في الحرب السورية كل يغني على داعش فنجد أن هناك تحالف مكون من 30 دولة تقوده الوﻻيات المتحدة الأمريكية هدفه القضاء على داعش ولكن بطريقة الأفلام الأمريكية التي تعتمد على الإثارة الإعلامية واﻻكشن والتي ينطبق عليها المثل القائل ( ﻻيموت الذئب وﻻتفنى الغنم ) يعني استمرار الوضع لأطول فترة ممكنة واﻻستفادة من وجود داعش في استنزاف دول الخليج واستباحة الأجواء السورية والعراقية في تجربة الأسلحة اﻻمريكيه والأوروبية وطبعا تشغيل مصانع الأسلحة لأنه شركات صناعة الأسلحة هي المستفيد الأول من الحرب على الإرهاب .
دبلوماسي روسي يشرح وجهة النظر الروسية في التدخل في سوريا فهو يقول أن البديل للنظام السوري هو سيطرة تنظيم داعش على سوريا وهذا ﻻيمثل تهديد لروسيا فقط ولكن بالتأكيد يمثل تهديد لدول الخليج وخاصة السعودية . يستطرد الدبلوماسي الروسي أن الوضع غير مستقر في العراق والجيش العراقي ﻻيستطيع التصدي لداعش وهو ما يجعل داعش تسيطر أيضا على العراق لأن الأمريكيين بنوا جيشا من الورق في العراق والدليل إنه لم يصمد سوى ساعات في الموصل .
أما البلاط الأردني فهو أيضا سينهار أمام هجوم تنظيم داعش إذا استطاع السيطرة على سوريا والعراق .الدبلوماسي الروسي يشكك في مصداقية الوﻻيات المتحدة الأمريكية في القضاء على داعش وماتقوم به أمريكا هو شو إعلامي هدفه الإبقاء على داعش وإﻻ بماذا نفسر تمدد داعش على الأرض وهي تضرب من الجو بالطائرات والمفروض أن تحد الضربات الجوية من حركة داعش ولكن داعش تتحرك بحرية على الأرض ولذلك تدخلت روسيا لأنها ﻻتثق في أمريكا .أيضا روسيا لديها تنسيق مع إيران وهو مايفسر دخول قوات إيرانية حتى تهاجم داعش بريا .يري الدبلوماسي الروسي أن تركيا مستفيدة من داعش وهي تستخدم داعش لضرب حزب العمال التركي المعارض لتركيا وﻻتهمها مصلحة دول الخليج وخاصة أن لديها مشروع تركي لإحياء الإمبراطورية العثمانية وهي تنظر للعرب بدونية واحتقار ولذلك يقول لدول الخليج وخاصة السعودية التي لها مصالح تجارية كبيرة مع روسيا أن تركيا لن تساعدكم . أيضا إيران لديها مشروع إحياء الإمبراطورية الفارسية وروسيا قطعا لن تسمح لإيران بالسيطرة على العراق وسوريا وخاصة أن هناك ثأر قديم بين روسيا وإيران لأن روسيا اقتطعت أجزاء كبيره من إيران وضمتها لروسيا وهي دول آسيا الوسطى التي استقلت بعد انهيار اﻻتحاد السوفيتي . خلاصة كلام الدبلوماسي الروسي إن مصالح روسيا تلتقي بمصالح دول الخليج وفي مقدمتها كما قلنا السعودية في سوريا وهو يقول إن الجيش السوري 70% من أفراده هم من السنة وﻻيشكل العلويين إﻻ 5% فقط وهي تشكل القيادات العسكرية وإنه بدل أن تنفق المملكة العربية السعودية المليارات على تسليح الجيش الحر فمن الأجدر أن تصرف جزء من هذه المليارات على الجيش السوري حتى ينتصر على داعش والجيش الحر حتى تنتهي الحرب وتستقر الأمور ويعود اللاجئين لوطنهم.
هذه هي الحرب السورية بعيون روسية وطبعا ﻻننسى أن أي تهديد لسوريا معناه تهديد لروسيا لأنها المنفذ الوحيد لها على البحر المتوسط ولديها قاعدة بحرية منذ 60 سنة في سوريا وهي تعتبر الأمن السوري جزء من الأمن الروسي ولذلك هي مستعدة للدخول في حرب مع العالم من أجل سوريا.ﻻشك أن مايحدث في سوريا هي حرب عالمية تالثة مصغرة قد تنفجر بصورة أكبر في أي وقت وأنا أعتقد أن كلام الدبلوماسي الروسي منطقي ولكن ينبغي أيضا على روسيا أن تقدم بعض التنازﻻت إذا أرادت أن تحتفظ بعلاقات جيدة مع الدول العربية المؤثرة مثل المملكة العربية السعودية ومصر وكذلك دول مجلس التعاون لأن السياسة هي الوجه الآخر للمصالح اﻻقتصادية فإن على روسيا أن تطبق توصيات مؤتمر جنيف 1 التي تنص على مرحلة انتقالية ﻻيكون للجزار بشار وجود فيها وتشكل حكومة وطنية تشارك فيها جميع مكونات المجتمع السوري وتمثل الجميع.إن على روسيا أن ﻻتنكر حقيقة واضحة أن تنظيم داعش هو صناعة سورية للمحافظة على النظام السوري فهو الذي قدم له محافظة الرقة لتكون مقر لدولة الخلافة في سوريا والعراق وﻻيوجد اي صدام بين تنظيم داعش ونظام الجزاربشار.السؤال الكبير هو المحافظة على سوريا بدون تقسيم وإنقاذ الشعب السوري من كارثة انسانية وإبادة بشرية أهم وأولى أم المحافظة على نظام على وشك السقوط وﻻيسيطر إلا على 17% من سوريا ؟ ونريد أن نعرف جواب الدبلوماسي الروسي على السؤال وهل يضمن خروج روسيا من المستنقع السوري بدون خسائر فادحة قد تؤدي إلى تفكك روسيا كما تفكك اﻻتحاد السوفييتي من قبل ؟!.
39 3 دقائق