نون-وكالات
شهدت قرغيزستان أزمة حادة جراء المحاولة الفاشلة لقوات الأمن الموالية للحكومة اقتحام منزل الرئيس السابق ألمازبيك أتامبايف لاعتقاله، مع صدور تصريحات متضاربة من الطرفين.
وحمل رئيس البلاد، سورونباي جينبيكوف، أثناء اجتماع لمجلس الأمن القومي عقد اليوم الخميس، سلفه المسؤولية عن مخالفة دستور وقوانين البلاد بشكل جسيم، على خلفية اشتباكات اندلعت أمس بين عناصر الأمن ومؤيدي الرئيس السابق أمام منزله في بلدة كوي تاش الواقعة على بعد 20 كلم عن العاصمة بيشكيك.
وأكد جينبيكوف لأعضاء مجلس الأمن على ضرورة الحفاظ على سيادة القانون والسلام والأمن في البلاد، مشيرا إلى أنه ينبغي اتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع الأزمة الحالية.
واتهمت لجنة الأمن القومي مؤيدي الرئيس السابق باستخدام نساء وأطفال كدروع بشرية أثناء العملية الفاشلة، مشددة على أن أفراد الأمن لم يستخدموا إلا الرصاص المطاطي و”وسائل خاصة” في العملية، بينما أطلق مؤيدو أتامبايف عليهم الرصاص الحي.
واوضحت اللجنة أن عناصر الأمن المحتجزين تعرضوا للاعتداء بالضرب بقسوة بالغة، ونفى مكتب الرئيس السابق هذا الاتهام.
وحذرت اللجنة من نشر دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت تحرض المواطنين على الانخراط في “حملات غير قانونية”، مؤكدة أن أجهزة الأمن تعمل بنشاط على منع “الخطوات الاستفزازية المتواصلة من قبل قوى محددة معنية بزعزعة الوضع”.
واجرت النيابة العامة القرغيزية تحقيقات جنائية ضد مؤيدي الرئيس السابق باتهامات القتل ومحاولة القتل وتنظيم الاضطرابات وتهديد ممثلين عن السلطة بالعنف أو ممارسة العنف بحقهم، علاوة على احتجاز رهائن.
في المقابل، دعا أتامبايف، في تصريح بثته قناة “أبريل” الموالية له اليوم الخميس، قوات الأمن إلى “عدم إطلاق النار على شعبها”، معربا عن أسفه إزاء “إصابة العديد من الأبرياء”.
وقال الرئيس السابق إنه شخصيا وليس مؤيديه من أطلق النار على عناصر الأمن أثناء محاولتهم اقتحام منزله، مضيفا أن مؤيديه “لم يحملوا حتى مقلاعا”.
وتعهد أتامبايف بالإفراج عن عناصر الأمن المحتجزين، مشيرا إلى أن معظم هؤلاء قد تم إخلاء سبيلهم أمس.
وأبدى الرئيس السابق نيته تنظيم تجمع لمؤيديه في العاصمة بيشكيك في وقت لاحق من اليوم.
ومن المقرر أن يعقد البرلمان القرغيزي اليوم جلسة استثنائية لبحث الأزمة الحالية في البلاد.
وأسفرت الاشتباكات التي اندلعت الليلة الماضية أمام منزل الرئيس السابق عن مقتل عنصر في قوات الأمن وإصابة 52 شخصا، بمن فيهم قائد الشرطة المحلية الذي دخل في غيبوبة إثر تعرضه لجروح بليغة.