لدينا شباب وطني محترم يؤمن بالعلم وسيلة لممارسة العمل السياسي.. فهل من مبارز؟ هل من منافس؟ نعم شباب الوفد، نموذج للمستقبل، نفتخر به أمام الجميع.. علما.. ثقافة.. وطنية.. تاريخا لا يملكه غيرهم.. تراث لا ينضب من المبادئ والثوابت التي يحفظونها عن ظهر قلب، ويتمسكون بها عندما تشتد العواصف، ويقبضون عليها عندما يزداد القصف الممنهج على الوطن والوفد.
في معسكر شباب الوفد الأخير، الذي تم تنظيمه تحت رعاية المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس الوفد، التقيت بعدد كبير من هؤلاء الشباب، وقمت باختبار مدى قدرتهم على حفظ ثوابت الوفد الخمسة، وكنت أطلب منهم سماع هذه الثوابت، فكان الشباب يقول كل يوم، وقبل كل محاضرة «حرية.. ديمقراطية.. وحدة وطنية.. عدالة اجتماعية.. استقلال وطني».. هكذا كنا نتعلم سويًا كيف كان الآباء المؤسسون يحفظون المبادئ التي لا تموت، وكيف حافظوا على بلادهم، وناضلوا من أجل حريتها واستقلالها.. وشباب الوفد في الحاضر، أصروا على رفع علم مصر على شاطئ العين السخنة، بطول 150 مترًا ردًا على كل من يريد لهذا الوطن شرًا، أو من يريد هدم مؤسساته، والتزموا بحضور محاضرات توسيع الأفق، وتعلم الجديد في علم السياسة، حتى يتمكنوا من خدمة الوطن.. فقد أصبحت السياسة علمًا ومنهجًا حتى في الممارسة، ولم تعد شطارة أو «فهلوة» كما يعتقد البعض من فشلة الماضي.
لم يكن معسكر شباب الوفد الأخير، والذي أقيم في مدينة العين السخنة، مجرد تجمع شبابي عابر ولكنه كان ملتقى تدريبيًا تلقى فيه شبابنا، أرفع مهارات العمل السياسي، وكانوا يتلقون هذه المهارات على أيدي مدربين ينتمون لحزب الوفد، ومن أبنائه المخلصين، ولكنهم ممن سلكوا طريق العلم الأكاديمي، فكان أبناء الوفد من المدربين، هم قادة عملية التدريب، لأبناء الوفد المتدربين، لنكتفي ذاتيًا، ونتمكن من تنفيذ عملية التدريب على أرضية الوفد الكاملة، لأول مرة منذ عام 1984، ولنبدأ مع هؤلاء المدربين، وضع اللبِنة الأولى، في مشوار تأهيل الجيل الجديد من شباب الوفد، لممارسة العمل السياسي، في أعلى صوره، والاستعداد بقوة لخوض كل الانتخابات، والاستحقاقات السياسية، بقدرة وقوة.
المدربون الذين اعتمدنا عليهم، من أبناء الوفد، هم الدكتور هشام بشير، أستاذ العلوم السياسية، ووكيل كلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف، وقد انضم لحزب الوفد منذ كان طالبًا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وكان واحدًا من شباب الوفد المخلصين المجتهدين، وتمكن بجهده، من تبوؤ مكانة علمية متميزة، وعندما حان وقت مشاركته في تدريب شباب الوفد، على مهارات العمل السياسي، استجاب للدعوة دون تردد.. أيضًا كانت معنا الدكتورة هاجر التونسي، ابنة الوفد المخلصة، والأستاذ المساعد بكلية التربية بجامعة العريش، وهى واحدة من أبرز فتيات الوفد، وكانت تتبوأ مقعد رئيس لجنة المرأة بلجنة الوفد بشمال سيناء، وهى أيضًا كانت سكرتيرًا للهيئة الوفدية، وهى حاليًا واحدة من أبرز المشاركين في البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب التابع لرئاسة الجمهورية.. أيضًا شاركت في التدريب الدكتورة رشا صبحي أبوشقرة، مدرس علم الاجتماع والأنثروبولوجى بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، وكانت عضوًا بلجنة الشباب بمحافظة الجيزة، وواحدة من أبرز أعضاء لجنة السودان وشئون إفريقيا بحزب الوفد، وواحدة من أبناء الحزب المخلصين.. أما الدكتور هاني صبري، أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة السويس، فقد كان حتى وقت قريب رئيسًا للجنة شباب الوفد بالسويس، وهو واحد من أهم الكوادر التدريبية فى معسكرات الشباب، وكان يتم الاعتماد عليه دائمًا في معسكرات سابقة للحزب، وهو وفدى مخلص، ومدرب ماهر.
الخلاصة أن شباب الوفد، أو بمعنى آخر من كانوا شبابًا منخرطين في تنظيمات الحزب، أصبحوا أساتذة جامعيين، واتجهوا لخدمة الوفد من موقع آخر، وبدأوا منظومة أكبر عملية تأهيل لشباب الحزب، وهو المشروع الكبير الذي بدأ من مدينة العين السخنة تحت إشراف ورعاية رئيس الوفد المستشار بهاء الدين أبوشقة.
لا يمكن قطعًا أن ننسى المحاضرة القيمة التي ألقاها اللواء أركان حرب، ياسر عبدالعزيز، والذي وضع أمام شباب الوفد، معلومات وتفاصيل، حول حروب الجيل الرابع، وتفاصيل الحروب الإستراتيجية، التي لم تعد عسكرية فقط، وهى معلومات لا يتسع المجال لذكرها في هذا المقال المتواضع.
أما الأخ والصديق معالي الوزير أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، ووزير الإعلام الأسبق، فقد كان آخر المحاضرين، عندما التقى بشباب الوفد، في محاضرة من العيار الثقيل حول «مستقبل الإعلام في مصر» استعرض فيها كل مشكلات الإعلام في مصر، ووسائل وطرق مواجهتها.. والملاحظ في هذه المحاضرة، هو أن شباب الوفد كان يسأل عن موعد محاضرة أسامة هيكل قبل أن يتسلموا برنامج المعسكر وتوقيتات الفعاليات، وكان تفاعلهم مع المحاضرة يفوق الوصف.
مسك الختام، كان الحفل الذي أقيم في اليوم الأخير، وبحضور المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس الوفد، وعدد من قيادات الوفد، فقد كان لقاءً أبويًا، قبل أن يكون حزبيًا، تحدث فيه رئيس الوفد من قلبه مع شباب الحزب، وتلقى أسئلتهم، وقال إنه سيجلس معهم «للصبح» حتى يرد على تساؤلات الجميع، وفاجأنا جميعًا بأن الحزب سينظم معسكرًا شتويًا للشباب في الأقصر، خلال شهر يناير أو فبراير القادم، ليتأكد للجميع أن الماكينة دارت ولن تتوقف.
فعلًا.. الوفد يغير ثوبه المهلهل، الممزق، ويرتدى حُلة النجاح والاجتهاد والعمل.
Tarektohamy@alwafd.org
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا