منذ سنوات تتهم بريطانيا العظمى بأنها دولة تؤوى الإرهاب وتأوي أموال الفساد، وكنا على ثقة وجود علاقة بين التنظيمات الإرهابية وأجهزة الاستخبارات البريطانية، وكلنا نتذكر حادثة الطائرة الروسية فوق سيناء، فقد خرجت بريطانيا بعد وقوع الحادث بلحظات وأعلنت أنه حادث إرهابي فيما لاذت بالصمت عندما وقعت حادثة طائرة مصر للطيران القادمة من فرنسا رغم أنه نتج عن حادث إرهابي.
تذكرت هذا عندما طالعت دراسة جديدة لمنظمة الشفافية الدولية ومقرها مدينة برلين الألمانية وهى معنية بمكافحة الفساد إلى أكدت أن بريطانيا تعدّ من أبرز الجهات في العالم لتحويل الأموال الفاسدة إلى يخوت ومجوهرات وأملاك وطائرات خاصّة وأجنحة في ملاعب كرة القدم.
وقدرت الدراسة هذه الأموال بأكثر من 300 مليار جنيه «386 مليار دولار» من الأموال المشبوهة التي تدفقت إليها من خلال شركات محاسبة ومصارف ومكاتب محاماة موجودة في بريطانيا.
وأوضحت أنه تمّ التوصل إلى هذه المبالغ من خلال دراسة 400 قضية فساد وغسيل أموال. وأنّ تاريخ هذه القضايا يعود إلى العقود الثلاثة الأخيرة، لكنّ معظمها في السنوات وقع في الخمسة عشر سنة الماضية. وإنّ هذه الأموال تمّ الحصول عليها بمساعدة شركات مرخّصة في المملكة المتحدة وفى مراكزها المالية الخارجية، وقد تم استثمارها في العقارات الفاخرة، واستخدمت لشراء وسائل للتسلل إلى مؤسسات مرموقة وأساليب حياة فاخرة.
وأكدت الدراسة أنّ المملكة المتحدة هي ملاذ للثروات الفاسدة من كل أنحاء العالم. وأن هذه الأموال ملك أشخاص أساءوا استخدام السلطات التي عهد بها إليهم في بلادهم من أجل تحقيق مكاسب خاصة. وحدّدت منظمة الشفافية الدولية 86 مؤسسة مالية و81 مؤسسة قانونية و62 شركة محاسبة ساعدت على تحويل الأموال الفاسدة.
وكشفت الدراسة أن 421 عقارًا قيمتها نحو 5.0 مليار جنيه تم شراؤها «بثروات مشبوهة».
وقالت هذه العقارات هي «رأس جبل الجليد»، لأن نحو 87 ألف عقار في إنجلترا وويلز مملوكة لشركات تابعة لدوائر قضائية سرّيّة ولا توجد معلومات عن أصحابها.
كما أشارت الدراسة إلى سلسلة من عمليّات الشراء المشتبه بها والتي تشمل أيضًا يخوتًا فخمة وسيارات فاخرة وطائرات خاصة وحتى جناحًا لمشاهدة مباريات كرة القدم داخل ملعب ستامفورد بريدج التابع لنادي تشيلسي.
هذه الدراسة التي أكدت كل المعلومات حول علاقة الدولة ومؤسساتها فى بريطانيا بدوائر الفساد والذي سوف يتزايد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي والذي دعمت مافيا الفساد حملات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كي يتخففوا من القيود الأوروبية على مكافحة الفساد.
ويجب أن أشير إلى أن أهم منطقتين في العالم ينعم فيهما الفاسدون بالأمان ومعروفتان باسم الملاذات الآمنة للفساد هما جزيرة جيرسي الواقعة في مضيق المانش بين بريطانيا وفرنسا وجزيرة كايمان الواقعة في الكريبي، وهما تابعتان للعرش البريطاني وتعد الجزيرتان بوابتي عبور رؤوس الأموال الناتجة عن الفساد وغسلها.
فالحكومة البريطانية لا تكتفي بإيواء التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها قيادات جماعة الإخوان لكنها تسمح لرموز الفساد في العالم باستخدام أراضيها وبنوكها ومؤسساتها لغسل الأموال التي نهبوها من الشعوب الفقيرة التي في أمسّ الحاجة إليها.
فجريمة الاستعمار البريطاني لهذه البلدان أصبحت سبة في جبين الشعب البريطاني وتاريخه، ويضاف إليها جريمة احتضان التنظيمات الإرهابية ويضاف إليها جريمة احتضان الفساد والفاسدين الذي عبث بكل شيء داخل بريطانيا حتى السلطة القضائية هناك التي تخضع للوبي الفساد والإرهاب في هذه الدولة التي تحولت إلى ملاذ آمن للفساد.