قدر مصر على مر تاريخها وبصفتها الشقيقة الكبرى أن تقف سنداً وعونا لأشقائها العرب دفاعا عن تراب أوطانهم وحرياتهم وكرماتهم.
مصر التي قادت حركات التحرر في المنطقة واندلعت من فوق أرضها أطهر ثورة عرفها العالم على يد الزعيم سعد زغلول ورفاقه عام 1919 وامتدت شعلتها لتضيء العالم شرقاً وغرباً واقتدى بنورها كل زعماء التحرر.
مصر التي حاربت ومازالت تحارب الإرهاب نيابة عن العالم بعدما قضت على جماعة الظلام الإرهابية ودمرت أحلامهم التآمرية في تفتيت الوطن العربي إلى دويلات تحت راية الخديوي العثماني وجنوده في دويلات الشرق.
وخابت مساعي الشر وكشف الله الغطاء عن رؤوس المتآمرين، إلا أن الضربات المتوالية التي وجهت لجنود الشيطان ودكت رأس كبيرهم في اسطنبول لم تردعه ومازال حلمه الدموي يراوده في العودة إلى الشرق من جديد عن طريق ليبيا بعد إشعال الفتنة وتوسيع هوة الخلاف بين أهلها وأخيراً إرسال قوات عسكرية لتدمير المنطقة.
مصر تقف بالمرصاد منذ سنوات لهذه الأطماع العدوانية، ودعمت الشرعية بكل قوة احتراما لإرادة الشعب الليبي الشقيق، وحماية له من الخطط المرسومة من قبل قوى الشر بهدف تفتيت وحدته والاستيلاء على خيراته وتدمير مقوماته حتى لا يتعافى من جديد.
الرئيس التركي الذي يزعم أنه يحمل راية الشريعة والإسلام منه براء، ورط برلمان بلاده في جريمة نكراء، سوف يسطر التاريخ سوءاتها في سجلاته، حيث وافق البرلمان على المذكرة المقدمة إليه من رئيس الدولة بتفويضه لإرسال قوات تركية إلى ليبيا، استنادا على مذكرة تفاهم باطلة موقعة في اسطنبول يوم 27 نوفمبر الماضي بين فايز السراج والحكومة التركية حول التعاون الأمني والعسكري.
ما تقدم عليه تركيا يًعد انتهاكا صارخا للشرعية الدولية، فقد أنشأ القرار رقم 1970 لسنة 2011 لجنة عقوبات ليبيا وحظر توريد الأسلحة والتعاون العسكري معها إلا بموافقة لجنة العقوبات.
بادرت مصر بالتحذير من مغبة أي تدخل عسكري تركي في ليبيا ومن تداعياته التي سوف تؤثر سلبا على استقرار المنطقة وتهدد الأمن القومي العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة، ولن تقف مصر أبداً مكتوفة الأيدي أمام هذا الخطر الداهم الذي يقترب من حدودها الغربية، ويهدد بحرق الأخضر و اليابس على أرض الشقيقة ليبيا.
وتبقى كلمة..الدور الخطير الذي تلعبه تركيا في تمويل التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم بات مفضوحاً، وأهدافها في نزع الاستقرار من دول المنطقة له مبرراته فهي تسعى منذ سنوات لبث الفوضى وإشعال الفتن والحروب والدمار الشامل في المنطقة تمهيداً لبناء إمبراطورية اللا حدود والوطن الكبير وحلم عودة الخلافة العثمانية على أكتاف الدواعش وخفافيش الظلام والجماعات الإجرامية.
أسئلة حائرة..ماذا عن القرار الذي أعتمده مجلس جامعة الدول العربية في 31 ديسمبر 2019 الرافض لأي تدخل خارجي في ليبيا؟ وهل ستقف الجامعة العربية مكتوفة الأيدي مكتفية بالتنديد؟ ومتى تجتمع كلمة العرب؟وماذا عن اتفاقيات الدفاع العربي المشترك؟وهل يستطيع المجتمع الدولي التصدي للاعتداء التركي وإلزام المعتدين بقرارات مجلس الأمن الدولي.
ويبقى الحلم العربي..جيش عربي واحد وقوات عربية مشتركة تحفظ حدودنا وتحمي عروبتنا وتصون كرامتنا.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية