نون والقلم

د.إمام عبدالقادر الشريف يكتب: الخوف من كورونا

يمر العالم منذ عدة أسابيع بوباء فيروس يسمى «كوفيد- 19» وهو نوع من الأنفلونزا العادية لكنه غير من تركيبة الجين، فأصبح أكثر ضراوة من الأنفلونزا العادية بمئات المرات، كما أن مناعة الإنسان لا تستطيع التعرف عليه، ومن ثم أصبح هذا الفيروس واسع الانتشار، ويصيب الإنسان بسرعة كبيرة.

ويبدأ في الدخول إلى جسم الإنسان عن طريق الهواء أو لمس الأسطح الملوثة، ويغزو خلايا الغشاء المخاطي للفم والأنف والعينين، ثم الحلق، ثم الشعب الهوائية ويقضى فترة حضانة تصل إلى عشرة أيام في المتوسط، في هذه الفترة يتكاثر داخل الخلايا ويسيطر عليها، ثم يخرج وينتشر في كل الجهاز التنفسي، إلى أن يصل إلى الحويصلات الهوائية، وهنا تبدأ أعراض المرض في الظهور وهى آلام شديدة في العضلات والعظام وارتفاع كبير في درجة الحرارة وسعال شديد وضيق في التنفس وصداع وإسهال وقد تختلف الأعراض من حالات شديدة إلى حالات معتدلة.

ونشاط المرض يستغرق خمسة عشر يوماً، بعدها يشعر المريض بالتحسن. والمضاعفات التي يحدثها هذا الفيروس تتمثل في أنه عندما يصل إلى الحويصلات الهوائية يدمر خلايا الحويصلات الهوائية المسئولة عن تبادل الغازات مع الدم وحركة الرئتين، وبذلك يشعر المريض بصعوبة شديدة في التنفس ونقص شديد في الأكسجين بالدم؛ هذا يجعل الخلايا المصابة تفرز سموماً تسمى سيتوكين تصل إلى الدورة الدموية وتحدث هبوطاً مفاجئاً في القلب وفشلاً كلوياً والتهابات معوية وهبوطاً في وظائف الرئتين بالإضافة إلى جلطات صغيرة بالدم، قد تصل إلى المخ، وتحدث التهابات وقصور وظائف المخ.

ويتم تشخيص الإصابة بالفحص الإكلينكي، وبأخذ مسحة من الأنف والفم وبتحليل الدم ما يسمى «ب. سى. آر» « p.c.r» بالإضافة إلى عمل أشعة عادية على الصدر وقياس الغازات بالدم وصورة دم وأشعة على القلب وقياس في وظائف الكلى والكبد، وذلك لحالات الإصابة الشديدة مما سبق يجب الاهتمام والحذر الشديد من انتشار هذا المرض، ما يلزم الوقاية الشديدة والالتزام بها، وهى تتلخص في:

1- عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة.

2- عدم الاقتراب من الزحام والبعد عن التجمعات.

3- ارتداء الكمامة إجبارياً عند الخروج من المنزل لأن وجود الكمامة يمنع لمس الأنف والفم باليدين اللتين قد تحملان الفيروس من الأسطح التي لمستها، كما أنها تقلل نسبة نفاذ الفيروس من الهواء إلى الأنف والفم عندما يقابل الشخص السليم الشخص المصاب دون أن يعرف ذلك.

4- يأتي بعد ذلك لبس قفاز اليدين، وهو من الأمور المهمة ويجب تغييره كل فترة قصيرة لكي يقلل من نسبة تلوثه، وكذلك غسل اليدين والوجه كل ساعة حتى بدون سبب بالإضافة إلى النظافة الشخصية ورش غرف العمل والتجمعات بالمطهرات.

5- بالنسبة لمرضى الجهاز التنفسي كالحساسية أو الربو فيجب على المريض إتباع نظام العلاج المنتظم حتى يرفع مقاومة هذا الجهاز للإصابة بهذا الفيروس.

6- بالنسبة للأمراض المزمنة كالضغط والسكر والروماتيزم يجب متابعة المرضى، وتناول العلاج اللازم بصفة منتظمة.

ولعلاج حالات الإصابة.. فإذا كانت الأعراض معتدلة أو متوسطة فالأفضل للمريض العزل في حجرة في المنزل دون الاقتراب من أي شخص على الأقل مسافة 3 أمتار ومراعاة خطوات الوقاية لمنع انتشار الفيروس، وتناول خافض حرارة ومسكن للآلام مدة أسبوعين مع شرب سوائل ساخنة كثيرة وأطعمة خفيفة متوازنة وفاكهة وخضراوات غنية بفيتامين سي.

أما الحالات الشديدة فيجب دخول المستشفى الخاص بعلاج هذا الوباء، وتوفير أجهزة التنفس الصناعي والرعاية المركزة وتناول الأدوية التي تستعمل في هذا الوباء لما لها من تأثير ملحوظ في التحكم في هذا المرض، وهى هيدروكس كلوركين وزيروماسين وتاسوفلو، بالإضافة إلى فيتامين سي، وقد توجد أنواع أخرى من الأدوية لكن دراستها محدودة، وتحتاج إلى وقت لتحديد مفعولها.

بالنسبة إلى المستقبل مع هذا المرض.. فالحقيقة لا أحد يستطيع أن يرى قاع هذا المرض وانتشاره في العالم، حتى دولة الصين ذكرت أن الوباء بدأت الإصابة به تقل.. ولكن في الأيام الأخيرة بدأت تظهر حالات أخرى في أماكن أخرى في نفس الدولة، ومع ذلك نأمل مع حلول أشهر الصيف وارتفاع درجة الحرارة أن ينخفض نشاط هذا المرض وتقل الإصابة به، إن شاء الله.

أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية بكلية طب الأزهر

 

    tF اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى