قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، أول أمس، كلاماً مهماً، حول الوضع على الحدود الليبية، الكلام يستحق أن نعيده إلى أسماعنا عدة مرات، لأنه يطمئن المصريين على وطنهم، وحدودهم، وأمنهم.. قال الرئيس: «لا مجال لقلق المصريين لسبب واحد وهو أننا معاً وطالما نحن معاً لن يستطيع أحد عمل أي شيء.. الله أراد أن نكون في ظروف صعبة ولكن هذا لنا وعلينا..علينا أن نتيقظ ونخلى بالنا من بلدنا.. ووحدة المصريين هي خط الدفاع ضد أي محاولات للنيل من مصر».
هذه الكلمات الحاسمة تطمئنك، على جيشك، وسياستك، وبلا شك تجعلك قادراً على التفكير الهادئ، لتتأكد أن الحديث بمبالغة عن الوضع العسكري في ليبيا، هو خطأ ارتكبه من لا يعرف حقيقة الوضع المطمئن لموقفك الاستراتيجي.
مراجعة ما حدث في ملف ليبيا، يجعلك، أيضاً، تعرف أن المؤامرة المستمرة على مصر واستقرارها، لم تتوقف في أي وقت.. ولن تتوقف طالما ظللت ثابتاً على الموقف الذي لا يتغير، وهو أن مصالح مصر فوق أي اعتبار أيدلوجي ضيق، وأن الدخول في علاقات مع محور الإرهاب وداعميه ومموليه، هو أمر مرفوض، ولا تفاوض فيه، مهما كانت الظروف.
عليك أن تراجع الموقف الذي كنا عليه يوم 3 يوليو 2013، بعد إيقاف مشروع الدولة الإيديولوجية، واستعادة مشروع الدولة الوطنية، فقد تعرضت مصر الرسمية لضغوط لا تتحملها أية إدارة في العالم، ولكن الصمود الشعبي كان سنداً وعوناً، لأن المصريين الذين تعرضوا لأكبر أزمة في العصر الحديث، عندما وجدوا مؤسساتهم الرسمية تتعرض لمشروع الأخونة، في المستشفيات، والأحياء، والهيئات، والإدارات، فانتفضوا رافضين، المشروع.. وقرروا عدم العودة لنموذج الدولة المختطفة مرة أخرى، لتبدأ مرحلة الضغط على مصر، سياسياً، واقتصادياً، حتى لا تتحرك للإمام خطوة واحدة.
هذه الضغوط التي يديرها محور الإرهاب، ما زالت مستمرة، وتستهدف مواجهة قدرتك الاقتصادية التي ظهرت في اكتشافات الغاز الأخيرة بالبحر المتوسط، وقدرتك الأمنية المتعلقة بعلاقاتك الطيبة مع الجيش الوطني الليبي، فتحرك ممثل محور الإرهاب للبحث عن وسيلة جديدة لشغلك عن أداء دورك الاقتصادي الناجح، بهدف عدم إخراج مصر من عنق الزجاجة، لتبقى دائماً تحت ضغط.
عموماً.. الضغط الحالي لن يجدي، لأن الملف الليبي، لا يهم مصر وحدها، ولن تتحمل مصر وحدها ثمن هذا الملف، لأن الوضع الليبي يهم دولا عديدة في حوض البحر المتوسط، من بينها إيطاليا، واليونان، وفرنسا، وإسبانيا، وانتقال الميليشيات العاملة في سوريا والعراق إلى ليبيا القريبة – جداً – من أوربا، سوف يتسبب في قلق هذه الدول، وبالتالي، فإن مصر لن تتحمل الأزمة وحدها، ولكن يوجد لها شركاء مطالبون بإيقاف محور الإرهاب عند حدوده، فالشراكة هنا ضرورية، والمصالح مشتركة، وعلى الجميع أن يتحمل مسئولياته.
وزارة الخارجية أعلنت أنها ستستضيف قمة رباعية، بمشاركة دول فرنسا وإيطاليا وقبرص ومصر بوصفها الدولة المضيفة لتباحث الوضع الليبي، وهذا هو التحرك السليم والصحيح، فالأزمة توجد لها أطراف، ويجب جمع هذه الأطراف لتتحقق معادلة المواجهة السياسية الشاملة لمحور الإرهاب، والذي يستهدف قطاعاً جغرافياً جديداً لتخريبه، بعد أن تمكن من تدمير سوريا والعراق وليبيا.
«خبر مهم»
من فضلك اقرأ هذا الخبر المهم.. قالت المستشارة الإعلامية لرئيس الجمهورية التونسية، رشيدة النيفر، في اتصال مع «سكاي نيوز عربية» إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب من الرئيس التونسي قيس سعيد أن «تكون تونس متعاونة معه في ما يخص نقل عتاد والسماح للقوات التركية بالعبور عبر تونس».. وقالت إن أردوغان طلب استخدام الأراضي التونسية والمجالين الجوى والبحري لأجل التدخل العسكري في البلد المجاور… وأضافت أن الرئيس التونسي رفض طلب أردوغان.
هذا الخبر يؤكد أن الجميع يشعر بالانزعاج من تدخل محور الإرهاب في الشأن الليبي، ويؤكد أيضاً ما قلناه، في بداية المقال، فالجميع يجب أن يتحمل مسئولياته، وإلا ستحرقهم النيران قبل أن يصل دخانها إلى القاهرة.
tarektohamy@alwafd.org
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية