نون والقلم

محمود دشيشة يكتب: المقاومة الطائفية لحزب الله

لا نستطيع أن نتحدث عن حزب الله دون أن نؤكد أن الجيوش الوطنية هي التي تضم كافة أطياف الشعب وأن يكون السلاح واحد فقط لأي دولة ولا يتعدد، وأن لا يكون الجيش طائفي يعبر عن الطائفة  ويكون في حمايتها وخدمتها وكل ما عدا ذلك هو خطر علي الدولة و سببا من أسباب دمارها.

و بتطبيق هذه المبادئ علي حزب الله اللبناني الذي تأسس في ثمانينات القرن العشرين  كحزب سياسي لبنان يعبر عن الطائفة الشيعية بلبنان و له ذراع عسكري مسلح أثناء الحرب الأهلية اللبنانية التي امتدت منذ ١٩٧٥ و حتى انتهت في ١٩٩٠ نجد أنه ينطبق عليه كل مقومات الطائفية  وقد أكتسب حزب الله شرعيته من الأمة العربية عندما دخل في حرب ضد الكيان الصهيوني في عام ٢٠٠٦ و علقت صور حسن نصر الله علي جدران المكاتب حينها عند كثير من المثقفين و صنع الأعلام العربي منه المنتصر علي إسرائيل وكاد أن يصبح أسطورة منذ هذا التاريخ رغم أن هذا الانتصار كان لميلشيا عسكرية لحزب الله و ليس للجيش العربي اللبناني ثم أصبحت لبنان دولة تضم جيشين أحدهما الجيش الوطني ضعيف التسليح و جيش حزب الله الذي يتكون من الشيعة و تموله إيران التي يتبع سياستها أينما اتجهت .

كان الشعار الأول لحزب الله أنه مسلح لحماية لبنان وأنه عنوان للمقاومة في الوطن العربي ثم مع مرور الوقت أصبح المتحكم في سياسة لبنان الداخلية والخارجية بضغط السلاح الذي يملكه ولا يملكه أحد غيره في لبنان فأصبح الجميع يعلم أن وجود جيشين في بلد واحد أمر لا تستقيم معه الأحوال وخاصة لو كان متعدد الأعراق كما هو الحال في لبنان ثم اتجه حزب الله  خارج حدود لبنان بسلاحه وعتاده ورجاله متجها إلي سوريا للدفاع عن نظام و جيش بشار الأسد العلوي الذي يتفق معه في المذهب الطائفي و أصبح جزء لا يتجزأ من ساحة المعركة في سوريا خارج لبنان التي قال أنه خلق للدفاع عنها وأن شرعية سلاحه في الدفاع عن لبنان ثم الآن و بمناسبة الحشد الهائل للجيوش والسلاح في الخليج العربي خرج حسن نصر الله الأمين العام  لحزب الله وقائده يهدد كل من يدخل في الحرب ضد إيران.. أكرر ضد إيران و ليس لبنان و هذا التهديد يشمل السعودية و الأمارات الدولتين المسلمتين العربيتين و كذلك إسرائيل، وأكد في تصريحاته أنه يستطيع الوصول إلي كل جزء في إسرائيل و انه يستطيع أن يصل بها إلي حافة الزوال و هكذا أصبحت دولة لبنان رهينة لسياسات حزب الله يتحكم في مصير لبنان كله فهي لا ناقة لها ولا جمل في صراع الخليج العربي وأمريكا ضد إيران، و لكنها بالطبع ستكون بجانب السعودية و الإمارات لأنهما دول عربية شقيقة و لكن حسن نصر وحزبه ضدهما ولو نشبت هذه الحرب و ضربت إسرائيل حزب الله، فسيدفع لبنان الثمن باهظا من المدنيين والمرافق في حرب هو ليس طرفا فيها أصلا لأن العدو الصهيوني سعادته تكمن في تدمير الدول العربية ومدنها بسبب و بدون أسباب و سيجد في موقف حزب الله في أزمة الخليج العربي ضالته التي يبحث عنها .

شرعية المقاومة التي عاش بها حزب الله منذ ٢٠٠٦ سقطت عندما تحكم في كل لبنان بالسلاح وعندما خرج خارج لبنان ليحارب في سوريا وسقطت عندما وضع الدول العربية المواجهة لإيران في سلة واحدة مع إسرائيل.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى