نون – دبي – محمود علام
فرض وباء كورونا نفسه على عالم الأدب بعد أن أدخل البشرية في أجواء حظر الحركة والاجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها للحيلولة دون تفشي العدوى.
ووسط حالة التباعد الاجتماعي وتوقف الأنشطة تستعد الأديبة الروائية والكاتبة المسرحية سعدية العادلي لإصدار أحدث مؤلفاتها في مجال الكتابة وهو عبارة عن نص مسرحي تحت عنوان «كورونا لينا» رصدت فيه وبتركيز مباشر على الساحة التربوية وفي اقتراب كبير من المظاهر التي تفشت مثل الوباء الفيروسي في المجتمع المصري وهي المظاهر التي انعكست آثارها على الأسر والطلاب وخطط التطوير التعليمي في مصر.
واختارت العادلي أن تجعل من الكتابة المسرحية وسيلة لطرح أفكارها حول قضايا المجتمع بشكل يحاكي الواقع ويحلله تحت مسمى لافت هو «كورونا لينا» في إشارة منها إلى أن بقاء الهموم دون علاج هو أشبه بالوباء الذي يجب التصدي له حتى لا يدمر مستقبل الأجيال.
وحول اختيارها للعنوان المرتبط بالفيروس المستجد، أشارت العادلي إلى أنه رغم كل المخاطر التي حملها الوباء خلال الشهور الماضية إلا أنه أتاح للبشرية فرصا عدة على الجانب الاجتماعي والإنساني علاوة على أنه أوجد حالة من الاستتفار للبحث عن حلول لكسر حدة الحظر الذي تطلبته أساليب الوقاية من انتشاره بين شعوب كافة أقطار العالم.
أخبار ذات صلة:
-
جونسون يطلق اسم طبيبين أنقذاه من كورونا على مولوده الجديد
-
الأردن يسجل «صفر» إصابات بفيروس كورونا لليوم الخامس
-
مصر.. شفاء 1522 من مصابي كورونا وتسجيل 298 إصابة جديدة و9 وفيات
-
كورونا ينهى حياة 55 صحفيا حول العالم
وفي استعراضها لجوانب العمل الذي انهته مؤخرا تقول المؤلفة: المسرحية ذات طابع تربوي حيث ترصد المشكلات التي يضج بها المجتمع المدرسي مثل ثقل الحقيبة المدرسية, واتجاه غالبية الطلاب إلى التعليم العام في ظل نظرة المجتمع للتعليم الفني باعتباره اقل شأنا رغم أهميته في تنمية البلاد ودعم الاقتصاد .
وأضافت: لقد تطرقت المسرحية إلى موضوعات حيوية سعيا لتأهيل الاجيال على واقع المستقبل ومن هذه الموضوعات: ضرورة ترك الحرية للأبناء لاختيار التعليم الذي يتناسب وقدراتهم علاوة على رصد المشاكل الأسرية, والإرهاق المادي ومصروفات المدارس الخاصة وسفر الأب وتفكك الأسرة مما ينعكس سلبا على الأبناء نتيجة عدم المتابعة وعدم التوجيه وما يتبع هذه السلبيات من مشكلات يعاني منها الأبناء كضعف التحصيل والالتجاء للدروس الخصوصية وضعف الثقة بالنفس، والتقليد وعدم الانتماء وفقدان الهوية وما يتبعه من صور مجتمعية سيئة نراها في كل مكان مثل: البنطلون المقطع والبنطلون الساقط, والبنطلون الجربان وتسريحات الشعر الغريبة والشعر المفلفل والشعر الطويل كالبنات .
كما ترصد المسرحية المخاطر التي يتعرض لها الأبناء نتيجة الدروس الخصوصية والتردد على المراكز التعليمية «السناتر» واختلاط الحابل بالنابل من الطلاب وجلوسهم على المقاهي للراحة بين الدرس والأخر مما يعرضهم للمزيد من الأخطار والمشكلات.
وترى العادلي أن تعرض العالم كله لوباء كورونا رغم خطورته والمعاناة من تبعاته والحظر وما يتبعه إلا أنها كانت حلا لبعض الأزمات التي نتعرض لها البشرية حبث توحد العالم لمواجهة مشكله واحدة وخطر واحد وهو مايدفعنا جميعا إلى أن نتغير بعد انقضاء هذه المحنة فنحولها إلى منحة تاخذنا نحو الخير.
كما تدعو المسرحية لأهداف تربوية كالاهتمام بالأنشطة المدرسية وتوجيه الطلاب حسب قدراتهم , وتشجيع التعليم الفني والقضاء على الدروس الخصوصية, وغلق المراكز التعليمية الموازية «السناتر» والاهتمام بحل مشاكل الأسرة حتى لا يتأثر الأبناء ومتابعة الأبناء وإكسابهم الثقة بالنفس وزرع الضمير والحفاظ على الهوية وحصر المشكلات المدرسية وإيجاد الحلول المناسبة لها .
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية