إذا تصفحت قائمة الشركات الأعلى في العالم فستجد أن معظمها شركات أمريكية، وأغلبها شركات تكنولوجيا و اتصالات، وعلي رأسها شركات أبل ومايكروسوفت وأمازون وفيسبوك وجوجل وإنتل وموتورولا، وأبرز من ينافسهم شركة سامسونج الكورية وعلي بابا وهواوي الصينيتان .
أما عن القيمة السوقية للشركات الأمريكية فتقدر بتريليونات الدولارات لأن أقل شركة في الشركات التي ذكرتها لا تقل قيمتها عن نصف تريليون دولار، وإذا قارنت قيمة هذه الشركات بشركات البترول العالمية فستجد أن شركات التكنولوجيا أكثر في القيمة السوقية والمبيعات والأرباح، كما أن أهميتها للدول التي بها تزداد كل يوم لأنها تقدم خدمات جليلة للأجهزة الأمنية والمخابرات عن كل المشاركين في برامجها التي تصل إلي كل ركن من أركان الأرض تقريبا، كما أن التكنولوجيا أصبحت هي المعيار الأول لتحديد قيمة وأهمية السلاح ولذلك فكلما تقدمت التكنولوجيا كلما تقدمت الدولة في سوق مبيعات السلاح وما يستتبع ذلك من تودد الدول إليها للحصول علي ما تملكه من تكنولوجيا متقدمة .
المحصلة مما ذكرته أن الدولة إذا أردت أن تحقق طفرة مالية واقتصادية أو أرادت ثباتا للأمن القومي أو أن تكون رقما فاعلا في التجمعات الإقليمية والدولية فلابد وأن تبدأ الخطوة الأولي وهي شركات تكنولوجيا المعلومات التي تستطيع أن تنافس عالميا لتحقق طفرة عالمية في غضون سنوات قليلة ولنا في الصين وكوريا والهند أمثلة للتقدم التكنولوجي الهائل في العشر سنوات الأخيرة، ولابد أن نعلم أن البداية تحتاج إلي إرادة سياسية واستخدام للموارد البشرية المتاحة بوفرة وتطويرها ومشاركة من كل معاهد ومراكز البحوث والجامعات في مشروع حقيقي وليس مجرد شعارات نرفعها ثم بعد ذلك يأتي دور رأس المال الوطني لدعم المشروع وليس الاستثمارات الأجنبية لأن الاستثمار الأجنبي ليس من صالحه أبدا أن تكون هناك شركات تكنولوجية ناجحة وقوية خارج المصالح الأمريكية والغربية لأنهم يتمتعون بكل مميزات التفوق التكنولوجي في السلاح والدواء والغذاء والسيارات وكل مناحي الحياة.
وينبغي أن نذكر القارئ بالحرب الاقتصادية الأخيرة التي وقعت بين أمريكا والصين، أن السبب الرئيسي لها هو التطور الهائل لشركة الاتصالات الصينية هواوي و انتشار تكنولوجيا الجيل الخامس من خلالها في العديد من الدول وهو ما يهدد ريادة الشركات الأمريكية للتكنولوجيا الحديثة في العالم، وهذه التكنولوجيا تتميز بزيادة السرعة في تبادل المعلومات بشكل هائل زيادة عن الجيل الرابع الذي لازلنا في بدايات تطبيقه في مصر وقد أحتاج الأمر إلي اجتماع مشترك بين الرئيسين الأمريكي والصيني لوقف الحرب علي شركة هواوي العملاق الصيني لتكنولوجيا الاتصالات، لما في ذلك من أهمية بالغة في التأثير علي الاقتصادين العملاقين الصيني والأمريكي بل و الاقتصاد العالمي كله .. فمتي سنبدأ في مصر.