د. حنان يوسف: مشروع قومي يسعي إلى إحياء وتجديد المجتمع العربي
شاركت الدكتورة حنان يوسف أستاذة الإعلام ورئيسة المنظمة العربية للحوار، في أعمال المؤتمر الأول للهيئة العامة للمعهد العالمي للتجديد العربي والذي عقدت أعماله في الفترة من الأول حتى الرابع من فبراير الجاري، بمشاركة مائة مثقف ومفكر عربي من مختلف الدول العربية في حوارات فكرية وثقافية اتسمت بالعمق والشفافية والتفكير العلمي والموسوعي .
وأكدت الدكتورة حنان يوسف، والتي تم اختيارها رئيسة لوحدة الدراسات الإعلامية في المعهد بأن الإعلام له دور رئيسي في تجديد ودعم مسارات التجديد العربي في المشروعات الفكرية المختلفة، مطالبة الإعلام العربي أن يسعي إلى خلق تجديد في شكله ومضمونه ليتناسب مع مشروع التجديد العربي بدلًا من حالة التراجع الملحوظ الذي يعاني منها الآن .
جاء ذلك خلال ورقة العمل التي شاركت بها «يوسف» في أعمال ندوة التجديد العربي تحت عنوان « الإعلام العربي ودعم مسارات التجديد العربي» ، والتي أشارت فيها إلى عدد من المشكلات الجوهرية التي تواجه أداء الإعلام العربي وتجعله قاصرًا عن دعم أي مشروع تجديد فكري رغم أهمية الإعلام ودوره.
وأضافت الدكتورة حنان يوسف، في تصريحات صحفية عقب عودتها من مدينة ملقا بجنوب اسبانيا، أن وسائل الإعلام لا تنفصل عن واقعها وبيئتها ومجتمعها، لأنها تعبر عن هذا الواقع وذلك المجتمع بصدق وشفافية، موضحةً أن مظاهر عدم تجديد الخطاب الإعلامي العربي، ظهرت في عدم توافق مصفوفة قضايا الإعلام العربي مع أولويات التجديد النهضوي بالأمة العربية، وارتفاع نزعة القطرية علي حساب نزعة القومية في انفصال تام لنموذج الوحدة والتنوع الذي يتصف به النموذج التكاملي العربي من المحيط إلى الخليج « الفسيفسائي» مع سيطرة النزعة الربحية الاستهلاكية في صناعة الإعلام العربي، وطغيان الإعلان علي الإعلام مما افقد مصداقية الرسالة الإعلامية إلى حد كبير.
وأشارت«يوسف» إلى أن سيطرة الاختلاط السلبي بين مفهومي الحرية والمسؤولية الاجتماعية في الخطاب الإعلامي نتج عنه أداء إعلامي يبث علي الكراهية والعداء سواء بين فئات المجتمع الواحد أو بين دولة عربية ودولة عربية أخرى، بالتزامن مع ظهور أشكال وبرامج وأنماط إعلامية جديدة مستوردة كلها من الإعلام الأجنبي وتختلف عن طبيعة المجتمعات العربية وبدأت بسلسلة من برامج تليفزيون الواقع وغيرها.
وعرضت الدكتورة حنان يوسف رئيسة وحدة الدراسات الإعلامية، وخلال أعمال المؤتمر وفي جلسة استراتيجيات الوحدات الفكرية، ملامح خطة الوحدة و التي تضمنت هدف الوحدة ورؤيتها، وأهم عناوين الدراسات التي سوف تقوم بها الوحدة ضمن إستراتيجية المعهد لدعم مشروع التجديد العربي، خلال الخطة الخمسية الأولي للمعهد، مؤكدة أن أعضاء وحدة الدراسات الإعلامية هم نخبة من كبار أساتذة الإعلام العربي والإعلاميين من مختلف الدول العربية بخبرات واسعة ومتميزة مما سوف يثري الأبحاث والدراسات الإعلامية .
وأكدت الدكتورة حنان يوسف، أن مشروع التجديد العربي الذي يتبناه المعهد هو مشروع قومي عظيم يسعي إلى بناء الإنسان العربي الجديد ويدعو إلى جمع الخبرات الفكرية العربية تحت مظلة واحدة للاستفادة منها من اجل إحياء وتجديد المجتمع العربي، موجهة التحية إلى القائمين علي إنشاء المعهد وإدارته وعلى رأسهم رئيس المعهد المفكر العربي الدكتور خضير المرشدي .
وثمنت«يوسف» توجه إدارة المعهد في أن طموحاته، هي «أن يكون للعرب دولة تقوم على التعددية الوطنية وفق صيغة تحافظ فيها على مصالحها وتضمن مستقبلها في عالم يسير بسرعة متناهية باتجاه بناء نظامه الدولي الجديد القائم على أساس التنوع والتعدد والحرية والتطور العلمي والتكنولوجي والمصالح الاقتصادية والإرادات المشتركة والدخول في عالم البرمجة».
وكان المؤتمر قد افتتح في صباح يوم السبت الأول من فبراير الجاري بكلمة للدكتور خضير المرشدي رئيس المعهد، أوضح خلالها، أن المعهد يهدف إلى تحقيق التجديد والنهضة على مستوى الدولة الوطنية والانطلاق منها إلى صيانة الهوية العربية، موضحاً أن ذلك لن يتأتى إلا بدراسة التاريخ منهجياً وعلمياً، فضلاً عن التجارب العالمية الناجحة والتفاعل مع ثقافات الشعوب ومدارسها الفكرية وفهم مضامينها واستيعابها.
وأضاف المرشدي، قائلاً: « رغم ما حققته الثورات والتجارب العربية التي حاولت إحداث تغيير جذري في المجتمع العربي وسعت لبناء الإنسان على أسس عصرية من إنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية إلا أنها لم تفلح في تحقيق نهضة حضارية عربية، بسبب أزمات داخلية وتحديات خارجية كبيرة».
ودعا المرشدي، إلى البحث في كيفية تخليص العقل العربي من التبعية الفكرية ليكون مستقلا في اختيار سلطاته بنفسه، يستوعبها ويمارسها ويوظفها بوعي للسيطرة على قضاياه العامة والخاصة.
يذكر أن المعهد العالمي للتجديد العربي، مؤسسة فكرية وعلمية وثقافية مستقلة غير حكومية وغير حزبية وغير سياسية، مقره في مدريد باسبانيا ويعتمد، في نشاطه، على المبادرة الفردية والجماعية، وعلى تطوير التفكير العلمي الحرفي وابتكار وتجديد الثقافة العربية المعاصرة، ولأجل تحقيق ذلك فإن المعهد يسعى إلى استقطاب المفكرين والعلماء والمثقفين والباحثين والمختصين من الدول العربية.
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية