لاشك أن الأزمة التي تمر بها الإنسانية والبلاء العظيم الذي أصاب مشارقها ومغاربها تحتاج منا إلى أن نلجأ إلى الله فهو وحده من يرفع البلاء والمحن ففي الإيمان بالله قارب النجاة فمن أسرى برسوله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ومنها إلى سدرة المنتهي ومن الشدة إلى السعادة ومن ظلمة البلاء إلى نور الحقيقة والضياء قادر على أن ينقذ الإنسانية جمعاء مما يحيق بها من هول البلاء وهون الوباء فهو قادر على كل شيء.
وتعاليم الدين الحنيف تدفع الإنسان نحو الاطمئنان الداخلي من خلال إرجاع الأمر كله إلى الله تعالى، ونحو الأخذ بالأسباب التي هي سنة من سنن الله تعالى، وبذلك يجمع بين الخيرين وشريعتنا السمحاء تأمرنا بالالتزام الأخلاقي والسلوكي والحياتي و المشاركة الايجابية في بناء وتنمية المجتمع وحماية أفراده من خلال إتباع الإجراءات الوقائية التي تحميهم من الإصابة بأخطر فيروسات العصر والذي يفتك ببلدان العالم تحت مسمي«كورونا» وهو ما يتطلب أن نحافظ على إجراءات السلامة التي اتخذتها الدولة وأجهزتها التنفيذية والالتزام الكامل بالمواعيد المحددة بالتجوال والتحرك ومنع الاختلاط وذلك سعيا لمحاصرة هذا الوباء المستجد وحفاظا على سلامة المواطنين وتحقيق أعلى معدلات الأمان.
وعلينا أن ندرك أن اللجوء إلى الله والدعاء هو العلاج الحقيقي لرفع البلاء قال تعالى « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» كما يأمرنا ديننا بالنظافة والتي تشمل معنى أوسع حيث نظافة اليد ونظافة القلب واللسان والمسلم نظيف اليد عفيف اللسان والسلوك بما يعود بالنفع على البيئة والمجتمع الإنساني.
وما نعيشه هذه الأيام من محن وابتلاءات تحتاج منا إلى الصبر والتوكل على الله في كافة شئون حياتنا فهو وحده القادر على رفع البلاء والغمة وهي رسائل من الله يعطيها للإنسان كي يرجع إليه ويتوب ويعلم انه مهما تكبر وعلا في الأرض فأمره بين يد الله الخالق والذي إذا اقتضت مشيئته أن يهلك قوما لكان هلاكهم عظيما قال تعالي « وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا».
ولننتبه إلي تلك التنبيهات والرسائل الربانية، فنخرج من ذنوبنا وآثامنا سريعا وألا نكون أداة للفساد والإفساد في الأرض فالله تعالى يقول«ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون».
وهنا البلاء لا يأتي إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة والحل دائما في اللجوء إلى الله فهو وحده من يملك صرف البلاء وتغير مسار البشر من الشقاء إلى السعادة، فهو جل شأنه ملاذ كل مؤمن وعلاج وحيد لدفع البلاء والشقاء والوباء وطهارة القلوب ومراعاة الضمير هي مجاديف قارب النجاة الذي يرسو لا محالة علي شاطئ السلامة، فدائما ما تعلمك الشدائد.. أنه ليس لك أحدا سوى الله.. فهل هناك أجمل من تلك الحقيقة..
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية