ونحن نعيش الذكرى السنوية الواحدة والأربعين بعد الألف والأربعمائة لهجرة نبي الله محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – من مكة بعدما لقي ما لقيه من التعذيب والتنكيل من مشركي قريش وهاجر إلى المدينة المنور – يثرب – بعدما وجد الأنصار؛ فلم تكن هذه الهجرة وهذه الرحلة مجرد رحلة لجوء وهروب من العداء القريشي بل كانت هي انطلاقة عهد جديد لحياة البشرية بأسرها وليس للمسلمين أو لسكان الجزيرة العربية؛ ولا يخفى على أحد ما ترتب من أثر على ضوء هذه الرحلة الذي لا زلنا نعيشه اليوم وهو مستمر إلى أن يشاء الله تعالى…
حيث غيرت هذه الرحلة وجه العالم من حيث الفكر والتطور الفكري والإنساني والتحرر من كل أشكال العبودية والتي كانت من ثمارها ثورة الحسين السبط – عليه السلام – التي فيها أروع معانِ التضحية والفداء من أجل الإنسانية وإصلاحها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تغنى بهذه الثورة الخالدة كل العالم من أقصاه إلى أقصاه؛ ولم تقف ضلال هذه الرحلة عند هذا الحد بل إنها ممتدة حتى قيام منقذ البشرية من الظلم والجور وناشر راية العدل والصلاح الإمام المهدي – عجل الله تعالى فرجه الشريف – الذي هو ابن هذه الهجرة وهذه الرحلة والذي ستكون على يده نهاية كل أنواع الظلم والانحراف والاستعباد للعقول وللبشر …
فرحلة الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – من مكة إلى المدينة هي رحلة غيرت مسرى العالم وغيرت خارطته الإنسانية ومع بدايتها بدأت التغير نحو تحقيق الإرادة الإلهية على الرغم من كثرة المعوقات التي حصلت وتحصل بسبب تسلط أئمة الجور والضلالة من مدعي التدين الذين تستروا بالدين والإسلام لكنهم حرفوا هذا المسار الإسلامي عن طريقه وهذا لم ولن يدوم لأن للحق رجال اتخذوا من رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أسوة وقدوة لهم في مقارعة الباطل الذي اتخذ أشكال متعددة؛ إذ نعيش اليوم في ضل مرجعية دينية آلت على نفسها إلا أن تحقق الهدف الذي انطلقت على ضوءه الهجرة النبوية في مقارعة الباطل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ حيث نرى مرجعية السيد الصرخي الحسني حملت راية الإسلام المحمدي في نشر راية السلام والإسلام ولهذا نجد إن كل أئمة الضلالة ممن تستر بالإسلام وغيره جعلوا هذه المرجعية نصب أعينهم وهدفًا لمراميهم وغرضًا لسهامهم الموبوءة كما فعل قريش وحلفائها سابقًا مع رسول الله – صلى الله عله وآله وسلم – لكن يبقى النصر والتأييد من الله تعالى الذي جعل من الهجرة النبوية بداية لخلاص البشرية والتي ستكون نهايتها على يد الإمام المهدي – عجل الله تعالى فرجه الشريف – ليجني ثمار رحلة جده الخاتم في تغير العالم .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا