غير مصنف

خانيونس تغرق من أول “شتوية”

شمر المُسن محمد المجايدة عن ساعديه، وبدأ في تصريف كميات مياه الأمطار المُختلطة بمياه الصرف الصحي والعوادم والنفايات، التي تدفقت داخل بقالته أسفل منزله، في منطقة الكتيبة غربي محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

وبدت علامات الإرهاق والتعب والاستياء على وجه المُسن المجايدة جليةً، وعبر لمراسلنا عن غضبه واستيائه من الجهات المُختصة، وعلى رأسها بلدية خان يونس، والتي اتهمها بالتقصير حيال حل مشكلة غرق حيهم، الذي يغرق سنويًا، حسب قوله.

ويقول المجايدة: “نحن نعيش في منطقة منخفضة، تأتي في كل عام مياه الأمطار، من معظم أحياء خان يونس، خاصة حي الأمل والمشروع والمعسكر والبلد، وتتجمع بكمياتٍ كبيرة، وسرعان ما داخل منازلنا ومحالنا التجارية”.

ويضيف أن كميات المياه المتدفقة تجلب معها الشوائب والنفايات، الأمر الذي يتسبب في انغلاق المصافي، التي تقوم بسحب المياه، وتصريفها لمحطة الصرف الصحي بمنطقة حي الأمل غربي المحافظة.

ويعبر عن استيائه لتأخر عمال البلدية في تلبية استغاثتهم، ما يؤدي لتكدس المياه ودخولها لمنازلهم، لافتا إلى أنه منذ الساعة 5.30 صباحًا، تدفقت مياه الأمطار بشكلٍ كبير ومفاجئ، في أول سقوط للأمطار، وقبل بدء موسم الشتاء، لداخل المنازل، والمحال التجارية.

ويشير إلى أن الشارع الرئيس الذي يغرق سنويًا ويعيش في وسطه، به أكثر من 10ورش تصليح وغسيل سيارات، تسببت المياه بتلف المولدات ومعدات العمل، وسيارات متوقفة بداخلها، عدا غرق سيارات مارة.

ويتهم المجايدة البلدية بالتقصير حيال مشكلتهم، لعدم إيجاد حل جذري للمنطقة، كذلك تغاضي البلدية عن اتصالاتهم، وقدومهم متأخرين لسحب المياه، وتركها تدخل داخل المنازل والمحال، مشددًا على أن الحل الجذري، هو إنشاء مصافي لمنطقة الأمل وسحب المياه لبركة التصريف مباشرة، بدلاً من تركها تتدفق لمنطقتهم المنخفضة.

ولا يختلف حال حمادة اللحام، أحد سكان المنطقة التي غرقت، عن المجايدة، فهو الأخر تعرض منزله للغرق، ومنذ ساعات الصباح الباكر، يقوم بسحبها ونقلها عبر جالونات بلاستيكية صغيرة لخارج منزله، معبرًا هو الأخر عن استيائه وسخطه لتفاقم تلك المشكلة سنويًا، مطالبًا بإيجاد حل لها قبل بدء فصل الشتاء.

أما فتحي كُلاب، فقد صب جام غضبه على بلدية خان يونس، التي اتهمها بالتقصير، والتأخر في تلبية استغاثتهم، وعدم ترك عمال عند المصافي.

وعكف كُلاب وأبناؤه منذ ساعات الصباح ، على رفع شوالات الدقيق والأعلاف وبقية البضائع لمكان مرتفع، بعدما تدفقت المياه لداخل محله الذي يرتفع مستواه عن الشارع الرئيس متر، لكن المياه دخلته، بعد ارتفاع منسوبها، ووصلت لمنتصف المحل، قبل أن يقوم مسرعًا بالعمل على تصريفها.

ولا يختلف كثيرًا الحال لدى إياد وافي، الذي يقول  “أسكن في شارع متفرع من الشارع الذي يغرق سنويًا، وتم تمديد شبكة صرف صحي بها العام الماضي، وإلغاء الآبار القديمة التقليدية، لكن ذلك المشروع عاد عليهم بالضرر وليس بالمنفعة، لدخول مياه الأمطار لداخل البلاعات والمناهل، وتدفقها لداخل منزلهم، ومعها مياه الصرف الصحي”.

مشاريع لحل المشكلة

بدوره، تحدث مدير عام بلدية خان يونس ورئيس لجنة الطوارئ محمد الأغا ، عن وضع منطقة “الكتيبة وآل وافي” التي تعرضت للغرق اليوم، مؤكدا انهم على سُلم أولوياتهم لإنشاء مزيد من مصافي مياه الأمطار والصرف الصحي، مشيرًا إلى أنه قام بتمديد شبكات تصريف مياه وصرف صحي العام الماضي بالمنطقة.

ولفت الأغا إلى أن طواقم البلدية بمعداتهم وآلياتهم هرعت منذ اللحظة الأولى لسقوط الأمطار للمنطقة وللمناطق الأخرى التي تجمعت بها مياه الأمطار، التي فاقت كل التوقعات، وعملت على تصريف المياه، وسحبها، ورفع الشوائب والنفايات التي سحبتها مياه الأمطار لداخل العبارات والمناهل ومصافي التصريف.

ونوه إلى أنهم يعون جيدًا المشكلة التي تعاني منها منطقة الكتيبة وسط خان يونس، والتي تعتبر من أكثر مناطق المحافظة انخفاضًا، بحيث تنخفض نحو “51مترًا” عن سطح البحر، وتتدفق لها مياه الأمطار سنويًا، مستدركًا “ما حدث اليوم هو أن كميات الأمطار فاقت التوقعات، لذلك كان من الصعب السيطرة عليها بسهولة، وكان من الصعب على المصافي والمضخات سحبها بسرعة””.

وأكد الأغا إلى أنهم جهزوا أنفسهم مسبقًا، وقاموا بتجهيز المصافي والعبارات وتنظيفها، واستنفروا طواقمهم، “لكن الأمور فاقت التوقعات”، مشيرًا إلى أن الحصار وقلة الإمكانيات ومواد البناء، لم تُتح الفرصة لتخصيص مشاريع للقيام بها في أسرع وقت، وأعاقت استكمال العمل في المنطقة المذكورة، لكنها ما زالت على قائمة الأولويات.

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى