يحتل العراق المرتبة الحادية عشرة في الدول الأكثر فسادًا بحسب مؤشر الفساد العالمي لمنظمة الشفافية الدولية وتدنى الخدمات الحكومية والمرافق وأصبح كارثة مستمرة لاسيما انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، وبالطبع في فصل الصيف يكون أمر مأساة حقيقية.
وتعانى البصرة اختفاء مياه الشرب النقية وكذا الإهمال والبطء الواضح في بناء ما تهدم عبر الحروب الأهلية والاعتداءات المختلفة مما يدفع الناس إلى اعتبار الحكومة مجرد إخطبوط للفساد وهم مهملون ومنسيون، وقد تجاوزت نسبة البطالة 22% بين الشباب الذين يشكلون أكثر من 60% من إجمالي الشعب العراقي.
وقد بدأت التظاهرات في العراق في بغداد مع أول أكتوبر الماضي وتركزت المطالب نحو مواجهة الفساد وإيجاد فرص العمل للبطالة الواسعة وإصلاح التعليم ونبذ الطائفية وامتدت التظاهرات نحو الجنوب والشرق في مناطق التركز الشيعي في مواجهة التكوينات السياسية ذات المرجعية الدينية الشيعية، وفى مواجهة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الآتي عبر اتفاقات تلك التكوينات السياسية الشيعية المدعومة إيرانيًا.
وقد تعاملت قوات الأمن بعنف بالغ مع التظاهرات وسارعت الحكومة إلى قطع شبكات التواصل والنت بل وهاجم ملثمون ومسلحون مجهولون شباب المتظاهرين وناشطي العمل العام… وقد بلغ عدد ضحايا أعمال القتل والمواجهة العنيفة نحو ما يزيد علي 420 شهيدًا، بالإضافة إلى أكثر من 15 ألف جريح طبقًا لإحصاء وكالة فرانس برس.
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيوجوتريش عن «قلقه البالغ» من استمرار استخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين، بما في ذلك مؤخراً في الناصرية بمحافظة ذي قار، حيث وصل عدد الضحايا إلى «مستويات لا يمكن التسامح معها» طبقاً لما أعلنته رئيس بعثة المنظمة فى العراق وجدد مطالبته السلطات العراقية بـ«ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وحماية أرواح المتظاهرين واحترام الحق في حرية التعبير والتجمع»، بالإضافة إلى التحقيق بسرعة في كل أعمال العنف.
ورغم قيام رئيس الوزراء بتقديم استقالته فإن التظاهرات استمرت وقتل 10 متظاهرين بالرصاص الحي وأصيب عشرات أمس، في بلدته مدينة الناصرية بجنوب العراق، خلال مواجهات دامية بين المحتجين وقوات الأمن.
وفي مدينة الديوانية جنوب البلاد حيث أقيم تشييع رمزي تكريماً لـ46 متظاهراً قتلوا الخميس بالرصاص في مدن متفرقة من البلاد… ورغم قمع المظاهرات، يواصل المحتجون التمسك بمطالبهم بـ «إسقاط النظام» السياسي المستمر منذ 16 عاماً… خصوصاً مع النفوذ المتنامي لإيران سواء في صفوف الطبقة السياسية أو على الصعيد الاقتصادي.
يبقى تغيير نظام المحاصصة الذب تم تدشينه على يد الاحتلال الأمريكي في العراق وتغيير النظام الانتخابي مطلبًا أساسيًا للخروج من فلك طبقة السياسيين المستفيدين من الدعم الأمريكي والإيراني الواسع لدعم نفوذهما ومواجهة أعمال القتل المجهل والعنف على الهوية وقد أصبح مطلبًا شعبيًا في ظل التدني المعيشي والبطالة الواسعة والفساد الأوسع لطبقة مرجعيات وسياسة مختلطة بالمرجعيات الدينية أثرت على واقع المحاصصة والانتقام والاختصام الطائفي.
نائب رئيس حزب الوفد المصري
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية