نون والقلم

احمد الملا يكتب: من وحي فكر المحقق الصرخي.. السيد المسيح ليس ابن الإنسان

 تنبأ كتاب العهد القديم بظهور شخص اسماه بابن الإنسان وهذا الشخص سوف يحكم العالم؛ وتدين له الأمم والشعوب وكل الألسنة.

وقد تناول كتاب العهد الجديد بأناجيله لقب ابن الإنسان بحيث قال الإخوة المسيحيون إن السيد المسيح هو ابن الإنسان المذكور في العهد القديم واستدلوا على ذلك بما في العهد الجديد من عنوان ابن الإنسان؛ لكن – جدلا – حتى لو كان ما ذكر في العهد الجديد من عنوان ابن الإنسان منصبًا على السيد المسيح فأن البشارة التي ذكرها العهد القديم بالشخص المخلص غير منطبقة على السيد المسيح وإنما على شخص آخر؛ ولكم الدليل …

جاء في سفر دانيال الإصحاح السابع (( كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ”. ))؛ ونحن هنا نرد على هذا التساؤل بالقول : لو كان ابن الإنسان المقصود هو المسيح فأين إذن السلطان والمجد والملكوت الذي تتعبد له كل الشعوب؟ أين هي الكلية في الأمم والشعوب والألسنة التي تتعبد له؟ فليس كل الأمم والألسنة تتعبد للمسيح ولدينه وهي غير خاضعة لملكوته وسلطانه؛ فهناك اليهود والمسلمين وهناك من هم يدينون بديانات غير سماوية وهناك الملحدون وهذه أمم وألسنة كثيرة؛ أين هذا السلطان الأبدي الذي لا يزول؟ وأين ذلك الملكوت الذي لا ينقرض؟.

حيث إن الواقع وكذلك ما ذكر في العهد الجديد يؤكد إن السيد المسيح لم يكن له ملك ولا سلطان بل إن اليهود قد حاربوه وقتلوه وصلبوه – حسب اعتقاد المسيح – وهذا ما بينه المحقق الصرخي في بحثه الموسوم (مقارنة الأديان بين التقارب والتجاذب والإلحاد) تحت عنوان (البشارة والنداء بين إشَعياء والإنجيل والتلمود ) حيث ناقش الأستاذ المعلم الصرخي هذه العقيدة بصورة تفصيلية وبطرح جديد لم تشهده الساحة العلمية، حيث قال سماحته : –

((…. في إنجيل مرقس الإصحاح الرابع عشر ((أَقْبَلَ يَهُوذَا، وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ…… فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ وَأَمْسَكُوهُ……. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! …… فَمَضَوْا بِيَسُوعَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَاجْتَمَعَ مَعَهُ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ…… فَالْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ. فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: «تَنَبَّأْ». وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ.)) فإن انتظار تحقق تلك البشارة والعلامات والنبوءات في آخر الزمان يحتاج إلى دليل آخر؛ والعهد القديم لا يدل على ذلك بل يدل على خلافه فلا يتضمن معنى انتظار المسيح كمخلص وبشارة حتى تحصل ولادة المسيح وظهوره لفترة من الزمن ثم يرحل ولم يتحقق أي شيء مما ذكر من علامات وشرائط ؛ فهذا المعنى غير موجود في التوراة والعهد القديم فلا دلالة عليه لا بالمطابقة ولا بالملازمة والعهد القديم واليهود بأجمعهم لا يعتقدون بالمسيح من الأصل أو إنهم لا يعتقدون بظهوره في آخر الزمان بل يكذبون ذلك وإلا لكانوا قد أمنوا بالمسيح والمسيحية وصاروا من النصارى وتركوا اليهودية بل نجدهم قد حاربوا السيد المسيح حين وجوده وبعد غيبته وعروجه إلى السماء وإلى أيامنا هذه ؛ فلماذا لم يؤمنوا به إذا كان العهد القديم يبشر به كثيرًا ؟ وكيف نتصور إنهم ينتظرون ظهوره وعودته من أجل إنقاذهم وخلاصهم ؟! ….))…. انتهى الاقتباس من كلام المحقق الصرخي …

بالإضافة إلى ذلك هو قولهم إن المسيح هو ابن الله فإن كان ابن الله – حسب عقيدتهم – فكيف يكون ابن الإنسان؟ وسوف يجيبون – المسيحيون – على هذا التساؤل متبنين القضية الناسوتية واللاهوتية وهذا ما أثبتنا بطلانه في أكثر من مقال.

 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى