«ست الحبايب يا حبيبة يا أغلي من روحي ودمي» في منتصف شهر مارس من كل سنة تذاع هذه الأغنية بكل مكان، نسمعها داخل محالات الهدايا والمولات وعبر قنوات التلفزيون وفي الراديو.. فالعالم كله يحتفل بعيد الأم.
ذلك اليوم الذي يدخل بهجة إلى قلوب جميع الأمهات مهما كانت أعمارهن ويضفي الابتسامة على الأبناء من مختلف الأعمار الأطفال أو الكبار، ووسط هذه النغمات هناك من تذرف دموعه في هذا اليوم، يا له من يوم صعب على من فقد أمه.
أشعر بالوجع في مقتبل الشهر وصولًا ليوم عيد الأم، هذا اليوم الذي وقفت ذكرياته عنده منذ سبع سنوات، فتلك المشاهد التي عندما أتذكرها تقطرني ألمًا، من المشاجرات والمداعبات التي كانت تدور بيني وبين ست الحبايب أمي وكيف كانت عندما تذاع أغاني عيد الأم في هذا الشهر.
أجد تلك الجميلة بكل طيبة وبساطة بالنظر إليه وبابتسامة تشع بهجة وحلاوة وإذ بها تقول لي: «حلوة الأغنية دي.. عيد الأم قرب»، وأنا أقترب منها بضحكة مليئة بالـ«شقاوة»، وأقول لها: «عايزة إيه يا ماما يعني»، وترد الجميلة أمي: «شوفي إنتي بقي هتجبيلي إيه»، وإذ بي أرد بطريقة أكثر ضحكًا، قائلة لها: «ماما حبيبتي قوليلي ع اللي أنت عايزة وأنا أجيبهولك»، ماما ترد وتقول: «بجد يا أميرة»، وأرد عليها: «طبعًا يا ماما إنتي اطلبي اللي إنتي عايزاه يا حبيبتي وأعطيني فلوس وأجيبهوالك».
وفي عيد الأم أفاجئها بهدية بسيطة من «مصروفي» الذي كنت أدخره لأجدها في غاية سعادتها وكأنها أغلي هدية في الدنيا، بهذا اليوم أود أن أقول لك: «يا أمي يا ست الحبايب يا حبيبة يا أغلي من روحي ودمي رحلتي عن دنيانا بالجسد، ولكن لن تموتي أبدًا، أنتِ داخل قلبي وفي جسدي الذي تكون داخل أحشائك ومنك، ولم أنس أبدًا يوم عيدك أن أتذكره دائمًا وحتى هدايا لم تنقطع عنك، أعيش على الأرض أسعي فيها أن أكون صورة منك، وأحاول أن أتمثل بك بكل صفاتك الجميلة من الطيبة والبساطة والروح المرحة الجميلة والشخصية القوية الذكية».
مهما حاولت لن أستطع أن أصل لجزء من شخصيتك وجمال وجهك الملائكي، كنت آية في الجمال يا ست الحبايب يا حبيبة، أود أن أطمئنك أنني أسعى دائمًا لأنفذ ما يفرح قلبك، ووقود حياتي الذي أعيش به من بعد رحيلك همسات ضحكاتك التي مازالت داخل آذاني، وأمام عيني، ولمسات يديكِ الدافئتين، وحضنك الذي شبعت من أمانه، وحديثك معي الذي أحفظه أكثر من حروف اسمي، أعيش بك ومعك، وأتمنى لقاءك دائمًا يا ست الحبايب يا حبيبة يا أمي، وأطلب داعوتك لقلبي الذي مات عن الحياة وقت انطلاق روحك يا أغلي من روحي ودمي يا ست الحبايب».
لم يستطع قلمي منذ أن عملت بالصحافة، وكنت أنت أول المشجعين ليا كتابة سطور رثاء لك يا أمي، لم أعلم وقت أن كنت تدفعيني للعمل وخوض التجارب أنه سوف يأتي الوقت لاستخدام قلمي بكتابات كلمات تخرج من جروح قلبي لك، فاليوم استطعت أن أخرج ما يدور داخلي لأقول لك كل سنة وأنت طيبة يا ست الحبايب يا حبيبة يا أغلي من روحي ودمي، وكلمة شكرا لا توفيك حقك، لم أجد ما أستطيع تقديمه لكي غير أن أفني ذاتي فيكِ لأعيش بك طوال حياتي.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية