تهديدات إسرائيلية بإعادة احتلال مناطق السلطة الفلسطينية، وصرخات من الرئيس الفلسطيني “عباس” للاستغاثة بالمجتمع الدولي ومطالبته بالتدخل لحماية شعبه من الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين، وتهديدات حمساوية بالثأر لدماء الشهداء الذين يسقطون ضحايا للاحتلال الغاشم، وتحذيرات من حركة فتح للخلاص من الاحتلال.. وما بين هذا وذلك تظهر بوادر الانتفاضة الثالثة على الضفة الغربية التي تشهد مدنها حالة من الغليان بسبب الإجراءات التي تفرضها إسرائيل والعمليات التخريبية التي يرتكبها المستوطنون اليهود.

قوات الاحتلال مُصرة على استفزاز الفلسطينيين، من خلال التضييق عليهم، فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أمس الأحد، سلسة من الإجراءات العقابية الرامية إلى ردع الفلسطينيين عن تنفيذ هجمات على غرار الهجمات المميتة، التي أسفرت عن مقتل أربعة إسرائيليين مؤخرًا.

وردت الرئاسة الفلسطينية على تصاعد التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الإثنين، بأن الجانب الإسرائيلي هو صاحب المصلحة في جر الأمور نحو دائرة العنف للخروج من المأزق السياسي والعزلة الدولية، وحذر رئيس “عباس”، من أن استمرار الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، قد تؤدي إلى اندلاع انتفاضة.

وتوقع خبراء أن تحدث انتفاضة فلسطينية ثالثة، خلال الفترة المقبلة، بعد أن تزايدت الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، وفي المسجد الأقصى.

استشهاد طفل برصاصة صهيونية

استشهد الطفل الفلسطيني، عبد الرحمن عبيد الله، 13 عامًا، اثناء الاشتباكات القائمة بين الفلسطينيين المرابطين للدفاع عن المسجد الاقصى وقوات الاحتلال الاسرائيلي ، في مخيم عايدة في بيت لحم، حيث أصيب برصاصة حية بالصدره، أطلقتها قوات الاحتلال خلال مواجهات اندلعت في المخيم بعد ظهر الإثنين.

إصابة 77 فلسطينيًا

وإثر اندلاع اشتباكات حادة، أمس الأحد، استخدم خلالها الجانب الفلسطيني، الرصاص الحي، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، إصابة 77 فلسطينيًا خلال 24 ساعة.

وقالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر، عراب فقهاء، الأحد، إن بين الإصابات 18 بالرصاص الحي، و59 بالرصاص المطاطي، و139 نتيجة الاختناق بالغاز المسيل للدموع، إضافة إلى 6 حالات تعرض للضرب.

“حماس” تتعهد بالثأر

وتعهدت حركة حماس، بالثأر لدماء الشاب الفلسطيني حذيفة عثمان أبو سليمان، الذي استشهد، أمس الأحد، متأثرًا بإصابته بجراح خطيرة خلال المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في طولكرم شمال الضفة الغربية.

وقالت حماس في بيان لها، إن الانتفاضة الغاضبة التي أعلنها الشعب الفلسطيني، لن تبقي المحتل الغاشم على أرضنا المباركة، المقاومة ستأخذ بالثأر لدماء الشهيد سليمان، وجميع دماء أبناء الشعب الفلسطيني.

“فتح” تحذر

أكد المتحدث باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، أحمد عساف، أنه آن الأوان للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي ونيل الحرية والاستقلال، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات الجسام على استعداد لتقديم المزيد، وهو فقط من سيقرر مصيره بدولة حرة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف عساف، في تصريح صحفي، أمس الأحد، أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي وإعداماته المباشرة للشباب الفلسطينيين، لن ترهبنا ولن تثنينا عن الدفاع عن أقصانا وأرضنا وبيوتنا، بل ستزيدنا تحديا وإصرارا على التصدي لهذا الاحتلال بكل مكوناته من جنود ومستوطنين”.

ودعا الشعب الفلسطيني إلى اليقظة والتكاتف والتلاحم أثناء التصدي للإرهابيين المستوطنين لقطع الطريق عليهم وعدم تمكينهم من الاستفراد بعائلاتنا وأبنائنا.

غاز الاحتلال يخنق الفلسطينيين

وأصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلية في بلدة بيت أمر ومنطقة باب الزاوية وسط الخليل.

وقال الناشط محمد عوض في تصريح له : إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز والصوت، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط في المواجهات التي اندلعت بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال في منطقة عصيدة والمناطق المتاخمة لمستوطنة ‘بيت عين’ ببيت أمر، أصيب خلالها عشرات المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق، تم إسعافهم من قبل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني .

إجراءات نتنياهو العقابية

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أمس الأحد، سلسة من الإجراءات العقابية الرامية إلى ردع الفلسطينيين عن تنفيذ هجمات على غرار الهجمات المميتة، التي أسفرت عن مقتل أربعة إسرائيليين مؤخراً.

وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست في موقعها الإلكتروني أن نتانياهو عقد اجتماعاً طارئاً مع وزير الدفاع، موشيه يعالون، ووزير الأمن العام، جلعاد اردان، ورئيس الأركان، جادي ايزنكوت، ومدير عام وكالة الأمن الإسرائيلية، يورام كوهين، والقائم بأعمال رئيس الشرطة، بيتزي ساو.

وقال نتانياهو في ختام الاجتماع: “أود أن أبعث بالتعازي إلى عائلات الذين قتلوا، وأتمنى شفاءً عاجلاً للجرحى”.وأضاف “إننا في خضم حرب مريرة حتى النهاية ضد الإرهاب الفلسطيني”.

عباس يستغيث

طالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس الأحد، بالعمل على توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، إثر تفاقم المواجهات في القدس الشرقية والضفة الغربية مع القوات الإسرائيلية.

وجاء في بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، أن الرئيس الفلسطيني تلقي اتصالا هاتفيًا من بان كي مون، جرى الحديث خلاله عن الأحداث الأخيرة والتصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية، خاصة اقتحامات واستفزازات المستوطنين، بحماية الجيش الإسرائيلي، سواء في المسجد الأقصى، أو عبر قطع الطرقات واقتحام القرى.

وأضاف أن الرئيس عباس طالب بسرعة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.

الاحتلال يستعد للانتفاضة

وخوفًا من تحقيق التهديدات الفلسطينية باندلاع انتفاضة ثالثة، حولت قوات الاحتلال الصهيوني مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، بعد نشرها المئات من عناصرها المختلفة فى شوارع المدينة والطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى، بحجة ورود “معلومات استخباراتية” عن احتمالية اندلاع مواجهات فى المدينة عقب صلاة الجمعة.

وافادت وكالة “معا” الفلسطينية، بأن قوات الاحتلال من أفراد الوحدات الخاصة والخيالة و”حرس الحدود” والشرطة والمخابرات ووحدة المستعربين وسيارات المياه العادمة نشرت فى شوارع مدينة القدس، وخاصة فى الشوارع والأحياء القريبة من المسجد الأقصى، كما نشرت قواتها الراجلة فى شوارع وطرقات القدس القديمة، ووضعت سواترها الحديدية على أبواب المسجد الأقصى. وكانت شرطة الاحتلال قد قررت منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن الـ40 عاما من دخول الأقصى لأداء صلاة الجمعة، وقامت سلطات الاحتلال بإغلاق أبواب الأقصى باستثناء باب الأسباط وحطة والمجلس والسلسلة. وأدى العشرات من الشبان صلاة الفجر على أبواب المسجد الأقصى والقدس القديمة، بعد منعهم من الوصول والدخول إلى المسجد، واعتدت عليهم عند باب الأسباط.