عندما وقع اختيار السماء لعلي – عليه السلام – بأن يكون هو الخليفة من بعد الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – وإبلاغ الرسول للناس بهذا الأمر في غدير خم لم يكن هذا الاختيار قائمًا على أساس القرابة أو على أساس الشجاعة أو أي سبب آخر؛ بل كان الأساس في الاختيار هو العلم والأعلمية التي كان علي – عليه السلام – يتمتع بها فهو كان الأعلم بالسنة وبالشريعة من بعد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – وهذا أمر ثابت عند جميع المسلمين بدون أي استثناء إلا التيمية طبعًا حاولوا جاهدين طمس هذه الحقيقة لكن أثبتنا بطلان قولهم من خلال مقال ( بالأدلة …علي باب مدينة العلم المحمدية رداً على افتراءات التيمية ) …
لكن ما حصل إن الناس على الرغم من أن الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – أرشدهم وأبلغهم بالخليفة من بعده وبين أن هذا الخليفة هو الأعلم وهو باب مدينة العلم هذا من جهة ومن جهة أخرى معرفتهم الواقعية بعلم وأعلمية علي – عليه السلام – إلا إنهم اختاروا غيره ليخالفوا بذلك إرادة السماء !!! ومما يؤسف له نرى أن مدعي التشيع والمتظاهرين بمظهر الولاية لعلي – عليه السلام – وممن الآن يظهرون مظهر الفرح بعيد الغدير نراهم يسيرون على مسيرة من خالف ولاية علي – عليه السلام – سابقًا من خلال الابتعاد عن المرجع الأعلم الجامع للشرائط والتمسك بغيره ممن لا يملك أدنى مقومات المرجعية الدينية من علم وأثر علمي !!!…
فمبايعة الإمام علي – عليه السلام – والدعوة للثبات على ولايته لا يعني الإقرار فقط بولايته وإنما يجب السير على هذا النهج في إتباع الأعلم ولهذا صار من الواجب الشرعي إتباع الأعلم من بعده – سلام الله عليه – وهم الأئمة المعصومون – عليهم السلام – واحدًا بعد آخر وبعد حصول الغيبة انتقل الأمر إلى كل من يكون مجتهدًا أعلمًا جامعًا للشرائط؛ وكل من شذ عن هذا الطريق والنهج الإلهي لا يعتبر من الموالين ولا من الداعين لولاية علي – عليه السلام – بل إنه يسير بسيرة من خالف سابقًا وموقفه كموقف المخالف والرافض لولاية الإمام علي – عليه السلام – لأنه رفض الموالاة والإتباع لمن يمثل خط ونهج علي – عليه السلام – الذي هو يمثل إرادة الله تعالى ورسوله الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم -.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا