ماذا يجري في اليمن؟ سؤال يطرح نفسه على كل المهتمين بالشأن العربي وخاصة في هذه المنطقة من العالم العربي.. فاليمن بالنسبة لمصر هي بعد استراتيجي وجزء مهم من منظومة الامن القومي العربي والمصري.. واي خلل يحدث هناك يؤثر بالسلب على المنطقة.
والتطورات الاخيرة بعد اعلان ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي الادارة الذاتية لمحافظات الجنوب في خطوة لإعادة الوضع على ما هو عليه قبل 30 عاما الى دولتين الاولى شمالية والثانية جنوبية قد تكون لها آثار سلبيه على الوضع العربي بوجه عام.
فالمجلس الانتقالي يدعى انه يرفض جماعة الاخوان والتي يمثلها في اليمن حزب الاصلاح وهو نفس الشعار الذى رفعه الحوثيون عندما انقلبوا على الدستور والسلطة منذ 5 سنوات وكانت النتيجة ان الحزب الإخواني زادت جماهيريته بين اليمنين لأنه أصبح الحزب الوحيد الذى ينادى بالوحدة ويرفع شعارات الديمقراطية والحرية خاصة وأن حزب المؤتمر الشعبي العام الذى كان يحكم اليمن انشطر إلى نصفين الأول موال للحوثيين متعاون معهم، والثاني وهم الاقلية مع الحكومة الشرعية الموجودة في الخارج.
فكل ما يحدث في اليمن المستفيد الوحيد منه هم جماعة الإخوان ورجالها في اليمن، والجماعات المتطرفة الأخرى مثل داعش والقاعدة وكل الدول التي تدعم الاطراف المتناقضة في اليمن وأقصد هنا جماعة الحوثي والمجلس الانتقالي هي في المقام الأول تدعم جماعة الاخوان والتنظيمات الإرهابية التي ترفع شعار الوحدة بعد ان كانت هذه الجماعات توارت خلف القوى المدنية والاحزاب السياسية الاخرى بعد ثورة فبراير 2011.
لكن ما حدث من قبل الانتقالي والحوثيين ومموليهم اعطى لهم قبلة الحياة مرة أخرى لأن اليمنين البسطاء مع الوحدة ومع الدولة القوية، وهدفهم الأول هو الاستقرار والعودة إلى الوضع ما قبل 2011 عندما كانت اليمن نموذجًا للتسامح والتعايش بين جميع الطوائف إلا من بعض المتطرفين الموجودين في كل مجتمع.
القضية في اليمن تتطور وأصبحت اليد القطرية والتركية هي القوية على الأرض، وأصبحت محركًا اساسيًا للأحداث هناك من خلال حزب الإصلاح الإخواني وأغلب قياداته يعيشون في تركيا وينفذون اوامر السلطان أردوغان بدون تردد وللأسف هم اول من طعن التحالف في ظهره في عدد من المعارك ضد الحوثيين وانسحاباتهم المفاجئة من امامهم في اكثر من موقع واخرها معركه محافظة الجوف.
فوسائل الاعلام الموالية للمجلس الانتقالي تطلق على قوات الشرعية لقب قوات حزب الإصلاح وحتى المسئولون المعينون من الشرعية تتهمهم بأنهم إخوان حتى تحولت اليمن كلها اخوان وقاعدة وداعش ولا يوجد بها تيارات مدنية ديمقراطية، فالعمل على تضخيم العدو إعلاميًا يكون له أثر عكسي، ويخلق حالة تعاطف معه وهو ما حدث بالفعل على الأرض الآن مع حزب الاصلاح الاخواني
اليمن تمر بمرحلة خطرة وتحتاج وقفة صارمة من الدول العربية وبدون اللجوء الى أطراف خارجية وعلى الجامعة العربية ان تتحرك بجدية في الملف لان أمده قد طال مع انتشار الاوبئة والامراض واخرها كورونا مع انهيار تام للمنظومة الصحية في جميع المناطق.
فاليمن الان أصبحت دولة مقسمة لأصحاب النفوذ ما بين الحكومة الموجودة خارج الارض وما بين قوتين امر واقع على الارض هما المجلس الانتقالي والحوثيين والشعب حائر لا يعرف مصيره خاصة وان قواته هي اصلا ولاؤها ليس للدولة اليمنية ولكن لأشخاص واحزاب ودول.
الوضع يحتاج الى حسم بعيدا عن أي حسابات دولية او اقليمية فإنقاذ الشعب اليمنى واحياء القوى المدنية ومنحها زمام قيادة الامور في اليمن هو الحل الأمثل حتى لا يكون هناك حجة لاحد انه يحارب التطرف والحقيقة هو يدعمه وبقوة بالتصرفات المناطقية الهوجاء.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – Fاشترك في حسابنا على فيسبوكو تويترلمتابعة أهم الأخبار العربية والدول