أفردت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية تقريراً أمس الأول ـ الثلاثاء ـ عن التحولات التي تحدث في الاقتصاد المصري منذ بداية عملية الإصلاح الاقتصادي التي قادها الرئيس عبد الفتاح السيسى وحتى الآن.. وجاء تقرير الصحيفة الهام استناداً إلى رأى عدد من الخبراء والمستثمرين ومنهم روشير شارما مدير إدارة الأسواق الناشئة بمؤسسة مورجان استانلى وأحد أكبر الخبراء المصرفيين بالولايات المتحدة الأمريكية الذي أكد أن أرقام ومؤشرات الاقتصاد المصري تعلن عن قصة أفضل إصلاح في الشرق الأوسط وربما في كل الأسواق الناشئة، مشيراً إلى أن مصر على المسار الصحيح وتسير نحو التحول إلى أمة متقدمة.
أيضاً أكدت الصحيفة نجاح خطة إنعاش الاقتصاد المصري من حالته المتعثرة بسبب تراجع وغياب استثمارات القطار الخاص بعد ثورة يناير 2011 والشكوك التي أصابت كثيرين، وأشادت الصحيفة بجهود الجيش المصري في الحفاظ على السلام الاجتماعي وحماية البلاد بتدخلها على عدة مسارات لضمانة استقرار الأوضاع وعودة الاستثمارات بالتوازي مع خطة الإصلاح الاقتصادي، وهو ما أدى إلى نمو اقتصادي وصل إلى 5.6٪ وهو أعلى نمو اقتصادي عرفته مصر منذ عشر سنوات، كما انخفض العجز العام إلى 8.2٪ من الناتج الإجمالي في يونيو من هذا العام، كما انخفض التضخم إلى 8.7٪.
هذه المؤشرات الاقتصادية فرضت نفسها على قادة الدول المشاركين في مجموعة السبع منذ أيام قليلة في فرنسا الذين أبدوا رغبة حقيقية في لقاءاتهم مع الرئيس عبد الفتاح السيسى في مزيد من المشاركة والاستثمار بمصر اعتماداً على هذه المؤشرات وتحول مصر بخطوات ثابتة وجدية إلى المسار الصحيح.. وأكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون انه يرى قناة السويس أرضاً خصبة للفرص الاقتصادية والاستثمارية بجميع المجالات وهى تأكيد فرنسى ورسالة للمستثمرين الفرنسيين.. نفس الأمر تكرر من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رئيس أكبر اقتصاد أوروبي والتي ترتبط مع مصر بعلاقات وثيقة في المجال الاقتصادي والاجتماعي، وأكدت من جديد على مزيد من التعاون مع مصر، مشيدة بالجهود التي تبذلها مصر في شتى المسارات وخاصة حماية شواطئها وحدودها البحرية التي تمنع الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وتعددت الشهادات الدولية حول نجاح مصر على عدة أصعدة، وقالت اليزابيث كينجستون رئيس المجلس الكندي الدولي بأوتاوا إن مصر تشهد مرحلة تحول كبرى على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية وتلعب دوراً إقليمياً مهماً في منطقة الشرق الأوسط وقال هيرويوكدا شيجى رئيس منظمة جيترو اليابانية ـ هيئة التجارة الخارجية اليابانية ـ إن هناك فرصاً رائعة للاستثمار في مصر ومؤكداً على أن الشركات اليابانية تعمل على الاستثمار في مصر حتى تتحقق الاستفادة للبلدين.
ومن لقاء قادة الدول السبع الكبار، يتجه الرئيس السيسى إلى اليابان مباشرة للقاء رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى والمسئولين اليابانيين ويبدأ الرئيس لقاءاته مع رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي ـ جايكا ـ التي تسهم في عدد من المشروعات التنموية داخل مصر، وبحث مزيد من التعاون في مجالات التعليم الأساسي والعالي، وتأتى قمة ـ تيكاد ـ بين مصر بصفتها رئيس أفريقيا مع اليابان لبحث عدد من الملفات الهامة على رأسها النهوض بتنمية أفريقيا التكنولوجية من خلال تطوير قدرات الشعوب والدول الأفريقية فى هذا المجال، ودعم مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة في إطار التزام أفريقيا باتفاقية المناخ بباريس، وضرورة اضطلاع مؤسسات التمويل الدولية بدورها في هذا الشأن.. وهنا أتوقف أيضاً أمام تصريح رئيس الوزراء الياباني ـ آبى ـ وإشادته بما حققته مصر على صعيد التنمية وتحقيق انجازات ملموسة في الإصلاح الاقتصادي مما ساهم في تحفيز الشركات اليابانية للعمل والاستثمار فى مصر، وشدد على أهمية دور مصر في الشرق الأوسط واستمرار الدعم والتعاون بين البلدين.
إذًا من حق الشعب المصري الذي عانى من خطة الإصلاح الاقتصادي وصبر وتحمل أن يسعد ويفخر بكل ما يتحقق على أرض مصر ويشهد به العالم أجمع، ومن حق القيادة السياسية أن تفخر بهذا الشعب العظيم الذي ساندها لتحقيق هذا الطموح الذي بدت ثماره تظهر للقاصي والداني.. ومن حق القيادة السياسية أن نشيد بجهودها داخلياً وخارجياً لوضع مصر على الطرق الصحيح وفى المكانة التي تستحقها بين الأمم، ومن حقنا أن نطالبها بمزيد من الجهد والعمل وضرب كل بؤر الفساد وتوجيه كل الإمكانيات لبناء مصر الحديثة والجديدة.. مصر التي حباها الله بالأمان والخير والإمكانيات والثروات الهائلة وعلى رأسها الثروة البشرية التي يخرج منها خير أجناد الأرض.
باختصار.. مصر على الطريق الصحيح باعتراف السبعة الكبار رغم كل المؤامرات والمخططات الداخلية والخارجية، وباتت خارج حصار الإرهاب والفتن والمؤامرات وتفتح ذراعيها لكل الاستثمارات الخارجية والداخلية وعودة حركة السياحة لتحقيق مزيد من القفزات الاقتصادية وشعور المواطن المصري بتحسن أوضاعه.
نائب رئيس الوفد