نون والقلم

حنان أبو الضياء تكتب: الفتاوى التكفيرية.. صناعة أمريكية بنكهة جنسية

الفتاوى التكفيرية بكل مافيها من تجاوزات أخلاقية؛ وأفكار غير منطقية؛ تعود بنا إلى زمن الجاهلية؛ هى أحدى أساليب المخابرات الأمريكية لتنفيذ الخطة الجهنمية  لمحاربة العرب والإسلام؛ من خلال نصوص دينية يتم لوى عنقها؛ لتصبح فتاوى إسلامية؛ تظهر الدين الحنيف وكأنه قادم من العصور الوسطى.

فمن المعروف أن الجيل الخامس من الحروب؛ يعتمد على العمل في محاربة العدو لذاته؛ مستخدما كل الوسائل  الثقافية والاجتماعية والدينية والحربية، ولأن داعش  بمثابة ذراع عسكري للأمريكان في المنطقة، فهى تقدم المساعدات التقنية والمالية للتنظيم الإرهابي ومن دراسات فى سيكولوجية إظهار همجية الإسلام .

وقامت الولايات المتحدة الأمريكية برفقة بعض الدول الغربية بأعداد أجنداتها التدميرية ، وإغراقها في حالة لامتناهية من الفوضى، وكانت على رأسها الاغتيالات والذبح؛ وتدمير الآثار؛ إلى جانب سلسلة من الفتاوى التكفيرية الغريبة مثل  فتاوى داعش بمنع الفتاة من الجلوس على الكرسي !.. والاعتراف بالابن أذا تكلم الزوجين عبر الهاتف، مؤكدين أن  زوجتك  قد تحمل منك باللاسلكي… إلى جانب أن  داعش «يُحرمون أكل السلطة، ويرفضون الجمع بين الخيار والطماطم فى طبق واحد لأنهما ذكر وأنثى»، وأنهم «يحُرمون أكل الموز والماعز لأن عورتها مكشوفة»، ووصل الأمر إلى أن «داعش» أصدرت فتوى شرعية تفرض على كل مربى الثروة الحيوانية ومالكيها القيام بوضع غطاء من شأنه حجب الرؤية على الأعضاء التناسيلة والبولية، لكل قطعان الثروة الحيوانية من أغنام وماعز وجمال وخيول وجاموس وأبقار، باعتبارها مثيرة للشهوات والغرائز، ومن لا يفعل ذلك يقع تحت طائلة الجلد «100 جلدة» ومصادرة الماشية .

والاغرب أن  الصفحة  الرسمية للبغدادى قد قامت  بالرد على سؤال ناشط  بأنه  يجوز للمجاهد الإستمتاع بالغلمان إذا لم يوجد نساء، وتعد هذه الفتوى غريبة من نوعها وبذلك تفتح داعش الباب على مصراعيه على نكاح الغلمان بالإضافة إلى جهاد النكاح.

وكشفت جامعة هارفارد الأميركية، أن تنظيم «داعش» أرغم أطباء على إزالة أعضاء وأجهزة فسيولوجية لسجناء بعد إعدامهم من أجل المتاجرة بها، فيما بينت أن التنظيم أجاز سرقة وأكل لحوم البشر باستخدامه فتاوى قديمة بهذا الخصوص صدرت في أوقات الحروب.

وهناك فتوى لآستخدام اللواط فى العمليات الجهادية، وهو أن توضع في دبره كبسولات تفجير، ولكي تتدرب على هذه الطريقة الجهادية لا بد أن ترضى أن ينال بك فترة حتى يتسع دبرك. وتكون مؤخرتك قادرة علي تحمل عبوة التفجير.

والفتوى تقول :«الأصل هو أن اللواط لا يجوز، الجهاد أولى، فهو سنم الإسلام. وإذا كان سنم الإسلام لا يتحقق إلا باللواط فلا بأس فيه!! لأن القاعدة الفقهية تقول إن الضرورات تبيح المحظورات. وما لا يتحقق الواجب إلا به فهو واجب!! وعليك، بعد أن يناط بك أن تكثر من الاستغفار لله وتأكد يا بني أن الله يبعث المجهادين يوم القيامة حسب نياتهم ونيتك نصرة الاسلام..».

وأبو بكر البغدادي خليفة الدولة الاسلامية أفتى  أن لبس بنطلون الجينز ممنوع في الدولة الإسلامية .لأن كلمة  «الجينز» تأتي من كلمة «الجن» والتي أتت في القرآن ،و لأن الشيطان كان من الجن لذلك فإن تصميم و إسم الجينز يعتبر من وحي الشيطان على قلوب الكفار الأوروبيين ولبس هذا البنطلون يعد تشبهاً بالكفار و حرام .

واعتبر البغدادي الجن المسلمين أخوة في الدين، و أضاف: بفضل الله سنقوم بتدريب جيش من الجن المسلمين و سنحارب بهم الرافضة و نبسط الدولة الاسلامية على كل أرجاء المعمورة .ونتيجة لذلك تم إعتقال ثلاثة شبان عراقيين في منطقة في غرب مدينة الموصل بسبب بيعهم الجينز، و تم معاقبتهم بـ 500 جلدة..

ومنعت النساء من الخروج من المنزل خلال ساعات الصيام، أما إذا أردات الخروج بعد الإفطار، فلابد أن يرافقها شخصًا من أقاربها الذكور.إلى جانب بطلان صيام كل شخص لا يؤيد تنظيم «داعش» ويكرهه، وتستكمل الفتاوى «من لا يصلي لا يقبل صيامه، ومن لا يحب التنظيم في العراق والشام لا يقبل صيامه، فمن لديه هذه الخصال فلا يكلف نفسه عناء الصوم، فليس له من الصيام إلا الجوع والعطش».

ومنع التنظيم تقصير الشعر، وأزال كل اللافتات والإعلانات التي توضع عن الكوافيرات  الحريمى وقال البغدادي في أحدى  فتواه «الصادمة» أن أي امرأة أسيرة يطأها ويعاشرها عشرة من المجاهدين تصبح مسلمة، وإذا خرجت عن التنظيم تصبح في حكم المرتد ووجب قتلها.! وجاءت هذه الفتوى بعد أغتصاب فتاة عراقية تنتمي إلي الطائفة «الأزيدية» تم خطفها من قبل أعضاء التنظيم الإرهابي داعش وقام أحد أعضاء التنظيم باغتصابها ثم قام ببيعها إلى عضو أخر بالتنظيم الذي تناوب على اغتصابها عدة مرات قبل أن يقوم ببيعها إلى زميله الثالث، وبنفس الطريقة تم تمرير الفتاة العراقية على 11 إرهابياً من أعضاء التنظيم الإرهابي ليتناوبوا على اغتصابها بفتوى شرعية من قائد التنظيم الإرهابي بأن اغتصابها حلال ويكسبها الإسلام.

وهناك فتوى أطلقها زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أكد فيها أن «كراهية تنظيم داعش حرام شرعاً ويعتبر كفر بينناً يخرج صاحبه من الملة، وأن من يكره هذا التنظيم الإسلامي فإنه لا تقبل منه صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا صدقة ويعد خارجاً عن الإسلام». وبرر البغدادي فتواه بأن «داعش» تعتبر الفرقة الناجية التي أخبر عنها النبي صلي الله عليه وسلم وأن أي خروج عليها يعد كفراً.

وهناك فتوى أصدرها تنظيم داعش الإرهابي نصت على تحريم مهنة الحلاقة، وطالبت بغلق جميع محال الحلاقة الرجالية والنسائية ومنع تقصير الشعر وإزالة كل اللافتات والإعلانات الخاصة بمحلات الحلاقة وكوافير السيدات، كما نصت الفتوى على تحريم عدد كبير من أنواع التسريحات وقص الشعر وأباحت عدداً قليلاً من تسريحات وقصات الشعر، كما حرمت الفتوى استخدام كافة أنواع الكريمات والمكياج بكل أنواعة بحجة أنها بدعة ولم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم. فإن أمير (داعش) يأمر بقطع رقاب كل من لا يطيعه. فقد أصدر أمرا حرم على النساء.. أن يظهرن أي جزء من أجسادهن ..كما أمر بعدم إظهار عيونهن..بالرغم من أن الشريعة الإسلامية تبيح كشف الوجه واليدين كما يحدث ذلك في الحج…. أما لبس العباءة التي عليها نقوش أو خرز فهي من المحرمات..وكل من تخالف تجلد ..أوامر غريبة.

وأبرز الفتاوى التي أثارت جدلاً كبيراً بين منظمات حقوق المرأة العالمية فقد نصت على تطبيق ختان الإناث بالإكراه، وأكد مفتى داعش في فتواه أن الختان سنة نبوية وأنه طهرة للمرأة وأنه لا خيار للمسلم في تطبيق الشريعة، مطالباً بتطبيق ختان الإناث بالإكراه..

وبمراجعة «فقه داعش» الذي هو دستورها المحكم، فإن الحركة الأكثر تطرفا اليوم تعمل حسب آلية بسيطة وواضحة لمن يعرفون أبجديات الفقه المتشدد. ويقوم هذا الفقه على قاعدة تفسير ولوي عنق النصوص الشرعية مثل حديث «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه»، ومثل حديث «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»، وغيرها من النصوص.

وبهذا فإن داعش تعتبر عدم بيعة خليفتها «ترك للدين»، و«جاهلية» حسب النصين السابقين، وبهذا، دعت الحركة بعد إعلانها للخلافة إلى مبايعة خليفتها من قبل الجميع دون نقاش، ليس في أراضي سيطرتها فحسب، بل في جميع العالم، ليصبح جميع من لم يبايعه مرتدا عن الإسلام والملة كما أضحى دمه وماله حلال.

وفي عمليات الإعدام اليومية التي تمارسها ضد منافسيها، فإن معظم الإعدامات المنفذة كانت التهمة فيها الردة، وعدم مبايعة الخليفة، وبهذه الحسابات البسيطة للغاية، فإن الحركة تعتبر نحو المليار والنصف مليار مسلم مرتدون عن الملة وقتلهم حلال لعدم مبايعتهم الخليفة أو الاعتراف به بعد أن دعاهم إلى مبايعته ولم يبادروا بها «كل من مكانه» ليكون بذلك عدد المؤمنين على وجه الأرض هو عدد أتباع داعش والمبايعين لخليفتها فقط…ولكن لا تعجب فالقادم أغرب فقد أمروا بهدم جميع الأضرحة الموجودة في البلاد.

ومن الفتاوى العجيبة تحريم استخدام الهاتف المحمول (الموبايل) على النساء .وفتوى عجيبة وألا يسمح للمرأة أن تقود السيارة الا إذا كانت مفخخة.. وهي ذاهبة إلى عملية انتحارية أو استشهادية ..

أما الاكثر جنونا فكان التهديد (بهدم الكعبة المشرفة).. بحجة أن المسلمين يطوفون حول حجر.. ولا يعبدون الله.. بل وذهبوا إلى أبعد من ذلك عندما طلبت داعش من المملكة السعودية إخراج قبر النبي عليه الصلاة والسلام من داخل المسجد النبوي الشريف ..لان هذا يعطي ذريعة لمن يحللون بناء المساجد على القبور والأضرحة وهو ما يمثل خطرا على العقيدة الاسلامية.

والأغرب أن داعش طلبت من المملكة السعودية طمس الأبيات الشعرية من القصائد المكتوبة في مدح النبي الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وقام مفتي داعش الشرعي بإصدار فتوى شرعية أن الفتيات الجميلات هن (الحور العين) في الدنيا؛ لذلك  أصدر أميرهم.. إلى كل والد لديه فتاة في سن الزواج أن يحضرها حتى يتم زواج جماعي للمجاهدين عناصر (داعش) وكل من يخالف ذلك عقابه معروف للجميع؛ وحتى لو كان المجاهدون متزوجين أربع نساء؛ فلا مانع من الخامسة.

ومن أغرب الفتاوى ماقاله المفتي الشرعي:- من أن قتل السفير الأمريكي مفسدة عظيمة ..أما قتل الشيعي فان فيه تقربا إلى الله.. وأشارت صحيفة «الإندبندنت» إلى أن داعش توزع بين أفرادها منشورات تحتوى على أسئلة وإجاباتها لما يتعلق بوضع المرأة التى تقع بين أيديهم «سبية» على حد زعمهم، و نشر التنظيم كتيبا يحتوى على أسئلة وإجاباتها تتعلق بهذا الأمر على موقعه الرسمى على الإنترنت.

والكتيب يشمل إجابات التنظيم على 32 سؤالاً أعدها ما يطلق عليه «ديوان البحوث والإفتاء» التابع للتنظيم، ونشره على موقعه الرسمى على الإنترنت، ويتضمن السماح بأخذ الأسيرة غير المسلمة، كما ينصح بمعاملة غير المسلمات على أنهن إماء، ويتضمن الكتيب بعض الفتاوى الأخرى مثل نكاح النساء المرتدات اللائى ولدن مسلمات وغيرن دينهن. ويعرف كتيب «داعش» السبى بأنه «ما أخذه المسلمون من نساء أهل الحرب»، ويقول: «إن مبيح السبى الكفر، فتباح لنا الكوافر بتقسيم الإمام لهن بعد وضع اليد عليهن وإحضارهن إلى دار الإسلام»، وأنه لا خلاف بين العلماء فى جواز سبى الكافرات كفراً أصلياً كالكتابيات والوثنيات، لكنهم اختلفوا فى المرتدة. وأنه إذا اشترك اثنان أو أكثر فى شراء سبية، فلا يحل وطء السبية إلا لمن تملكها ملكاً تاماً، أما من كان ملكه لها منقوصاً بشراكة فلا يحل له وطؤها حتى يشترى نصيب الآخرين أو يتنازلوا له هبة، وأنه يجوز الجمع بين الأختين وبين الأمة وعمتها والأمة وخالتها فى ملك اليمين.

كما أن الكتيب يمحو عن النساء صفات الإنسانية والحرية ويؤكد حق الامتلاك، إذ يجوز بيع وشراء وهبة السبايا والإماء، إذ إنهن محض مال، يستطاع أن يتصرف به من غير مفسدة أو إضرار. و«يجوز ضرب الأمة ضرب تأديب.. كما يحرم ضرب الوجه. كما أن هروب العبد أو الأمة من كبائر الذنوب، ويجب أن تعزر الأمة الهاربة تعزيراً يردع أمثالها عن الهرب». وأنه يجوز جماع الأسيرة مباشرة بعد الاستيلاء عليها لو كانت عذراء،  ولكن إذا لم تكن كذلك، ينبغى الانتظار حتى ينظف رحمها..

وعند إحراق الكساسبة نشروا فيديو به رأى ابن تيمية من خلال رسالة ظهرت على الشاشة جاء فيها: «فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجرا لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع» كما استشهدت داعش بواقعة حرق الخليفة أبو بكر الصديق لأحد الأفراد، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا صحة بأن الصحابي الجليل أبا بكر الصديق قد أحرق الفجاءة، وأكدت أن النهي عن الإعدام حرقًا ورد في أكثر من موضع، منها حديث ابن مسعود، قال: «كنا مع النبي.. فمررنا بقرية نمل قد أحرقت.. فغضب النبي، وقال: إنه لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله».

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
tF اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى