على نهر التايمز بجوار جسر فيكتوريا في ويستمنستر بلندن و على مقربة من محطة مترو امبانكمنت تقف شامخة مسلة تحتمس الثالث القادمة من العاصمة المصرية القديمة أون داخل معبد اله الشمس رع .
وقد نقلت تلك المسلة و أخرى لتحتمس الثالث من المعبد إلى معبد قيصر بالإسكندرية بعد وفاة كليوباترا و ظلتا في مكانهما أمام فندق سيسل الحالي واحدة منتصبة و الأخرى كانت ممتدة على الأرض لتذهبا فيما بعد في عهد توفيق ابن إسماعيل إلى انجلترا و الولايات المتحدة و قد عرفتا بالخطأ باسم مسلات كليوباترا- فأصبح هو الاسم السائد عنهما -.
و تذكر بريطانيا الاستعمارية في تعريفها للمسلة المصرية على اللوحة الموضوعة عليها أنها إهداء من حاكم مصر محمد على في ذكرى انتصار الأسطول البريطاني بقيادة نلسون على بونابرت في 1800 في معركة أبوقير الشهيرة و قد ارتحلت المسلة المصرية على نفقة السير الانجليزي المشهور ارزمس ويلسون في 1877 و قد تكبدت نفقات وصلت إلى أكثر من عشرة ألاف جنيه إسترليني و لاقت صعوبات و عجائب في نقلها و تركيبها و كادت أن تغرق السفينة و كادت أن تسقط المسلة في التركيب و اشتهر على أثرها ما عرف بلعنة الفراعنة و انتصبت واقفة في العهد الاستعماري التوسعي الانجليزي في ظل فيكتوريا و دزرائيلي و جلادستون ناهبى قناة السويس و ارض الوطن، و قد صمم تمثالان برونزيان لابو الهول حول المسلة ينظران فيهما أبو الهول إلى المسلة.
و يذكر الانجليز بكل الم المبلغ المهول المدفوع في النقل و لا يتذكرون أرواح شهداء المصريين و غيرهم من الوطنيين في أمم أخرى استعمرتها بريطانيا و لا يتحرجون من حجم ما سرقوه قهرا أو تحايلا من كنوز أجدادنا القدماء من مسلات و تماثيل و تحف تقف في متحف البرت أو تباع في قاعات المزادات الانجليزية.
تقوم الحكومة المصرية الآن بإعادة تخطيط و تزيين ميدان التحرير الشهير بميدان الثورة و الخروج الكبير لجماهير مصر في كل المناسبات الوطنية في أكتوبر 51 في أعقاب إلغاء الزعيم النحاس لمعاهدة 36 و كانت مسرحا لخروج الطلبة في 72 للمطالبة بتحرير ارض الوطن ثم في الثورة المصرية في 2011 و 2013، و في إطار هذا التخطيط و التجديد استحضرت مسلة لرمسيس الثاني مقطعة إلى نحو ثماني قطع من صان الحجر ليتم تجميعها في القاهرة و يتوقع أن يصل طولها إلى 17 متر كما يصرح الوزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار و تزن نحو 90 طن.
و جدير بالذكر أن المسلة المصرية بلندن تصل إلى 21 متر و تزن نحو 200 طن اذكر هذا للمقارنة و توضيح الحجم، وقد قامت وزارة الآثار من قبل عام باستحضار ثلاث مسلات مقطعة للتجميع أيضا من صان الحجر إلى المتحف الكبير و العاصمة الإدارية الجديدة في مواجهة ثورة و غضب من أهالي صان الحجر على انتقال ثرواتهم التاريخية إلى عاصمة النفوذ و الوجاهة و ترك صان الحجر و أثارها دون عناية أو حماية من السرقة أو الصرف الصحي، و دون تنمية حقيقية لثروة وطنية تعود بالخير على الوطن و على أبناء صان الحجر.
لم تكتف الحكومة بنقل المسلة و تجميعها بل رأت فيما رأت أن تقوم بقطع أربعة تماثيل لكباش الأقصر لتزيين الميدان حول المسلة و يبرر الوزيري أيضا هذا بأنها تماثيل منفردة ملقاة خلف الصرح الأول للكرنك و ليست في طريق الكباش في استمرار مأسوي لكارثة نقل الآثار من موضعها و تشويه و مسخ المكان الأثري الأصلي.
والمسخ الأكبر أن يكون شكل ساحة المسلة بالتحرير مشابها لساحة مسلة ويستمنستر التي أحاطت بها تماثيل أبو الهول فلتحيط كباش الأقصر و هو أبو الهول برأس كبش بالمسلة المصرية الناحلة التي أتوا بها من صان الحجر في تشابه و مسخ ممجوج مع شكل استعمارى كريه على قلب و ذاكرة المصريين في مكان هو ذاكرة الوطن لانتصار إرادة المصريين لا استعمارهم !!!
الصورة لشكل تزيين المسلة المصرية المنهوبة بويستمنستر و المشابهة المستهدفة المضرة لتزيين المسلة الأقصر طولا و الناحلة المنقولة من صان الحجر لميدان التحرير في انسحاق بغيض للاستعمار الانجليزي.
نائب رئيس حزب الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية