نون والقلم

محمود دشيشة يكتب: حديث للعقل في زمن البلاء

التضرع إلى الله هو الحل الصحيح لزوال هذا البلاء مع الأخذ بالأسباب.. التجمعات التي خرجت للتضرع إلى الله لرفع هذا البلاء الذي وقع علي العالم كله هي سبب من أسباب انتشار البلاء نفسه.

يقول تعالي في سورة الأنعام « وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) .. صدق الله العظيم» ثم أمر رسول الله صلي الله عليه و سلم بالأخذ بـ الحجر الصحي في حديثه «إذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارًا منه» (متفق عليه) و أجتهد صحابته رضوان الله عليهم فأمروا الناس بالتفرق و ليس التجمع كوسيلة من وسائل الحد من انتشار الأمراض و الوباء بين العباد كلهم .. كل الناس وجب عليهم نفس الإجراء .

الدعوة للمسيرات و التجمعات دعوة إلى التهلكة فقد أمرنا الله بالتضرع إليه والتوجه إليه وحده دون غيره ويعلم سبحانه وتعالي أن الإنسان في وقت الشدة والضيق يسأل الله وحده أن يخرجه وينجيه من البلاء، ولكن بالأسباب التي خلقها الله وأمرنا بها.

الله سبحانه و تعالي أمر سيدتنا مريم بنت عمران بعد ولادة السيد المسيح عليهما السلام أن تقر عينها وتهز جذع النخلة يتساقط عليها رطبا جنيا .. رغم أنه سبحانه وتعالي يعلم أنها في أضعف حالاتها بعد الولادة مباشرة، ولكنه الدرس الواضح الصريح من رب العباد القادر علي كل شيء بالأخذ بالأسباب .. سبحانه قادر علي أن يصل هذا البلح الرطب إلى فمها مباشرة كما أنها لن تستطيع أن تهز النخلة ولكنه درس الأخذ بالأسباب وأول الأسباب هنا التي نتمسك بها هو الالتزام بمنازلنا وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.

يبدو أن قيادات جماعة الإخوان الكاذبون لا تجد حلولا لخروج قياداتهم من السجون إلا نشر فيروس كورونا حتى يخرج عن السيطرة  والعياذ بالله فكانت الدعوة للخروج في مسيرات زعموا أنها للتضرع إلي الله رغم أن العالم كله يدعو الناس للالتزام بيوتهم تجنبا لانتشار العدوى، ورغم أن تعاليم الإسلام تدعونا أن لا نلقي بأنفسنا للتهلكة وهم لا يستطيعون القيام بهذه المسيرات في الدول التي يشاركون في حكمها.

وأتحداهم علنا أن يخرجوا في مسيرات للتضرع إلى الله في قطر أو تركيا أو تونس أو بريطانيا أو أي دولة أخري غير  مصر ولكن المبدأ الدائم عندهم أن الغاية تبرر الوسيلة وسعيهم دائما هو إسقاط مصر وهو ما لن يحدث أبدا بإذن الله و ندعو الله أن يحفظ مصر وشعبها وجيشها من كل سوء ولا يفوتنا أبدا أن  نبعث تحية احترام و اعتزاز للدور الكبير الذي يقوم به الأطباء وطواقم التمريض في كافة محافظات مصر وأثبتوا قدرتهم وتماسكهم  في الدفاع عن شعب مصر ضد وباء فيروس كورونا وندعو الدولة لدعمهم و إرسال رسالة لهم علي ما يقومون به من عمل عظيم جليل و أثبتوا أنهم أبناء مصر البررة .

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

tF اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button