قال تعالى {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } الزمر42 …
الموت بعنوانه العام هو انتقال الروح من عالم الدنيا إلى عالم آخر؛ عالم البرزخ وهذا الإنتقال أو هذه النقلة من عالم الدنيا إلى العالم الآخر هو بأمر الله تعالى وقدرته ويكل به بعض الملائكة ( ملائكة الموت )، فلذلك عندما تنتقل الروح من هذا العالم؛ عالم الدنيا عالم الماديات إلى عالم البرزخ فانتقالها بأمر الله تعالى وليس لأي مخلوق القدرة على ذلك سواء كان من الجن أو البشر أو الملائكة- إلا ملائكة الموت – .
وهذا الأمر يجعلنا أن نعيد التفكير بمسألة تحضير الأرواح، فإذا كان نقل الروح أو إنتقالها من عالم الدنيا إلى عالم البرزخ هو بأمر الله تعالى فهل يمكن أن تعود إلى عالم الدنيا بغير أمر الله تعالى ؟؟!! هل هناك من عنده القدرة كقدرة الله تعالى حتى يُرجع هذه الروح من عالم البرزخ إلى عالم الدنيا ؟! بالقطع واليقين لا يوجد، خصوصًا أن الأدلة الشرعية تؤكد على الذي يموت يبقى- الروح- في جنة البرزخ أو في نار البرزخ إلى أن يأتي يوم القيامة وهذا ما يؤكده قوله تعالى في سورة هود {أَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ(108)}…
فالنص القرآني واضح على وجود الأرواح وبقائها في الجنة أو في النار مخلدين فيها بقرينة ديمومة السماوات والأرض، أي أن الروح الشقية باقية في النار مادامت السماوات والأرض والروح السعيدة باقين في الجنة ما دامت السماوات والأرض فالجميع يعلم أن السماء والأرض والكون كله وبحسب أخبار القرآن إلى زوال { يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } الأنبياء104 ، فكل روح هي خالدة في عالم البرزخ الخاص بها – جنة أو نار- إلى أن يشاء الله، وهذا الخلود وهذا البقاء في ذلك العالم ينفي وبكل قطع ويقين رجوع تلك الأرواح إلى عالم الدنيا إلا بأمر من الله تعالى فهو المحيي والمميت …
لذلك نسأل بما سأل به السيد الصرخي الحسني في تغريدته الأخيرة التي نشرها على حسابه الشخصي في موقع تويتر والتي تناول فيها مسألة تحضير الأرواح، حيث تسائل قائلًا :-
«وبالرجوع إلى ما قاله الأستاذ (رض ) { إني شخصيا كنت موجودا في جلسة من جلسات تحضير الأرواح … أسأل أحدهما ، قائلا : هل تلكم رأس الحسين ( عليه السلام ) وكان في حسباني أن تقول: نعم أو لا ، فكان من العجب أنها قالت: تكلم سبع مرات! فقلنا لعله تلكم بهذا المقدار ولم ينقل من التاريخ إلينا !! وإذا أمكن ذلك مرة أمكن مرات عديدة!!} فعلى فرض كونها أرواح أموات من الإنسان، فليخبرنا عن الصلاحية والقدرة والقوة الغيبية التي يمتلكها الشخص الذي حضر الأرواح بحيث أخرجها من جنة البرزخ ونعيمه أو من نار البرزخ وشقائه ؟! قال القوي العزيز {أَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ ….. خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ….. وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ } هود 106- 108…».
لكل من يريد أن يطلع على بحوث السيد الصرخي الحسني التي ناقش فيها عصمة السيد الصدر ومؤلفاته كالموسوعة المهدوية والمؤلفات الأخرى يرجى إتباع 1- هذا المعرف على موقع تويتر : @AlsrkhyAlhasny
2- على الفيس بوك يرجى إتباع الرابط -المختصر – الخاص بصفحته الخاصة :
http://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية