بدأت مصر تفرض حالة الحظر وتمنع التجمعات منذ أكثر من شهر بسبب مرض كورونا المستجد المنتشر بالعالم، وليست هنا المشكلة، وإنما تكمن المشكلة في الوضع الذي تشير جميع المؤشرات إلى استمراره لفترة أطول من ذلك، وقد تم مد الحظر للمرة الثالثة خلال شهر أبريل الحالي وحتى شهر مايو المقبل.
وفي هذه المدة، توقفت الحياة بشكل جزئي في مختلف جوانبها سواء «الصناعية والتجارية والسياحية والتعليمية» حتى الحياة الاجتماعية والمقابلات لم تعد مثلما كانت قبل كورونا.
أود التحدث عن الحياة الاجتماعية، فنحن مع جميع القرارات التي اتخذت من الحظر وتوقف التجمعات، ولكن لا نود أن نميت الحياة لدينا نهائي، فعلينا أن نتعايش بالقليل المسموح به، وأشير بذلك لقرار الكنيسة الأرثوذكسية الذي ألغى الأفراح التي كان من المزمع أن تعقد عقب عيد القيامة المجيد.
فهذا القرار يعد موتًا للحياة واستمرارها في ظل ظروف لم نعلم متى سوف تنتهي، ونحن نعلم أيضا صعوبة الموقف والظروف التي نمر بها سواء في بلادنا أو في العالم كله، لذلك على الكنيسة أن تعطي تصريح الزواج لمن يرغبوا في ذلك وعليها أن تضع شروط بعدد الحضور في الإكليل حسب الإجراءات الاحترازية المتفق عليها صحيا على أن يكون مسموح لأسرتي الزوجين الحضور فقط.
فمثلما تسمح القيادة الكنسية المتمثلة في البابا تواضروس الثاني بابا وبطريرك الكرازة المرقسية والمجمع المقدس، بفتح الكنيسة لصلاة الجناز وتحدد عدد حضور، أهل المتوفي فقط، عليها أن تحترم حق الحياة كما تحترم حق الموت، وتعطيه استثناء في ظل هذه الظروف الراهنة.
فحتى أن المساجد رغم إغلاقها وتوقف صلاة الجمعة في جميع المساجد بكل أنحاء الجمهورية، إلا أنها تسمح بالزواج في البيوت من خلال إقامة كتب الكتاب على يد المأذون في المنزل بحضور أسرتي الزواجين فقط.
كما أن الجو العام يحتاج لفك رتابته، هذا الجو الذي أصبح اليوم لا يخلو فيه من متابعة عدد المصابين والمتوفين بكورونا يوميا، سواء كان على مستوى مصر أو على مستوى دول العالم، نحتاج إلى الإحساس بوجود شيء من الحياة والأمل لغد أفضل.
لذلك أطلب من البابا تواضروس والمجمع المقدس بالكنيسة الأرثوذكسية، بالسماح بإعطاء تصريح زواج في نطاق الحدود الصحية التي تحدثت عنها سابقا، ومن لا يلتزم بهذه الشروط، عليه أن ينتظر كيفما يشاء.
شاهدت مؤخرا ما قام به بعض القساوسة من اللجوء لحل تلك المشكلة بإقامة صلاة الإكليل داخل المنازل بحضور العروسين وأسرهم فقط، وأرى أن كانت بعض الإيبارشيات “المناطقة التابعة لرئاسة أي أسقف” تقوم بهذا الإجراء كاستثناء، فعلينا بفتح الكنائس أفضل كاستثناء بشروط، لأن الزفاف في المسيحية هو سر من الأسرار السابعة في الكنيسة الأرثوذكسية، لذلك يجب أن يتم داخلها وأمام المذبح المقدس، ليتسلم العريس عروسة من الكنيسة ويبدأوا حياتهم من داخل بيت الله.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية