لأول مرة منذ بدأ التحالف العربي بقيادة السعودية العمليات العسكرية في اليمن، يدخل تنظيم “الدولة” على خط المواجهة بشكل مباشر بإعلانه استهداف مقر الحكومة اليمنية في عدن، ومقر القيادة المركزية للتحالف العربي في اليمن.
دخول التنظيم على خط النار مباشرة بالتأكيد سيخلط الأوراق اليمنية، خاصة أنه بات يستهدف التحالف العربي والمقاومة الشعبية، بعد أن كان مقتصراً على عمليات محدودة ضد مساجد “الحوثيين”.
وأبدت “المليشيات” في الوطن العربي مثل تنظيم “الدولة” و”حزب الله”، وعشرات المليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا، رفضها لعملية “عاصفة الحزم” التي أطلقتها المملكة لإعادة الشرعية في اليمن، وأطلقت عليها اسم “عاصفة الوهم”، في خطوة أرجعها مراقبون إلى خشية التنظيم من انتصار العملية في اليمن، وأن تتفرغ دول التحالف لاحقاً لتصفيتها.
وتعتبر العمليات التي قام بها تنظيم “الدولة” باليمن، في منزلة انضمام عملي إلى جانب المتمردين الحوثيين اليمنيين الموالين لإيران والمخلوع صالح، في قتالهم ضد قوات المقاومة الشعبية اليمنية الموالية للحكومة والتحالف العربي.
-ورقة “الطائفية”
وكانت صحف يمنية قد ذكرت منذ أسابيع معلومات صحفية تفيد بأن المخلوع صالح وحلفاءه الحوثيين بدؤوا باستخدام الورقة الطائفية، كآخر الأوراق في جعبتهم لاستكمال تدمير البلاد.
وتفيد تلك المعلومات أن المخلوع صالح بدأ بتوجيه قيادات عسكرية لها علاقة تواصل وعمل مع تنظيم “الدولة”، للعمل كنواة لتأسيس ما يسمى بـ”تنظيم الدولة” في اليمن.
وبحسب تلك المعلومات فقد بدأ تنفيذ المخطط على ما يبدو بالعاصمة صنعاء، حيث نفذت عدة عمليات تفجير بسيارات مفخخة على مساجد محسوبة على الحوثيين، في الوقت الذي كانت السياسة قد وضعت تحالف الحوثي وصالح في زاوية ضيقة جداً، وسرعان ما كانت حسابات إلكترونية على “تويتر” تقوم بتبني تلك العمليات باسم “ولاية عدن”.
وكانت قيادات حوثية وأخرى تابعة لحزب صالح مهدت لذلك عبر إصرار عجيب ظهرت عليه مؤخراً قبيل انعقاد مؤتمر جنيف، بإطلاق تصريحات متطابقة حملت طابعاً تخويفياً من أن انسحابهم من المحافظات سيؤدي إلى تسليمها “للدواعش”، وذلك رداً على مطالب تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الأخير (2216)، الذي يقضي في أحد بنوده بالانسحاب من المحافظات.
-إرباك التحالف
وعلى صعيد تأثير استهداف تنظيم “الدولة” للتحالف العربي في اليمن، اعتبر الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية، أن دخول التنظيم على خط الحرب في اليمن، كان منتظراً نتيجة عدم وجود استقرار أمني واتفاق سياسي وعسكري بين الفرقاء اليمنيين، الأمر الذي استغله التنظيم لإيجاد موطئ قدم له.
وأضاف أبو هنية ،أن ظهور تنظيم “الدولة” سوف يزيد الوضع العسكري في اليمن تعقيداً نتيجة عدم رغبة الطرفين الحوثيين من جهة، والتحالف العربي من جهة أخرى، في مواجهته بسبب تركيز كلٍ منهما على الآخر”.
وأشار إلى أن “الحوثيين والمخلوع صالح يرغبان في أن ينجر التحالف العربي إلى صدام مباشر مع داعش؛ وذلك لتشتيت التحالف العربي عن مهامه في اليمن”.
كما لفت إلى أن هدف تنظيم “الدولة” في اليمن الآن هو منافسة تنظيم القاعدة، والقضاء على نفوذه هناك لمصلحته، علماً أن مجموعة من المقاتلين في اليمن نقضت بيعتها العام الماضي لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، وبايعت زعيم تنظيم “الدولة”، أبو بكر البغدادي.
واستبعد أبو هنية فرضية دخول الولايات المتحدة على خط قتال تنظيم “الدولة” في اليمن كما تفعل في سوريا والعراق، لانشغالها في قضايا أهم في كلٍ من البلدين الأخيرين، مبيناً أن السيناريو اليمني سيكون أقرب لليبي من السوري والعراقي لتشابه المعطيات الداخلية بينهما.
وشدد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية على أن الحل الأمثل للتفرغ لمواجهة تنظيم “الدولة” في اليمن، هو بإيجاد اتفاق بين الفرقاء اليمينين على الصعيد السياسي والعسكري والقبلي، بما في ذلك مع الحوثيين، الأمر الذي سيؤدي إلى الحصول على دعم إقليمي – دولي، للتفرغ لمواجهة التنظيم.