرات، وهو ما لم تجد عمان عليه دليلا ملموسا له ؛لا من إفادات شهود العيان ولا من الأشلاء التي جمعت لأجساد الانتحاريين ، قبل أن تتركز توجهات المحققين لوجود سيدة مجهولة وطليقة في عمان تتحين الظرف المناسب للهرب، ولم تفلح في ان تكون مع الانتحاريين وقت الهجوم. ثم جاء إبلاغ حماى أختها عنها عند اكتشاف الحزام الناسف بمثابة الحلقة المفقودة فى بيان الزرقاوى.

ظلت  ساجدة في سجن النساء بمركز تأهيل الجويدة اعتادت أن تكون معزولة عن الأخريات، فلا تحب الاختلاط مع باقي النزيلات، وبعد عشر سنوات  عادت «ساجدة» إلى تصدر الصفحات الأولى والاهتمام الإعلامي مع سقوط طائرة الطيار معاذ الكساسبة في ديسمبر 2014 بنهر الفرات في سوريا ليقع أسيرا بيد داعش أعقبها اقتراحات إطلقها التيار السلفي الجهادي للوساطة والتفاوض باطلاق صراحه مع سراح الرهينة الياباني كينجي توجو المختطف في سوريا بالتبادل مع الريشاوي والعراقي زياد الكربولي المحكوم بالاعدام لقتل السائق الأردني الدسوقي في منطقة طريبيل الحدودية.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
tF اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى