إنها جريمة ضد الإنسانية.. هذا هو توصيف جريمة تفجير معهد الأورام.. فهى جريمة تكشف أن الإرهاب لم يعد يفرق بين المرضى والمؤسسات الصحية المحمية بالشريعة الإسلامية وبوصايا الرسول صلى الله عليه وسلم وبالقانون الدولي الإنساني وبالشرعية الدولية لحقوق الإنسان.
جريمة تفجير معهد الأورام تكشف بجلاء أن الإرهاب والإرهابيين لا علاقة لهم بالدين والإنسانية ولا يجوز لأي شخص تبرير عملهم الإجرامي وكان على الجميع إدانة هذا العمل الذي أقل ما يوصف به بأنه خسيس وجبان.
هذه الجريمة فرصة أمام الحكومة لفضح ممولي الجماعات الإرهابية الإخوانية وغير الإخوانية والتحرك دوليًا لمحاصرتهم وتفنيد تبريراتهم بارتكاب هذه الجرائم وإسقاط دعاوى من يرى آن جماعة الإخوان فصيل سياسي وانه يمثل المعارضة السلمية وهى المبررات التي تسوقها الأنظمة الداعمة للجماعة بالمال وبالسلاح وتبرر عبر آلياتها الإعلامية ومنظماتها غير الحكومية كل عمل إرهابي يرتكب على أرض مصر.
وهذه المنظمات تترك هذه الأعمال بدون إدانة مرتكبيها وتتفرغ فقط لحملة تبييض وجه الجماعات الإرهابية ويساعدها في ذلك بعد الأطراف الدولية والحكومات الأوروبية التي تستمع لكل تقاريرها وتستضيف على أراضيها عشرات بل مئات الإرهابيين باعتبارهم لاجئين سياسيين رغم تورطهم في التحريض على العنف والقتل علنا.
فالحكومة المصرية عبر أجهزتها وعبر هيئة الاستعلامات وعبر المجلس القومي لحقوق الإنسان – إن كان موجودًا ويعمل – تقوم بحملة دبلوماسية إعلامية خلال الأيام القادمة للكشف عن مدى فداحة هذه الجريمة وان تقدم ما لديها من معلومات وأدلة حول تورط حركة حسم الإخوانية وممولي الجماعة فى هذه الجريمة البشعة.
في الشهر القادم، سوف تبدأ أعمال الدورة 42 للمجلس الدولي لحقوق الإنسان في جنيف وهى مناسبة للرد على مزاعم هذه المنظمات بعرض صور الجريمة البشعة في معرض يقام في قلب بهو الأمم المتحدة تقوم بتنظيمه المندوبية المصرية بالاشتراك مع هيئة الاستعلامات وهذه الصور ستكون ابرز رد على تحرك المنظمات المدعومة اخوانيًا وقطريًا وتركيا المخطط له في هذه الدورة فكل كلامهم عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر سوف يفقد مصداقيته أمام تلك الجريمة البشعة.
علينا أن نركز على أن الإرهاب لا دين له وان الجماعات الإرهابية التي تختفي تحت ستار الدين الإسلامي انتهكت ركنا أساسيا من الشريعة الإسلامية التي حرمت قتل المريض والمصاب حتى في الحرب وحمت المؤسسات التي تقدم الرعاية الصحية فما بالكم بمرضى الأورام الخبيثة وأغلبهم من الفقراء.
فمن ارتكبوا هذه الجريمة لا علاقة لهم بالدين الإسلامي ولا بوصايا رسولنا الكريم ولا بالقانون ولا بأي مبدأ إنساني انزل من السماء أو وضع عن طريق الإنسانية فهي جريمة بشعة بكل المقاييس ويجب على الجميع إدانتها بقوة.
وعلى ممولي الإرهاب وجماعة الإخوان التوقف فورًا عن هذه الأفعال وتبرئة ساحتهم من هذه الأعمال، لأن ذاكرة التاريخ سوف تذكرهم بالاسم وسوف يدفعون ثمن هذه الأعمال والدول التي تستضيفهم سوف تعلم أنها ربت في بلادها ثعابين سامة لو انطلقت سوف تنهشهم أولاً قبل أن تنطلق إلى جيرانهم فأمامهم فرصة للتخلص منهم قبل أن تكبر أسنانهم فهذه رسالة لكم لعلكم تستوعبونها.