مازلنا في قلب أحداث الوباء الذي اجتاح العالم ومن الواضح أنه سيغير الكثير مما أعتدنا عليه سواء في حياتنا الخاصة أو في موازين القوي لكل دول العالم.
فقد بدأت الدروس تتوالي وكان الدرس الأول والأهم أن الجيوش الجرارة والقنابل الذرية والبيولوجية التي تمتلكها كل دول العالم لا قيمة لها في مواجهة هذا الفيروس المتناهي الصغر لأن هذه الجيوش نفسها تعاني منه ولعل في صرخات الاستغاثة الصادرة من احدي حاملات الطائرات للجيش الأمريكي بسبب انتشار الفيروس فيها خير دليل علي ضعف الجيش الذي دمر بلادا وأستباح أرضها و نهب ثرواتها وها هو الآن يستغيث ولا يستطيع الدفاع عن نفسه رغم كل ما يملك من طائرات و صواريخ وأقمار صناعية وتكنولوجيا هائلة .
الدرس الثاني أن الدولة التي تحترم العلم والتعليم والبحث العلمي هي دولة لديها مقومات الأمل في عبور مثل تلك النكبات وهو درس هام يؤكد أن التغيير قادم لا محالة في فكر و قوانين كل دول العالم ومصر ليست استثناءا وقد استطاعت مصر بفضل الله تعالي ثم بأبنائها من الأطباء والصيادلة و طواقم التمريض بكل مكوناتها من الصمود أمام وباء كورونا رغم أنهم عاشوا لعقود مهمشين ولا ينظر لحقوقهم وللأسف لم يكن التعليم والبحث العلمي هما الاختيار الأول لاهتمام الدولة طوال عقود من السنوات السابقة إلا أن موقفهم الرائع أعطي رسالة أمل للمجتمع كله إن مصر عامرة بأبنائها و كوادرها الطبية والعلمية المحترمة وبدأت الدولة بخطوات مشكورة للاهتمام بمجتمع الأطباء و التمريض و نتمنى أن يكون للطبيب كادر مالي محترم يمكنه من العيش بكرامة في وطنه .
الدرس الثالث أن أبناء مصر في الخارج هم دائما السند لـ الاقتصاد المصري وتحويلات المصريين العاملين بالخارج كانت و مازالت جزءا هاما من مكونات الاقتصاد والمصريون مهما عاشوا في الخارج يرجعون إلى أحضان وطنهم الغالي عليهم مصر و يرجعون بأبنائهم و تحويشة العمر ويستقروا في مصر كإضافة الاستثمار ولعل سياسات الدولة في الاهتمام بعودتهم بشكل كريم ولائق وجب علينا أن نشيد بها لولا ما حدث من مفاجآت عند عودتهم بقرارات تدل علي أن هناك من لا يملك بعد النظر في محاولاته استغلاله عودتهم ليتباهي بأنه أستطاع الحصول علي عدة ملايين من المصريين العائدون من الخارج مقابل إقامتهم في فترة الحجر الصحي ولولا القرارات الرئاسية التي عالجت مثل هذه المواقف لتشوهت المجهودات الكبيرة التي تقوم بها الدولة علي كافة المستويات لمنع انتشار هذا الفيروس القاتل و هو ما يؤكد أن هناك من لا يملك الحس السياسي في إصدار قرارات تضر الدولة وتنتظر قرارات رئاسية تعالجها .
الدرس الرابع أننا لابد وأن نشيد بالشعب المصري في الالتزام لأبعد حد في الالتزام بالإجراءات التي تتطلبها هذه المرحلة و أولها الحد من الخروج والتحركات إلا للضرورة و هناك بالطبع من أصابه الضرر البليغ بسبب هذا الإجراء و علي رأس من تضرر بشدة العمالة اليومية وهم بالملايين ولديهم أسر يصرفون عليها و رزقهم يوم بيوم ولعل قرار صرف إعانة الخمسمائة جنيه لتلك الفئة تكون بداية لدعم هؤلاء المتضررين وأرجو أن يصدر قرار من الدولة بإعفاء تلك الشريحة من فواتير الغاز والكهرباء والمياه لمدة ثلاثة أشهر مثلا وأنا أتحدث عن شريحة من المجتمع لا تستطيع تحمل هذه الفواتير في تلك الفترة العصيبة عليهم وهو قرار لو صدر فسيكون رسالة للشعب بأن نبض الناس و معاناتهم يراها متخذو القرار وستصل بردا و سلاما علي ملايين الأسر المصرية و مازالتا نتعلم وسنتعلم من دروس كورونا للعالم كله .
الرسالة الأخيرة لكل المصريين وكل أجهزة الدولة وجيش مصر العظيم لا تنسوا الخطر الكبير علي مصر .. سد النهضة الأثيوبي الذي يهدد حياة كل الشعب المصري وسنكون دائما سندا لمصرنا الحبيبة خلف قيادتنا في كل خطواته للحفاظ علي حقوق مصر التاريخية و مصر لن تركع أبدا و لن تترك لعدوها أبدا أن يمسها بسوء .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية