خطط تطوير القاهرة التاريخية خطط سرية تظهر تباعا، وقطعا منفصلة وكأنها عملية تهريب لممنوعات ويرد عليك بعض المسئولين منعا لتسرب الأخبار للأهالي فمنهم المتضرر من إزالة ما يدفع لحدوث تفاعلات سلبية، وهذا حديث غير صحيح والمغالطة فيه هي الأصل والمحتوى، مشروع تطوير القاهرة التاريخية الذي يتم تفصيله قطعة قطعة هو مستقبل المصريين المقيمين على ارض الواقع في تلك المناطق وهو في إجماله حوار مجتمعي واسع للأفضل والمستقبل وتنمية مستدامة وصناعة ثقيلة للسياحة والجذب الحقيقي كل هذا يتجاهله الموظفون الذين يعملون بروح المخبر المتخفي على شعبه والتابع الأمين لصاحب كل سلطة يتم تداولها عليه وهو أمر مؤسف أضاع البلاد وثرواتها وقدراتها في إطار التبعية والنفاق العام واختفاء العلمية والأمانة!!
منطقة عرب يسار التاريخية بحي الخليفة والمطلة على صلاح سالم وأسفل القلعة وبواباتها وأسوارها التي هناك وتبعد عنها ما يزيد على 300 متر وأهلها يقيمون مستقرين في أراض يملكوها ومبان تاريخية أقاموها بحجج ثابتة ومسجلة منذ أكثر من مائة وخمسين عاما وهى مبان ذات طابع مميز والمنطقة بشوارعها وحواريها تمتلك انحدارات ومناسيب مختلفة ودرجا صاعدا وهابطا يربط مسطحاتها المختلفة مما يعطى المنطقة طابعها المميز والذي لو كان في بلد آخر لحولها إلى مزار تاريخي ودعموا بناياتها والصناعات الحرفية الموجودة بالمنطقة لتصبح جذبا وإبهارا ودخلا للوطن ولأهلها القاطنين فيها.
في عرب يسار الحي يواصل هجماته غير الشرعية أو القانونية على المنطقة إرهابا وتطفيشاً بالباطل والادعاء بعدم وجود تراخيص والأهالي متمسكون بمنطقتهم، الحي يحاصر المنطقة ويمنع التنكيس والترميم وكأنه يحاصر أسرى حرب بغرض الإهلاك والإبادة ، ولا احد يعلم لماذا هذا الحلف المجتمع على التخلص من الأهالي أصحاب الحقوق من ثالوث الحي والآثار والمحافظة وهم لا يمتلكون سوى الرؤية المعادية للتقدم والتنمية الحقيقية للمنطقة!!!
وتتكرر تلك المأساة في منطقة الحطابة البديعة الساكنة في قلب القلعة من ناحية المحجر ومدافن باب الوزير بخصوصية بالغة الجمال من شوارع منحدرة وحواري ذات التفاف دائري بديع يطل على القلعة من ناحية مدخل الباب الجديد الذي أغلق من عقدين دون سبب مفهوم وتحتوى الحطابة على تجمع كبير للصناعات الحرفية الدقيقة وتجاور وتحتوى آثارا بالغة الجمال والندرة كسبيل الأمير شيخو المنحوت في صخر الجبل في عمل غير متكرر وقبة يونس دويدار التي تطل على القاهرة بشموخ وجمال أخاذ.
خطط السطو على مناطق الحطابة وعرب يسار لم تتوقف يوما والرغبة الجامحة في تحويلها لأصحاب حظوة تحت مشاريع وهمية تدك الحجر والبشر والتاريخ لصالح مطامع لا تنضب، عالجت كل الدول التي تحتوى ما هو أقل مثل تلك المنشآت بالتنمية المستدامة والتخطيط ـ المستقبلي الذي يرعى صناعات الجذب والسياحة ويحول المنطقة إلى خلق فرص العمل والحياة وفتح عيون تدفق الخير والاستمرار بما يكفل حيوية وحياة التراث التاريخي وابرز ما يمثله البشر بحياتهم العملية الحرفية التي يمارسونها وأيضا الحجر القائم التاريخي الذي يعيشون فيه، فالترميم الفني المناسب والعلمي التخصصي هو الأمر المطلوب للمحافظة على الثروة المعمارية ذات الطابع المميز الموجودة بتلك المناطق، لا حصارها ومنع تنكيسها وترميمها في حروب جاهلية وإبادة فهل هي حرب داحس والغبراء على أهالي الخليفة وعرب يسار والحطابة في القلب منهم!!!