تبقى الأوضاع في منطقة طريق M4 بين حلب واللاذقية في محافظة إدلب متوترة بسبب إجراءات المجموعات الإرهابية، فمثلاً قامت عناصر هيئة تحرير الشام في 13 نيسان في منطقة قرية النيرب الموجودة بالقرب من طريق M4 بالاحتجاج لغرض منع الدورية التركية الروسية المشتركة، وأغلقوا المتظاهرون الطريق لمرور المعدات العسكرية.
والجدير بالذكر أن عناصر الهيئة قاموا بالاستفزازات منذ توقيع الاتفاق وقف إطلاق النار بين أنقرة وموسكو. وكانت المظاهرات تحت سيطرة الإرهابيين التي شهدت إدلب في 13 آذار الأولى وقام ارهابيو هيئة تحرير الشام في 16 آذار بتفجير الجسر في ريف أريحا وثم انتشروا المقاتلون الحواجز باستخدام المعدات الثقيلة.
وتم توقيع الاتفاق على وقف إطلاق النار وتنظيم دوريات مشتركة في 5 آذار خلال المفاوضات بين رئيسي تركيا وروسيا في موسكو، وكان من المتوقع أن تسمح هذه الإجراءات بتعزيز الأمن وتسهيل مرور المدنيين وتخفيف التصعيد في محافظة إدلب.
وفي المقابل، تشير خطوات أنقرة إلى عدم اهتمامها في حل الأزمة في المنطقة بسبب طموحاتها السياسية، إن الجانب التركي يسعى إلى تضليل خلفائه و ينظم «المسرحيات» بمشاركة المقاتلين المواليين لأنقرة فيها.
وقال السكان المحليون، يدعو رئيس المجلس المحلي لبلدة أرمناز بمحافظة إدلب صديق زكور إلى المشاركة الواسعة في المظاهرات على الطريق M4 وبالإضافة إلى ذلك قد جاء أمر إجراء هذه المظاهرات «من الأصدقاء الأتراك».
«السلام عليكم ! كيف أحوالكم يا شباب؟ أصدقائي بشأن الإضراب غداً سنبدأ في الصباح في 9:30 الاحتجاج واجب واجب واجب على الجميع! و قد أكدوا لي أن أي شخص و أي موظف لا يشارك سيسرح من عمله فوراً من دون إنذار يجب أن تعرفوا هذه ليست كلماتي هذا ما جاءني من الأعلى!» – يقول صديق زكور الذي يتعامل مع المخابرات التركية.
ومنع زكور بصرامته بارتداء الزى العسكري في أية حالة أو حتى ملابس باللون الأخضر أثناء الاحتجاجات «إخوتي، هناك ملاحظة صغيرة وهي ألّا يرتدي أي منكم الزى العسكري لا السترة، ولا القميص، ولا حتى أي لباس أخضر! إن هذا الأمر ضروري جداً».
من الواضح مع الأخذ بعين اعتبار عدد من نقاط المراقبة التركية (نحو 60) والعسكريين الأتراك (أكثر من 10 آلاف) في إدلب أن تسيطر أنقرة ومخابراتها على كل الإجراءات والأنشطة في المحافظة السورية.
وتأكد كل الشيء المعروف أن ينظم الأتراك المظاهرات على M4 تحت رعاية مخابراتهم ونشهد الأهداف التركية الحقيقة لزعزع استقرار في إدلب. ومن الواضح أن وافقت قادة التركية على وقف إطلاق النار لغرض كسب وقتاً لتوسيع احتلال الأراضي السورية.
صحفي وكاتب سوري
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية