نون والقلم

مصطفى عبد العزيز يكتب: رسالة لضمير العالم

مضــى أكثــر مــن أســبوعين علــى «مسلســل غايــة فــي الملــل» -ألا وهــو- مسلســل حقــوق الإنســان فــي مصــر.

والمتابــع لهــذا المسلســل يكتشــف أنــه يتــم التجهيــز لــه وعرضــه فــي حالتيـن.. الأولى البنـاء والتطويـر، والثانيـة عندمـا تقـوم مصـر بتحجيـم دور المتصليــن بالخــارج – مجــرد التحجيــم وليــس المحاســبة-!

والهــدف فــي الحالتيــن.. مصــر لا  تشــم نفســها ولا تقــف إلا علــى قــدم واحــدة؟! وغيــر مســموح لهــا بالوقــوف علــى قدميــن؟!

والطريقة في الوصول لهذا الهدف هو ابتزاز مصر والضغط عليها؟

وبعيدا عن أي شخص –أو أي مسئول كبر أو صغر- فمصر تستحق منا جميعا الدفاع عنها.

ولما لا، وهـى بلدنـا وأرضنـا وبلـد أبنائنـا وأحفادنـا.

ولم لا، وهي بلدنا وأرضنا وبلد أبنائنا وأحفادنا.

ولم لا، ونحن نرى بأم أعيننا أنها تنهش ليلا ونهارا، بمناسبة وبدون مناسبة، بحق وبباطل، ممن يسوى ومن لا يسوى أصلا.

خلينــا فــي موضوعنــا، مــن البدايــة المتابــع لقصــة حقــوق الإنســان منـذ نشـأتها يكتشـف أن غرضهـا الأساسـي هـو مصالـح الـدول الكبـرى وليـس مصلحــة الإنسان أي إنســان؟

قامـت الدنيـا علـى مصـر ولـم تقعـد فـي الأسبوعين الماضييـن، وشـارك عــدد كبيــر مــن الــدول فــي الهجــوم علــى مصــر.. والحكايــة إيــه.. حقــوق الإنسان فــي الســجون؟!

أفهـم وأسـتوعب وأوافـق علـى حـق الإنسان -أي إنسـان- فـي السـجن.. أو فـي غيـره.. ولكنـى لا أفهـم ولا أسـتوعب أن تقـوم الدنيـا علـى حـق الجانـي.. وتنسـى أو تتناسـى حـق المجنـي عليـه؟!

أي منطـق هـذا الـذي يدافـع عـن الجانـي ولـم ولـن يفكـر فـي الدفـاع عـن المجنـي عليه؟

أي ديـن أو عـرف أو طبيعـة إنسـانية حتـى تتحـدث عـن القاتـل وتنسـى المقتـول؟ تحـارب مـن أجـل الجانـي وتتقاعـس فـي حـق الضحيـة؟

أي منطـق هـذا يـا كل دول العالـم.. أي ضميـر هـذا يـا أصحـاب ضمائـر ماتـت؟!

ألـم تشـاهدوا ديـارا ملأت أركانها الأحزان على فقدان العائل والسند؟

ألـم تشـرخ صرخـات أطفـال الشـهداء قلوبكـم وتوجـع ضمائركـم -إن تبقـى لكـم مـن ضميـر؟

وهـل يسـتطيع أحـد منكـم الـرد علـى سـؤال طفلـة تبلـغ مـن العمـر خمـس سـنوات وهـى تقـول «راح فيـن بابـا- أنـا- عـاوزة بابـا- ميـن يجبلـي بابـا- بابـا واحشـني قـوى».

أعتقـد أنكـم لا  تـرون ولا تسـمعون، ألـم تعرفـوا عـدد الشـهداء فـي مصـر مـن القـوات المسـلحة والشـرطة ضباطا وصفـا وأمنـاء وجنـودا؟ ألم يكفكم كل هـذا العـدد وكل هـذه الدمـاء التـي سـالت؟

والشـيء المسـتغرب.. أن يجـرى بعـض المسـئولين فـي مصـر للـرد علـى ادعـاءات حقـوق الإنسـان وتوضيـح حقيقـة الصـورة.

كان الأولى بالمســئولين المصرييــن ألا يدافعــوا، ويكفيهــم فقــط المطالبـة مـن كل هـذه الـدول وكل هـذه الجمعيـات (بحـق الضحايـا) مـن أبنائنا.

فهؤلاء الضحايـا وهـم كثـر.. لـم يجـدوا مـن يطالـب بحقوقهـم؟! وأعتقـد أن المطالبـة بحـق الضحايـا مـن الشـهداء المصرييـن واجـب علـى كل أجهـزة الدولـة.. وليـس الـرد علـى حقـوق الجنـاة؟

فحـق الدفـاع عـن الضحايـا مسـئولية الدولـة كلهـا.. مسـئولين ومواطنيـن ومســئولية مجلــس النــواب وهيئــة الاســتعلامات والإعــلام والتعليــم وجيــوش العلاقات العامة والإعلام فــي كل وزارة مــن وزارات مصــر؟

بصراحــة، لســت أدرى أيــن كل هؤلاء وغيرهــم؟! فحقــوق الضحايــا ودماؤهــم فــي رقابنــا جميعا.

اخرجـوا وأجيبـوا عـن أسـئلة الأطفال الأيتـام.. أيـن آباؤهـم ومـاذا فعلتـم لهــم؟! أجيبــوا علــى أمهاتهــم ونســائهم وآبائهــم قولــوا لهــم.. مــاذا فعلتــم فــي «حقــوق الضحايــا».

يـا نـاس.. دافعـوا عـن الدولـة.. دافعـوا عـن الحـق.. دافعـوا عـن ضحايـا الغـدر بحـق وحقيقـي.

الحكايـة.. حكايـة دولـة اسـمها مصـر.. مـش حكايـة شـخص أو حكومـة.. الحكايـة.. حكايـة حـق.. الحكايـة حكايـة دم ولادنـا.

وفـى النهايـة إذا كنـا نحـن المصرييـن لا نبحـث عـن (حـق الضحايـا)، فمـن حــق العملاء والكارهيــن البحــث عــن حــق الجانــي؟!

وللمصرييــن جميعهــم أقـول مـن يأتـي لهؤلاء الأيتـام بحقهـم.. أجيبـوا؟!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
  t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك  وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى