لا تزال شعلة الثقافة متوهجة في قلب شارقة العرب إمارة الثقافة المتجددة التي ترسخ يوما بعد يوم دورها القيادي في الحركة الثقافية العربية لتواصل بذلك ريادتها الفكرية والفنية على امتداد مسيرتها الثقافية المبهرة التي انطلقت مع تولي «سلطان الثقافة» مقاليد حكم إمارة الشارقة في الخامس والعشرين من يناير 1972 لينطلق المشروع الثقافي لحاكمها المفكر والمؤرخ والكاتب المسرحي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حفظه الله ورعاه.
كان هذا هو الانطباع المباشر والمؤكد بعد أمسية حافلة خلال زيارة لموقع مهرجان المسرح الصحراوي الذي أصبح فعالية سنوية تقدم أعمالا مسرحية فوق رمال الصحراء وفي فضاءاتها التي كانت في حياة سالفة مصدر الإلهام لشعراء ومفكرين وحكماء أثروا الحياة بنتاجاتهم.
لقد تحولت صحراء «الكهيف» في إمارة الشارقة طوال ليالي المهرجان إلى منطقة جاذبة لعشاق حياة البر وفنون المسرح وأصالة العادات والتقاليد التي ترجمتها نصوص المسرحيات المنتسبة إلى الدول المشاركة في الدورة الخامسة لمهرجان المسرح الصحراوي.
ويبدو المشهد رائعا في هذا المكان تحديدا وهو من الأماكن البعيدة عن المراكز الحضرية حين نجد ذلك الإقبال على متابعة فعاليات المهرجان في أمسيات تتعدد فيها العروض المسرحية والمسامرات الفكرية وهو ما نجحت فيه وبامتياز اللجنة المنظمة للمهرجان والتي ترأسها أحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة بحكومة الشارقة.
ويمكن القول أن منطقة «الكهيف» قد أصبحت اليوم مهيأة لأن تكون موقعا دائما لمحبي الرحلات البرية بعد أن اكتسبت شهرة باستضافتها لمهرجان كبير شهد حضورا متميزا من أهل الإمارات والجاليات العربية المقيمة فيها وكذلك من الزوار الأجانب القادمين إليها في رحلات سياحية وهو ما يجعل تحويلها إلى مزار سياحي ضمن الخارطة السياحية لإمارة الشارقة خاصة ولدولة الإمارات بشكل عام.
ومن المأمول بطبيعة الحال أن يتم ذلك بشكل عملي بالتعاون بين الجهات الحكومية المعنية بشؤون السياحة والبيئة والبلديات وهو ما سوف يسهم في تطوير المنطقة وتجهيزها بكل ما يجعلها أكثر جذبا حين تقام فيها المرافق التي يحتاجها الزوار ومنها الفندق الصحراوي الذي أقيم لضيوف مهرجان المسرح الصحراوي بنمط يحاكي حياة الصحاري في الماضي وهو ما يجذب سياح العصر الحالي، وهكذا تصبح الشارقة رائدة في السياحة الصحراوية كما هي صاحب ريادة في السياحة الإسلامية وحاديا للركب في مسيرة العرب الثقافية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية