نون والقلم

د. هويدا عزت تكتب: هل تقودك «ساعات الحظر» نحو استعادة ذاتك

يعتبر حظر التجوال شىء استثنائي نتيجة لظروف طارئة، تمر بها البلاد للسيطرة على وضع غير عادي، ويعتبر انتشار الأمراض والأوبئة أحد الأسباب الرئيسية لفرض حظر التجوال.
وفي ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها دول العالم في هذه المرحلة الحرجة، أمضت الحكومات باتخاذ إجراءات فرض حظر التجوال على المواطنين؛ كإجراء وقائي واحترازي؛ للحد من انتشار فيروس كورونا «كوفيد-19»، وللمحافظة على سلامة وصحة المواطنين، من خلال هذه الإجراءات الاحترازية.
ونتيجة لفرض حظر التجوال أمضى المواطنون ساعات الحظر داخل منازلهم، الأمر الذي قد يؤدي إلى تسرب الشعور بالملل؛ لقضاء فترة الحظر داخل المنزل على غير المعتاد لهم، لذا دعا المتخصصون في الموارد البشرية، والصحة النفسية، بالاستفادة من هذا الوقت في عمل أشياء مفيدة، مثل ممارسة الرياضة التي لا تحتاج للخروج، أو تعلم مهارات جديدة من خلال العديد من المنصات الخاصة بالتعليم عن بعد، أو التحدث إلى الأصدقاء، أو ممارسة بعض الهوايات كالرسم، والقرءاة، وسماع الموسيقى، أو حتى الاسترخاء.. ألخ.
وفي رأيي، أن من أهم الانجازات التي لابد من استثمارها في ساعات الحظر هو إعادة اكتشاف نفسك، التي تسربتك منك، نتيجة لزيادة الانغماس في العمل، حيث تم استبعاد معظم أنشطة الحياة الآخرى، والتي تبدأ من الخروج مبكرًا والرجوع للبيت في أوقات متأخرة من اليوم، نتيجة لساعات العمل الطويلة، أو زيادة أعباء العمل، وغير ذلك من أشكال ضغط العمل، كالعمل أيام الاجازات الرسمية، الأمر الذي تسبب في حدوث صراع بين واجبات العمل والحياة الأسريةً، والإفراط في العمل بشكل قهري «إدمان العمل» وعدم القدرة على تنظيم مهام العمل، إلى التأثير على حياة الفرد الخاصة، ومنها قضاء الوقت مع الأسرة أو ممارسة بعض الهوايات، وهو أمر ضروري لحياة الفرد وأسرته.
كما يتعرض الفرد إلى معوقات تتسبب في حدوث ضيق تجاه العمل، ومنها الازدحام المروري المتكرر على الطرق ووسائل المواصلات يوميًا فى ساعات الذروة الصباحية والمسائية، وما يتبعه من آثار سلبية على الصعيدين النفسي والجسدي، فالازدحام الشديد اليومي الذي يصادف بعض المواطنين في معظم تجولاتهم، من شأنه أن يعكر صفو بالهم، كما أن الانتظار لوقت طويل أحيانًا، في ظل أصوات آلات التنبيه المزعجة وصراخ السائقين الغير ملتزمين، يؤدي إلى الشعور بالإحباط ويولد جوًا من التوتر يؤثر في بقية النهار ويعرقل الراحة النفسية للفرد مما ينعكس على أدائه وفعاليته.
وتأخذك هذه الظروف أو غيرها، وتمر الأيام والسنوات؛ لتكتشف أن العمر مضى سريعًا، وقد اختلفت طموحاتك، ولم تعد ذلك الأنسان الذي كنت تريده. أيام الحظر منحة سوف تمر، وسوف يتذكرها العديد من الأجيال، فلا تجعلها تمر دون أن تحقق فيها أهدافك وانجازاتك.

باحثة وكاتبة في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة

 t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى