نون – وكالات
بعث العراق رسالة إلى مجلس الأمن الدولي يتهم فيها الكويت بأنها تتبع سياسة فرض الأمر الواقع من خلال إحداث تغييرات جغرافية في الحدود البحرية بين البلدين.
وكشفت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة أن «المندوب العراقي لدى المنظمة الأممية السفير محمد بحر العلوم، سلم الرسالة إلى رئيس مجلس الأمن في السابع من أغسطس/ آب الماضي، طالبا تعميمها وإصدارها كوثيقة رسمية من وثائق المجلس، وأن بحر العلوم اجتمع مع عدد من ممثلي الدول لشرح موقف بلاده»، وفقا لصحيفة «الراي» الكويتية.
وطلبت الحكومة العراقية من الأمم المتحدة توثيق احتجاجها الرسمي على ما أسمته «قيام حكومة الكويت بإحداث تغييرات جغرافية في المنطقة البحرية الواقعة بعد العلامة 162 في خور عبد الله من خلال تدعيم منطقة ضحلة (فشت العيج) وإقامة منشأ مرفئي عليها من طرف واحد دون علم وموافقة العراق»، معتبرة أن ذلك لا أساس قانونيا له في الخطة المشتركة لتنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله.
واعتبرت الحكومة أن «ترسيم الحدود من قبل طرف واحد في مناطق لم يتفق عليها الطرفان، وفقا لما نص عليه المرسوم الأميري 317 لسنة 2014 في شأن تحديد المناطق البحرية للكويت، يعد فعلا باطلا بموجب أحكام القانون الدولي».
ولوحت الحكومة العراقية، في رسالتها لمجلس الأمن، إلى أن «استمرار الكويت بفرض سياسة الأمر الواقع بإيجاد وضع جديد يغير من جغرافية المنطقة، لن يسهم في دعم جهود البلدين في التوصل إلى ترسيم نهائي للحدود البحرية بينهما، ويعد فرضا لواقع مادي يجب ألا يؤخذ بعين الاعتبار عند ترسيم الحدود بين الدولتين».
وأثارت شكوى العراق ضد الكويت في الأمم المتحدة واتهامها بمحاولة تغيير الحدود البحرية ردود فعل غاضبة في الكويت، معبرين عن استيائهم، ومطالبين الحكومة بـ«ردود عملية».
واستغرب مسؤول كويتي، طلب عدم ذكر اسمه، شكوى العراق لمجلس الأمن في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية زخما يدفعها قدما إلى الأمام وتوج في الفترة الأخيرة بزيارات متبادلة بين مسؤولين رفيعي المستوى في البلدين، مبينا في الوقت نفسه أن الخلافات الحدودية في العادة تتم مناقشتها على مستوى ثنائي بين الدول عبر اللجان المشتركة وغيرها، فضلا عن ترسيم الحدود بين الكويت والعراق جاء وفقاً للقرار 833 الصادر عن مجلس الأمن عام 1993».
وأضاف أن «موضوع المنطقة البحرية وعلاماتها وترسيمها كانت حاضرة في كل الاجتماعات الثنائية مع الجانب العراقي، الذي كان يفضل عدم الخوض فيها من النواحي الفنية والقانونية آخذاً الحوار إلى مسارات سياسية من قبيل القول إن الحكومة العراقية لا تريد أي إجراءات تغضب البرلمان العراقي والشارع العراقي»، وتمنى لو لم يعمم العراق رسالة مندوبه كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن، مؤكداً أن «منشأة فشت العيج تقع ضمن المياه الإقليمية الكويتية وهذا موثق تاريخياً وقانونيا».
فيما اعتبر النائب الكويتي أسامه الشاهين أن «شكوى حكومة العراق ضد الكويت سلوك مستفز ليس مستغربا من جار الشمال!»، مضيفا: «أطالب الحكومة بردود عملية وموضوعية، بجانب أخذ احتياطات أمنية ودبلوماسية كاملة.
موضوعات ذات صلة: