تعد الفترة الزمنية التي أعقبت مقتل الإمام الحسين – عليه السلام – من أخطر المراحل التي مر بها الإسلام والمسلمون على حد سواء؛ فكما يعلم الجميع إن الإمام الحسين – عليه السلام – عندما خرج في ثورته ضد الانحراف والفساد والإلحاد الذي أصاب المجتمع بسبب من تقلد زمام القيادة والزعامة الدينية ظلمًا وعدوانًا وزيفًا وافتراءً كانت غايته – أي الحسين عليه السلام – وهدفه هو الحفاظ على أسس ومبادئ وقيم الدين الإسلامي الذي جاء به النبي الخاتم محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – والذي يمثل بحد ذاته كل الديانات السماوية ومختزلًا لها ، لذلك كان من الضرورة الشرعية والعقلية والأخلاقية أن يتصدى لقيادة الأمة الإسلامية أن يكون ممن يحمل قيم هذه الرسالة ومبادئها ومقرًا بتوحيد الله تعالى ومطبقًا لشريعته في الأرض؛ إلا إن يزيد بن معاوية قد نازع الخليفة الحقيقي والشرعي وعاث في الأرض الفساد والإفساد لأنه كان يعتقد بدرجة لا يشوبها أدنى شك بأنه لا توجد رسالة سماوية ولا يوجد وحي ولا يوجد عنوان نبوة مطلقًا …
فيزيد كان ملحدًا ودليل ذلك هو ترديده للبيت الشعري ( لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحى نزل ) عندما وضع رأس الحسين – عليه السلام – أمامه وهو يضرب ثناياه بقضيب من حديد !!! ويضاف لذلك انتهاكه للمدينة المنورة ولمكة المكرمة وضربها بالمنجنيق وهما تمثلان رمزية كبيرة عند الإسلام وفي الدين الإسلامي كما قتل من الصحابة العديد غير القليل وهذا وحده كفيل بإلحاده لكنه رفع عنوان الخلافة الإسلامية والمرجعية الدينية من أجل الجاه والسلطان والأموال؛ لذلك فالمرحلة التي مرة بها الأمة الإسلامية بعد مقتل الحسين – عليه السلام – مرحلة حرجة جدًا ؛ لذلك كان لا بد من كشف حقيقة الثورة الحسينية وبيان أبعادها الدينية والعقائدية والأخلاقية ؛ لذلك نجد الإمام السجاد – عليه السلام – وبدعم من السيدة زينب – عليها السلام – قد تصدى لمواجهة رأس الانحراف والإلحاد يزيد بن معاوية من خلال كشف حقيقة جرائمه وفساد عقيدته؛ لأن لو لم يؤدي الإمام السجاد – عليه السلام – هذا الدور لقتلت الثورة الحسينية مع أهدافها مع مقتل الحسين – عليه السلام – فأخذ الإمام السجاد – عليه السلام – زمام المبادرة وإكمال طريق والده شهيد الطف في محاربة الفكر الإلحادي وكشفه من خلال عدة مستويات ومراحل بدأت من قافلة السبي إلى الشام وطريق العودة إلى العراق وإلى المدينة وهناك وسع الإمام السجاد – عليه السلام – هذا الدور من خلال حلقات الدرس ومجالس العزاء وعتق العبيد وغيرها من الطرق التي لا يمكن حصرها بسطور؛ فسبب هذا الدور انتفاضة فكرية إسلامية أطاحت بالإلحاد الذي تلبس لباس الدين…
وهذا الدور الذي قدمه الإمام السجاد – عليه السلام – في مواجه الانحراف والإلحاد على الرغم من أنه لم يعمل به في الآونة الأخيرة لكن نجد إن سماحة المحقق الأستاذ السيد الصرخي الحسني قد أنبرى لمواجهة الفكر والموج الإلحادي والتكفيري الذي كان سببه من نازع المجتهد الحقيقي والواقعي الذي يمثل الخط الرسالي المتمثل بآل البيت –عليهم السلام – وينوب عن قائمهم – عجل الله تعالى فرجه الشريف- ممن أدعى عنوان الأعلمية والعلم والاجتهاد كذبًا وزورًا وتصدى لقيادة الأمة وبالتالي سبب الانحراف والفساد بكل مناحي الحياة الأمر الذي جعل الشباب تفر من الدين كما تفر الشاة من الذئب؛ فالمرحلة التي يمر بها مجتمعنا الآن ؛ تعد مرحلة خطيرة جدًا حيث كثرة الفتن ومظلاتها والشبهات والانحرافات التي أسست لها عمائم السوء والانحراف؛ فما كان من السيد الأستاذ الصرخي الحسني إلا أن يأخذ على عاتقه التصدي لهذه الانحرافات
والفكر الإلحادي بالقول والفعل ومن خلال المجالس والمحاضرات التربوية القرآنية من جهة ومن جهة أخرى من خلال إصدار سلاسل البحوث والتي من أبرزها بحث ( مقارنة الأديان بين التقارب والتجاذب والإلحاد ) وبحث ( فلسفتنا بأسلوب وبيان واضح ) بالإضافة إلى البحوث التي ناقشت الفكر الإرهابي المتطرف كبحث ( وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) وبحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسل – صلى الله عليه وآله وسلم -) ليقف كالطود العظيم في مواجهة هذا الموج ويعيد إلى الأذهان وقفة جده السجاد – سلام الله عليه – من أجل الحفاظ على مبادئ وقيم وأسس الإسلام الأصيل ويبرئه من كل ما هو مدسوس ويفضح عمائم الفسق والفجور التي اقتدت بيزيد بن معاوية .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا