كل منا اختار له موطن، وعنوان لهذا الموطن، منهم من اختار الحب والصداقة، ومنهم من اتخذ موطنه المصالح لعلها تتصالح معه، ومنهم من اتخذ موطنه الطمع والجشع وحب الامتلاك والسيطرة، ومنهم من لم يختار موطنه ضائع بين الطرق، لم يجد طريقه أما أنا فموطني بعيدا موطني هي أحلامي التي أنظر لها مثل نظرتي لنجوم النجوم التي لطالما أحببتها.
أنا لست من عالم آخر وكنت أتمنى لو كنت من عالم آخر، عالم لا احتار فيه في فهم كل من حولي، في عالم لا أشك فيه في أحد، في عالم لا ادقق فيه وأخاف فعلا، أخاف ليس على نفسي بل على كرامتي أن تهان، أخاف من خيانة وغدر الناس، أخاف من مستقبل مجهول لا أعلمه، وأخفى كل ألمي وراء انفعالاتي بسبب هذا العالم و هؤلاء الناس.
انفعالاتي ليست إلا لسبب واحد، أنني لم أظن أن هذا العالم هكذا عالم ملئ بالغرابة الجميع أصبحوا عبادا لمصالحهم .
أنا لست ملاك، لكنني أملك ضمير يؤنبني كل يوم حتى عندما لا أخطئ، ضمير يوقظني على أبسط الأشياء، لا يجعلني أنام، أنا أتأثر بكل شيء وأتألم لألم غيري وأتألم عندما أكون عاجزة على المساعدة، أتألم من الظلم، وأتألم عندما يكون هذا الظلم موجه لي، ولا أقبل أن تهان كرامتي بأي شكل من الأشكال، أفضل قطع علاقتي بأشخاص على أن تهان كرامتي بسبب أي كان.
الحياة ليست مثلما يقول الآخرين علينا أن نتجرد من إنسانيتنا كي نعيشها، الحياة علينا أن نتمسك بإنسانيتنا لنعيشها، ونحيي الغير والوجود، الحياة زائلة ليست ملكنا هي ملك الله، هل هي من أملاكنا كي نتكالب ونحبها ونحب مصالحنا لا تصالح المصالح بل تصالح مع نفسك وضميرك و أحلامك حتى لو كانت بعيدة، أحلامك في عالم أكثر صفاء و سلام.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية