الواقع الذي تتخبطون فيه آسنٌ مفترسٌ، مُشينٌ لعينٌ، مكتظٌّ بالباحثين عن لقمة عيشِهِم وألقابِهم هناكَ بلا روادِع ، بعد أكثر مِنْ ربع قرن، وقبلَ أكثر مِنْ ربعِ قرن، لم تزالوا في هُبوطٍ مُتَّصِلٍ، ولم تَصِلوا بعدُ إلى نهايةِ الضَّياع .
أوسلو في العلنِ تفريطٌ بِلا حوافّ، وفي السر خيانةٌ بلا قِيعان، لا تصدِّقوا أوسلويا، إنهم يموتون إن ماتت أوسلو ، بعضُهم جِياعٌ وجلُّهُم ضِباع، لَوْ حَرِصتُم على استكشاف ما في قلوبهم، أو كشفتم عما في جيوبهم، لما صافحتموهم إلا بالسيوف، أو البصاقِ أو الرَّكل، فكلما هرولتُم للنَّجاةِ مِنَ التخاذل، ستجدونَهم بِموازاةِ كلِّ عدوٍّ لكم.
إن طاب لكم التفكير في تغيير الواقع، تذكروا في كلِّ بدايةٍ، أنَّ العيبَ فيكم، لا في الضباع ولا في الكلاب، فقد سبق وأن سألوا بعبثية: يا فرعون مين فرعنك؟
وتذكروا، أنَّ انهيارَ القِيَمِ وفائض العجز في المستنقع، لنْ يوقفَه، كثيرُ التوثيقِ والتدقيقِ في التفاصيل، ولا التحليل ولا التأويل، ولا جعجعة الغبار، فتِّشوا بَحبِشوا نَبّشوا مع كلِّ هذا الغُثاء، عن طيرِ الأبابيل وحجارة السِّجيل، ومن ثَمَّ قولوا لنا كيف نتحرك مِنْ هنا إلى هناك .
يا حكيم الثورة، ونحن نستذكر رحيلك، نود أن نبلغك بأنَّ البعضَ مِنْ أُمَّتِك، يباركون اليوم، لإخوتهم في إمبراطورية البحرين وتوابعها، نجاحَهُم المؤزَّر، في تنظيم مسابقة أجمل حمارٍ هناك . وبات بعض آخر من هذه الأمة، يتمنون على لجنة التحكيم الموقرة، الإسراع في إعداد مسابقة أوسع، لانتقاء أجمل حمارٍ في عموم أمة العرب، من المَيِّ إلى المَيِّ .
يا جورج حبش، ما ذنب قلوبنا إن افتقدت قِيَمك، وما ذنبنا حين نريدُك معنا الآن؟ هيَا كعادتك، جلجل في ذكرى رحيلك، للرُّكَع على عتبات صفعةِ القرن: ثوروا فإن إبْطالَها لنْ يَتِمَّ بالسجود .
سلامٌ عليك، وعلى كلِّ الأحرار الشرفاء في أمة العرب، الغارُ لكَ والعارُ لضباعِها وعلى كلابِها اللعنة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية