وجه طفولي جميل.. يعلوه البراءة.. أيدي رقيقة ناعمة.. تمرح في كل مكان.. لا تلقي بالا بما يحمله لها المستقبل.. تلهو مع أباها.. يحنو عليها.. يحملها معه في كل مكان.. تعبث في وجهه..يقبلها بحرارة.. تخرج معه في سيارته.. يقضي معها أوقاتا طيبه.
قد كان الأب متيما بابنته الوحيدة.. على مقربه توجه الأب إلى محطة وقود.. كانت البنت على موعد مع أب أخر «عم صالح» عامل المحطة الشيخ الحاني المحب للأطفال.. شعرت البنت بشيء يدفعها نحوه أحاسيس غريبة ملئت قلبها.. اندفعت تنظر إليه.. عطف عليها فأهداها حبات من نبات البشملة.. فرحت بها خاصة وأنها من جد حاني.. ودعها على أن تعود إليه مرات مع أبيها…
الطفلة كانت تنتظر مع كل مره أن تذهب مع أبيها للمحطة لتسلم على «عم صالح» تطير من السعادة و كأنها تطير بأجنحة ملائكية في فضاء كوني فسيح.. تلهو بالنجوم فترسم بها خطوط عرض وطول.. ما أجملها من حبات كونيه رائعة الضياء..
ذهبت الأيام بعيدا.. واختفى معها الجد الحاني.. بحثت الطفلة عن «عم صالح» فلم تجده اختفى بلا رجعة فقدته كما فقدت والدها العطوف والذي ذهب بعيدا إلى عالم أفضل من عالمنا.. لتجد البنت نفسها وحيدة وسط حياة قاسية.. صورة عم صالح لم تفارق خيال الابنة الصغيرة.. لحظات الحب التي جمعتها بجدها ووالدتها لم تنساها أبدا…
صنعت من جدار الفرقة والحرمان خيوط أمل ما لبثت أن أمسكت به.. تدفعها نحو البقاء باستماتة قاومت فنجحت لتكون شيئا جميلا في الحياة..
لكن ظلت ذكريات اللحظات الجميلة والعاطفة تعود بها للبراءة والحلم الجميل كم تمنت أن تبقى فيه للأبد…
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية