نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: تركيا ومثلث الشر في ليبيا

لم أستغرب زيارة الرئيس التركي  لتونس.. وكنت أتوقع مثل هذه الزيارة فور انتهاء الانتخابات الرئاسية التونسية التي تهدف إلى ضم تونس إلى التحالف الإخواني الذي يضم كلا من قطر وتركيا وميليشيات طرابلس في ليبيا.

وأردوغان  يعلم أن حزب النهضة الحاكم في تونس هو أحد أدواته ويملك السيطرة على كل أعضائه وحتى المتحالفين معه ومعروف أيضًا انه لولا دعم حزب النهضة ما كان وصل قيس سعيد إلى سدة الحكم فاعتقد الرجل انه سيجد منه ترحيبا للانضمام إلى ثالوث الشر الذي يريد الأضرار بمصالح العالم الإسلامي كله وليس المنطقة العربية.

وحسنا فعلت الرئاسة التونسية عندما أعلنت أنها ترفض الانضمام لأي تحالف سياسي أو عسكري وأنها على الحياد بين كل الأطراف المتصارعة في ليبيا وأتمنى أن تكون صادقة في هذا التعهد وألا تخضع لابتزاز ضغوط حزب الإخوان المتحالف معه.

وأتمنى أن تصدر الرئاسة الجزائرية نفس البيان لأن أي تحرك قطري تركي في غرب ليبيا سيكون خطرًا على البلد التي عانت 10 سنوات من الإرهاب الأسود والذي راح ضحيته الآلاف من أبناء هذه الدولة

فأردوجان وأذياله ممن لا يريدون الخير للشعب الليبي كما يدعى ولكنه يريد أن يقيم دولة إرهابية فيها من خلال نقل آلاف من الدواعش والقاعدة من سوريا ومن تركيا نفسها الذين يختبئون فيها إلى هناك وهو المخطط الذي أرادت أن تفعله ثالثوث الشر في مصر في سيناء.

والدولة المصرية تصدت لهذا المخطط على حدودها لأنها تملك جيشا قويا لكن الذي سيتضرر منه هي دول الجوار الغربي أقصد هنا تونس والجزائر لو نجح ثالثوث الشر في تنفيذه.

فانضمام تونس أو الجزائر إلى مثلث الشر سوف يكون له آثار سلبية كبيرة على مصالحهم مع بقية الدول العربية التي تكافح ليل نهار لمواجهة الإرهاب الذي ذرعته جماعة الإخوان الإرهابية في العالم وسوف تتضرر مصالح شعوبهم مع أشقائهم في باقي البلدان العربية وهى رسالة تحذير للشعوب قبل الحكومات.

فالغازي التركي يريد أن يعيد الاستعمار العثماني مرة أخرى تحت راية هذه الجماعة الشيطانية وكل الجماعات المتطرفة التي تنطوي تحت لوائها وأول دول سوف يلتهما هي الدول الصغيرة مثل تونس التي سلم شعبها مقاليد الحكم إلى حزب النهضة الإخواني رغم نفى بعض أعضائه أنهم منتمون إلى الجماعة وهو ما أثبتت عكسه الأحداث لذا سوف يدفع التو انسه ثمن هذا الاختيار كما دفعته كل الشعوب التي اعتقدت أن هذه الجماعة تريد الخير للناس وفى الحقيقة هي تريد القتل والدمار والخراب.

أعتقد أن من حق تونس والجزائر المشاركة في أي مؤتمر سياسي يحاول إيجاد حل للأزمة الليبية وطرد المليشيات الإرهابية لأنهم من دول الجوار مثل مصر وتشاد والنيجر لكن لا اعرف ما هي علاقة قطر وإيران وتركيا بهذا الأمر خاصة أنه لا توجد أي روابط بين البلاد الثلاثة وبين ليبيا حتى وان كانت الاتفاقيات الأخيرة شرعية فهذا لا يدعو إلى أن يكون أردوغان هو الذي يحدد من يحضر ومن لا يحضر.

اعتقد أن الرئيس التركي فقد صوابه ويجب إخضاعه إلى طبيب نفسي أو لجنة طبية حتى تحدد ما به من عقد نفسية أصيب بها بعد الفشل الذي يلازمه في خطوه يخطوها وانهيار جماعته فى كل بلد تتواجد به وأخرها محاوله تقسيم منظمة العالم الاسلامي مع الرجل الإخوانى الآخر مهاتير محمد الذي ضحى باعز أصدقائه من أجل الكرسي.

تبقى كلمة كل المتفائلين بالحزب الجديد لأحمد داود اوغلو أقول لهم هذا الرجل صنيعة الإخوان ولا تفرحوا به فهو من نفس المدرسة التوسعية الإخوانية وهى تمثيلية خايبة مثل تمثلية الانقلاب الوهمي فلا أهلا ولا سهلا به.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
tF اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى