اعاد الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية الى الاذهان لقبه القديم “ملك الفقراء ” الذي اطلقه عليه شعبه يوم اعتلائه عرش بلاده عام 1999 خلفا لوالده الحسن الثاني طيب الله ثراه.
كما استطاع الملك في خطابه بمناسبة يوم العرش الذي صادف أمس الاثنين 29يوليو ان يجعل الذكرى العشرين حدثا رابطا بين لقب قديم ونهج جديد أعلنه ضمن الخطاب السنوي المعتا والذي تنتظره كل فئات الشعب لتتعرف منه على تقييم ما شهدته مرحلة مضت واستشراف ما سيأتي في مرحلة جديدة مقبلة وهو مايحرص عليه العاهل المغربي كل عام.
ويلاحظ المتابع لاخبار المغرب العربي ان الحديث يتجدد اليوم بين ساكنة المملكة المغربية رغم مرور عشرين عاما على ذلك اللقب الأثير الذي أطلقه الشعب المغربي على الملك محمد السادس كما تبدو عودة لقب “ملك الفقراء” إلى الأضواء وسط تأثير قوي وجديد يستند هذه المرة إلى مفاهيم جديدة وخطوات عملية رشيدة تسعى إلى تحقيق ما يطمح إليه البسطاء من تنمية وبناء ورخاء.
ولعل العبارة التي اعادت لقب “ملك الفقراء ” الى الاضواء مرة اخرى هي
مقولة الملك محمد السادس في خطابه أمس : ” ويعلم الله أنني أتألم شخصيا، ما دامت فئة من المغاربة، ولو أصبحت واحدا في المائة، تعيش في ظروف صعبة من الفقر أو الحاجة”.
وقد سبقت هذه العبارة تحديدا مقولة مفسرة لذلك قال الملك فيها وبالنص : “من منطلق الوضوح والموضوعيةفإن ما يؤثر على هذه الحصيلة الإيجابية، هو أن آثار هذا التقدم وهذه المنجزات، لم تشمل، بما يكفي، مع الأسف، جميع فئات المجتمع المغربي ذلك أن بعض المواطنين قد لا يلمسون مباشرة، تأثيرها في تحسين ظروف عيشهم، وتلبية حاجياتهم اليومية، خاصة في مجال الخدمات الاجتماعية الأساسية، والحد من الفوارق الاجتماعية، وتعزيز الطبقة الوسطى”.
ومع الذكرى العشرين لاعتلاء العرش أفصح العاهل المغربي في خطابه السنوي المعتاد بهذه المناسبة عن مؤشرات النهج الجديد الذي يجب السير عليه من أجل خدمة الشعب وترشيد الأداء الحكومي ليساير طموحات المواطنين وتطلعات أجيال مقبلة على الطريق.
ويتضمن النهج الجديد الذي خطه الملك محمد السادس تأكيدا واضحا على أن تجديد النموذج الوطني هو مدخل للمرحلة الجديدة التي يريد أن يقود المغرب إليها وهي خطوة تقترن بدعوته الصريحة والواضحة الى “إشاعة قيم العمل والمسؤولية، والاستحقاق وتكافؤ الفرص” و “إجراء قطيعة نهائية مع “التصرفات والمظاهر السلبية” وهي دعوة لا تقتصر على المملكة المغربية وحدها بل ان الواقع في كل البلدان النامية يحتاج إلى تطبيقاتها وبحسم وإرادة في كل مجالات الحياة المعاصرة.
وفي قراءة متأنية للإجراءات العملية المؤدية إلى تطبيق النهج الملكي الجديد نجد أن العاهل المغربي الملك محمد السادس وفي خطابه على الملأ
يعلن تكليفه لرئيس حكومة بلاده بأن يرفع خلال المرحلة المقبلة مقترحات لإحلال وتجديد مناصب المسؤولية الحكومية والإدارية، بكفاءات وطنية عالية المستوى، وذلك على أساس الكفاءة والاستحقاق .
ويرى ملك الفقراء “إن تجديد النموذج التنموي الوطني، ليس غاية في حد ذاته. وإنما هو مدخل للمرحلة الجديدة، التي نريد، بعون الله وتوفيقه، أن نقود المغرب لدخولها. مرحلة جديدة قوامها: المسؤولية والإقلاع الشامل”.
وتتوزع مقولات الملك المغربي في خطاب العرش 2019 التي تشكل قواعد النهج الجديد ومنها مقولته بأن: “نجاح هذه المرحلة الجديدة يقتضي انخراط جميع المؤسسات والفعاليات الوطنية المعنية، في إعطاء نفس جديد، لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا. كما يتطلب التعبئة الجماعية، وجعل مصالح الوطن والمواطنين تسمو فوق أي اعتبار، حقيقة ملموسة، وليس مجرد شعارات”.
وتتوقف أمام مقولة أخرى في الخطاب ذاته: “وإلى جانب الدور الهام، الذي يجب أن تقوم به مختلف المؤسسات الوطنية، أريد هنا، أن أؤكد على ضرورة انخراط المواطن المغربي، باعتباره من أهم الفاعلين في إنجاح هذه المرحلة”.
واظن ان ما طرحه العاهل المغربي الشهير بلقب “ملك الفقراء” هو احدث خطة عمل وطني يمكن تطبيقها في البلدان النامية التي تأمل شعوبها ان تحظى يوما بالرخاء.
للمزيد من مقالات الكاتب أضغط هنا