نون والقلم

أميرة عزت تكتب: أنا فاشلة.. ما المشكلة؟

«إن دخل الخوف من الباب نط التركيز والشغف والنجاح من الشباك» بهذه الجملة أبدأ حديثي عن فوبيا الخوف التي قد تتوغل داخلنا دون دراية.

سأقص عليكم حكايتي مع الفشل منذ طفولتي؛ لأنني اكتشفت علاقة وطيدة بين فوبيا الخوف وشخصية الإنسان منذ نشأته.

أتذكر كم الخوف الذي كان ينتابني في سن الثانوية العامة، ففي أول يوم دراسة لم أستطع النوم دقيقة مع أنني كنت في بداية العام، وما زال الوقت كبير لتحقيق ما أريده، ولكني كنت أظل طوال الليل أفكر بخوف ماذا أفعل هل حقًا سوف أصل إلى كلية القمة التي أحلم بها؟ وماذا إذا لم أصل؟ وكان يستمر هذا التفكير داخلي تلك الليلة حتى بزوغ الفجر.

وظل هذا التوتر طوال العام ووصل إلى ذروته في فترة الامتحانات التي كنت فيها من شدة القلق والخوف لم أستطيع النوم لأيام، فكانت النتيجة حصولي على مجموع أقل من كل المجهود الذي بذلته فقد ضاع معظمه. هنا شعرت بالفشل ولكني قررت أنني لن أنهزم وحاولت أن أقلل من خوفي بالعام التالي وبالفعل كانت النتيجة أفضل.

ولكني للأسف لم أدرك وقتها معنى فوبيا الخوف وما تأثيرها، حقًا استطعت أن أنتصر في تلك المرحلة، ولكني ظللت أعاني من هذا الشبح بعد تخرجي وخروجي للعمل.. فأتذكر عندما عرض عليا العمل في الصحافة من شدة خوفي رفضت تمامًا وكان ردي على رئيسة قسمي التي كنت أعمل فيه بكتابة الموضوعات التاريخية نسبة لتخرجي من قسم التاريخ بكلية الآداب، أنني لم أعرف شيئًا عن الصحافة وأخشى الفشل، وهذا  شعور صعب بالنسبة ليا .

وبعد تفكير عميق وتشجيع من إحدى صديقاتي  المقربات، قررت أن أخوض التجربة وكنت وقتها أعمل بجهد شديد خوفاً من الفشل، وكانت المفاجأة أنني لم أفشل هذه المرة أيضًا بل وقد اكتشفت موهبتي في  الكتابة، فأتذكر أول موضوع صحفي نشر باسمي  «أمسكته بيدي وأنا أنظر للجورنال وعيني تلمع فرحاً وبدأت أقول لنفسي» وتعجبت أنني لم أكن أعلم أن لدي  موهبة الكتابة.

ومع ذلك ظلت فوبيا الفشل داخلي للأسف، ولكن هذه المرة خوفي من الفشل جعلني أرفض الدخول في تجارب جديدة بعملي حتى أنني توقفت لمدة عامين لم أتقدم خطوة واحدة، هنا أدركت شيء هام جداً وهو أن خوفي من الفشل جعلني داخل دائرة الفشل دون أن أدري.

هنا انتهت القصة، ولكن دعونا ننظر نحو من فشلوا من مشاهير العالم، ففي الحقيقة يوجد عدد كبير من العلماء والمشاهير في مختلف المجالات وصولوا  لقمة النجاح بعد عدة محاولات فاشلة، فلم يسعني الورق لكتابة قصصهم، إلا أني أذكر بعض الأسماء مثل عباس العقاد الذي أصبح أكبر الأدباء وهو حاصل على الابتدائية فقط وألبرت آنشتين عالم الفيزياء الذي كان طفل بطيء الكلام وغير اجتماعي.

ومن أكثر القصص المؤثرة هي قصة العالم توماس ألفا أديسون مخترع المصباح الكهربائي الذي كان ينعت بالطفل الغبي ولا يستطيع أن يتعلم أي شيء، وقد حقق أيضاً الرقم القياسي في الإخفاقات قبل بلوغ النجاح في مشروع واحد، إذ أنه فشل آلاف المرات قبل اختراع المصباح الكهربائي، وقبل صناعة بطارية السيارة حتى جاء رده شهيرًا لدى أصحاب المشاريع «لم أفشل وإنما وجدت 20 ألف طريقة لا يمكن بها صناعة البطارية ».

اليوم أستطيع أن أقول لنفسي أنا فاشلة ما المشكلة.. فما المشكلة إذا خضت تجربة وفشلت؟ فأي شيء  نمر به في الحياة يترك داخلنا آثرا من  معلومة أو إدراك شيء جديد أو اكتشاف زوايا مختلفة لبعض الأمور، غير أنني وجدت أن النجاح  لم يأت إلا بعد الفشل، فإن لم أفشل لم أجرب ولم ابدأ، فالفشل يقوي إرادتي حتى أصل  لهدفي ويوسع مداركي ويكسبني طرق تفكير متنوعة؛ لذلك قررت أن أبدأ دائمًا بكل شجاعة نحو الفشل.. أقصد طريق النجاح.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
tF اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى