انتقد البروفيسور البنجلادشي محمد يونس، مؤسس “بنك جرامين” المعروف بـ”بنك الفقراء” والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006، النظام الاقتصادي العالمي، داعيا إلى وقف الاهتمام بالأثرياء الذين يسيطر حفنة منهم على ثروات العالم، وطالب الشباب بعدم العمل لدى الآخرين والبحث عن فرصهم الخاصة.
وقال يونس، في كلمة له أمام القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي في دبي الثلاثاء، حاول خلالها عرض وجهة نظره من زاوية الاهتمام بالمدى الإنساني للاقتصاد، إنه جاء من بلد يحاول إيصال الخدمات إلى أناس محرومون منها، وبدأ حياتي بتقديم الأموال للفقراء من جيبه الخاص لإنقاذهم من براثن الديون.
وتابع بالقول: “اليوم ’بنك غرامين‘ يعمل في كل بنغلاديش، ولدينا أكثر من 8 ملايين عميل معظمهم من النساء، والتجربة تكررت في العالم برمته حتى أننا افتتحنا فروعا في أمريكا فيها عشرات آلاف المتعاملين وكلهم من النساء ونسبة التسديد للقروض تقارب مائة في المائة.”
ورفض يونس اقتصار الحديث في الأروقة الاقتصادية عن “رواد الأعمال” قائلا: “من يحدد من هم رواد الأعمال؟ يمكن لكل شخص بدء عمله الخاص.. نفذنا مبادرة للشحاذين المزمنين، وهم الذين ولدوا في عائلات تمتهن التسوّل منذ أجيال، وانضم لنا مائة ألف شحاذ خلال عامين، ولم نطلب منهم وقف التسول، وإنما وفرنا لهم قروضا صغيرة بـ10 أو 12 دولارا لشراء بضائع يمكن لهم بيعها لأصحاب البيوت خلال تجولهم.”
وتابع بالقول: “الشحاذون اكتسبوا خبرة، فباتوا يعرفون أين يبيعون وأين يشحذون، وبعد 3 سنوات توقف ربعهم عن الشحاذة لأنهم تحولوا إلى بائعين جائلين.”
وانتقد يونس بعنف تركز الثروات بيد عدد قليل من البشر قائلا: “85 شخصا حول العالم يمتلكون نصف ثروات العالم.. هناك فجوة كبيرة بين الأثرياء والفقراء، وهذه هي القضية التي يجب أن تعالجها قمة الاقتصاد الإسلامي” كما دعا الجميع لتأسيس أعمالهم الخاصة عوض البحث عن وظائف قائلا: “البشر لم يولدوا ليعملوا لدى الآخرين، بل لخلق أعمال لأنفسهم ومعالجة مشاكلهم بأيديهم، ولذلك لا تقلقني أعداد المتقدمين للعمل سنويا بل هم إضافية جديدة للعالم.”
واعتبر يونس أن سلبيات الاقتصاد المعاصر التي تدفع البنوك العادية لتجنب إقراض الفقراء بحجة ارتفاع المخاطر إنما تقتصر فعليا على الأثرياء فقط قائلا: “خطر الإفلاس والمجازفة هو عند الأغنياء فقط أما الفقراء فهم دائما ما يدفعون ما يتوجب عليهم وليس هناك مخاطر من الاستثمار معهم.. الأزمات المالية العالمية لا تهمني، فأنا أهتم بالفقراء وليس بالأثرياء.”
وفي حوار مع مذيع CNN، جون دفتريوس، حول كيفية ضمان وصول الاقتصاد الإسلامي وخدماته للجميع قال: “المشكلة لا تتعلق فقط بالاقتصاد الإسلامي بل بالاقتصاد ككل، فالكثير من الناس محرومون من الوصول إلى المصارف وعلينا مساعدة هذه الشريحة وخدمتها”. وسخر من الحلول التي تقدمها الصناديق الدولية قائلا: “البنك الدولي ليس حلا بل قد يكون المشكلة وهنا يمكن للاقتصاد الإسلامي أن يشكل حلا.”