نون والقلم

عبد العزيز النحاس يكتب: صناعة الأزمات.. لا جديد

لم يعد ثمة شك في حالة التربص بهذا الوطن.. وأن المتربصين سواء كانوا في الداخل أو الخارج يتحينون الفرصة لإحداث فتنة بين المصريين بغية تحقيق أهدافهم الدنيئة ومشروعاتهم الوهمية على أرض الكنانة.

 منذ أيام قليلة ظهرت في الأفق بوادر مشكلة بين الأطباء ووزارة الصحة بعد وفاة الشهيد الطبيب وليد يحيى عبد الحميد متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، وهو ما اعتبرته نقابة الأطباء تقصيرًا في حق الجيش الأبيض الذي يقف في خط الدفاع الأول عن الشعب المصري لمواجهة هذا الجائحة.

 وما بين رؤى هنا وهناك وأطروحات مختلفة حول سبب المشكلة، تلقف الإعلام المعادي للدولة المصرية خيوط المشكلة وقام بتضخيمها والنفخ فيها، وبالتوازي مع سموم الإعلام الموجه تحركت واجتهدت الميليشيات الالكترونية للجماعة الإرهابية في عمليات تحريض مباشر لأطباء مصر بهدف تحويل الأمر إلى أزمة داخل المجتمع المصري في هذا التوقيت الحساس.

 ولكن كعادته في الالتزام بالشفافية والمصداقية والوضوح باعتبارها أهم أدوات مواجهة الشائعات والتحريض.. جاء توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى وزيرة الصحة بإحالة الموضوع إلى التحقيق وعدم التستر على أي خطأ، مع ضرورة توفير أقصى سبل الرعاية الصحية والسلامة لجميع الأطقم الطبية.

مؤكد أن الجيش الأبيض المصري كان ومازال في مقدمة المواجهة لحماية الشعب المصري، وقد أبلت الطواقم الطبية بلاءً حسنًا في هذه المواجهة ونالت احترام وتقدير الشعب المصري، كما صدرت مشهدًا حضاريًا لأطباء مصر إلى العالم أجمع تأكيدًا على عراقة هذه المنظومة التب قدمت عشرات ومئات العلماء في مجالات الطب المختلفة داخل مصر وخارجها، ونالوا أعلى الأوسمة في مصر والعالم العربي وأوروبا وأمريكا وغيرها من بلدان العالم تقديرًا لعلمهم وخدمتهم للإنسانية، وهو أمر من المؤكد يضيف للدولة المصرية والمواطن المصري.

وفى المقابل كانت مصر الرسمية في أعلى مستوياتها مقدرة ومثمنة لجهود وتضحيات جيش مصر الأبيض في مواجهة الجائحة، وتابعنا في لقاء مؤخرا للرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهاته إلى رئيس الوزراء وكل المعنيين بالدولة بإطلاق أسماء الشهداء من الأطباء الذين ضحوا بحياتهم في هذه المعركة على أسماء الشوارع بالمدن الجديدة تخليدًا لأسمائهم وتضحياتهم.

وفى أكثر من مناسبة أشاد رئيس الجمهورية وجميع المسئولين بجهود الأطقم الطبية والحرص على رعايتهم، كما حدث مع الطبيب محمود سامي الذي فقد بصره بسبب شدة الضغوط والتوتر وإخلاصه في عمله، وهو الأمر الذي اهتزت له مشاعر المصريين، وقدرته الدولة المصرية الرسمية من خلال توجيهات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء بعلاجه على أعلى مستوى، ومتابعته تليفونيًا للاطمئنان على حالته.

طبيعي أن تعمل نقابة الأطباء على تذليل كل المشاكل التي تواجه أعضائها، مثلها مثل كل النقابات التي تضع مصلحة أعضائها كأولوية وفئة محددة تعمل لخدمتها وتحسين ظروف عملهم وأجورهم، وتوفير الخدمات الاجتماعية لهم من خلال صناديقها الخاصة.

 وإذا كانت نقابة الأطباء قد أصدرت بيانا أكدت فيه أن مواجهة جائحة وباء كورونا هو واجب مهني ووطني يقوم به الأطباء وجميع أعضاء الطواقم الطبية بكل جديدة واخلاص، ومستمرون في أداء واجبهم دفاعًا عن سلامة الوطن والمواطنين، وكشفت النقابة عن بعض أوجه القصور من قبل وزارة الصحة ومتطلبات الطواقم الطبية لتوفير وسائل الوقاية الشخصية وتلقى التدريبات الفعلية على التعامل مع حالات كورونا والمستلزمات الطبية وغيرها من الأمور التي تحمى الأطباء والطواقم الطبية.. فإنه في المقابل كان هناك البعض يحاول استغلال خطأ وارد أن يحدث. «ولا نبرره» لإشعال حريق واحداث فتنة وأزمة في المجتمع سواء كان بدافع الحسابات الضيقة للانتخابات الداخلية ومزيد من المزايدة أو بدافع من انتماءات للجماعة الإرهابية التي سبق وسيطرت على إدارة هذه النقابة العريقة مثل كثير من النقابات والمؤسسات التي حاولت الجماعة الإرهابية السيطرة عليها وتوجيهها لأهدافها.. وعلى الجميع أن يعي أن دور النقابات لا يقف عند حد مصلحة أعضائها فقط، وإنما يتعدى ذلك ليشمل المشاركة الفاعلة لخدمة المجتمع كله. بحيث يكون مشاركا في مجالات التنمية على اختلاف أشكالها، وكذا مشاركة أصحاب القرار في التخطيط الاستراتيجي للبعدين القومي والاقليمي.

وفى اعتقادي أن رد الفعل السريع من القيادة السياسية والاجراءات الفورية التي اتخذتها وزارة الصحة لتحقيق مطالب الأطقم الطبية وتذليل كافة الصعاب أمامهم، وتخصيص أماكن خاصة لهم في مستشفيات العزل وغيرها من الإجراءات.. تؤكد على حقيقة مجردة وهي أن مصر تتغير وتعيش عصرا جديدا في مسيرتها نحو الحداثة والتنمية برغم كل المحاولات البائسة في الداخل والخارج.

حمى الله مصر من كل سوء.

نائب رئيس حزب الوفد

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى