إن التميز والنجاح في العمل قد يكون له آثار سلبية، فترقية أحد الزملاء أو منحه حافز أو الإشادة به والثناء عليه، قد تثير الغيرة والحسد لدى البعض، فلا شك أن الموظف الناجح سواء كان مديرًا أو موظفًا يتعرض للغيرة من زملائه، والغيرة المهنية لا تقتصر فقط على فئة دون أخرى، فهو أمر لا مفر منه بين أصحاب المهنة الواحدة، والتي تؤثر في بيئة العمل.
إن الغيرة سلاح ذو حدين فهي أحد العوامل التي قد تتسبب في إحباط العاملين، وقد تكون حافزًا لبذل المزيد من الجهد، إلا أن خبراء الإدارة يحذرون من الآثار السلبية الناتجة عن الغيرة، والتي تضع قيودًا على علاقات الزملاء، كما قد تسبب الكثير من المشاكل النفسية، منها الشعور بالإحباط، والقلق، والغضب، وعدم الرضا عن العمل، وبالتالي تنعكس على تدني مستوى أداء العاملين.
ويرى ممارسو الموارد البشرية أن الغيرة في بيئة العمل تعود إلى العديد من الأسباب، منها التنافسية، وتفاوت الأجور، سلوكيات المديرين تجاه بعض الأشخاص، والتي قد تحدث الشعور بالإحباط لدى العاملين، بالإضافة إلى الطبيعة البشرية التي قد تدفع العاملين إلى الطمع.
وهناك العديد من الأشياء التي يجب أن يقوم بها المديرين؛ لتوفير مناخ عمل يخفف من حده الغيرة في بيئة العمل، حيث توصل Robert P Vecchio أستاذ الإدارة بجامعة نوتردام في مقالته عام ٢٠٠١ بعنوان «إدارة الحسد والغيرة في مكان العمل»، إلى مجموعة من العوامل التي تساعد على الحد من الغيرة في بيئة العمل، ومنها:
•نشر ثقافة فريق العمل والإدارة بالمشاركة.
• دعم التعاون بين العاملين.
• تشجيع التواصل المفتوح مع العاملين.
• وضع المتميزين في مناصب إرشادية.
الأمر لا يتوقف على صاحب العمل فقط، بل يجب على العاملين الذين يشعرون بالغيرة إزاء التقدم الذي يحرزه زملاء العمل، أن يتوقفوا عن مقارنة أنفسهم بالآخرين، وينظروا إلى أنفسهم، وأن يبحثوا داخلهم؛ لاكتشاف ما ينقصهم من مهارات في بيئة العمل، كما يجب تقبل إنجازات الآخرين والاعتراف بها.
باحثة وكاتبة في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية