مجدي حلمي يكتب: أردوغان يجسد الانتهازية الإخوانية
للمرة العاشرة أضطر للكتابة عن مجنون تركيا رجب طيب أردوغان..كل يوم يكشف الرجل عن وجهه القبيح وانه عضو في تنظيم الإخوان الإرهابي.. بل قيادة كبيرة في التنظيم ويكاد يكون هو المرشد الحقيقي للجماعة وما كان ينكره منذ فترة أصبح يعترف به في أفعاله وأقواله وممارساته.
فهذا الرجل نموذج للانتهازية الإخوانية التي رأيتها يعنى طوال السنوات الماضية من كل قيادات الإخوان التي التقيت بهم طوال ما يقرب من 4 عقود من الزمن وآخر هذه التصرفات الانتهازية انقلابه على الأقلية المسلمة في الصين فبعد أن كان يدين ويندد بمعاملة الحزب الشيوعي الصيني الحاكم لهذه المجموعات ومنعها من ممارسه الشعائر الدينية وكان يمول الأنشطة التي تقوم بها المؤسسات والمنظمات التي تتحدث باسم أقلية الايجور في المحافل الدولية ويستضيفها في بلاده.
ولكن بعد أن وقع بالأمس عقوداً استثمارية مع الصين بقيمة 26 مليار دولار أصبحت هذه الأقلية تعيش في رخاء في ظل حكم الحزب الشيوعي الصيني وتحول البلد الذي ما زال يحكم بالحزب الواحد واحة للديمقراطية وللحرية وللتسامح وقال فور توقيع العقود عنهم: «إنهم يعيشون في سعادة، مؤكداً رفضه أي محاولة للإثارة الفتنة بين الشعوب».
ونقل التليفزيون الصيني عن أردوغان قوله «إنها حقيقة.. سكان مقاطعة سنجان الصينية يعيشون في سعادة في ظل التنمية والرخاء في الصين. تركيا لا تسمح لأي شخص بالتحريض على التنافر في العلاقات الصينية التركية. تركيا تعارض بشدة التطرف، ومستعدة لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة مع الصين، وتقوية التعاون الأمني».
والغريب انه منذ أيام طالب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمام مجلس حقوق الإنسان الدولي السلطات الصينية بوقف الانتهاكات التي تطال حقوق الإيجور في الصين. واستند إلى التقارير تشير إلى وجود انتهاكات كبيرة لحقوق أتراك الإيجور والأقليات المسلمة في إقليم تركستان الشرقية، تثير القلق.
ومنذ أيام أيضاً دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامى اقصوى المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة إلى وضع حد للمأساة الإنسانية التي تحصل في إقليم شينجيانج، مشيراً إلى أنه تبلغ بموت شاعر من الإيجور خلال احتجازه يدعى عبدالرحيم هاييت.
ويبقى أمر مهم هو أن أقلية الايجور من أصول تركية وتشير إحصائيات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في الصين، 23 مليوناً منهم من الإيجور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز الـ100 مليون، أي نحو 9.5% من مجموع السكان.
هذا هو حال الإخوان والتربية التي تم إنشاؤهم عليها فهم يغيرون مبادئهم وفق مصالحهم ووفق الوسيلة التي يستخدمونها للوصول إلى ما يريدون وقد شاهدت هذه المواقف كثيرا من قيادات كبرى في الجماعة الإرهابية ومن شبابها وأصبحت لا أصدق ما يقال عن انشقاقات تحدث بين صفوف الجماعة أو أن هذا إخواني سابق وهذا خرج منها كلها تكتيكات حتى يكون لهم قدم في المكان الذي يريدونه والأمثلة كثيرة لا يوجد مجال لسردها لأنها ستملأ مجلدات.
وأردوغان صدق انه حامى حمى السنة وانه المدافع عنهم ولكن عندما يتعارض هذا الدفاع عن مصالحه ومصالح جماعته يتراجع ولا تستغرب إن حدث هذا مع مسلمي مينامار من أبناء الروهينجا فإن مدت له الحكومة في مينامار يدها بعقد استثماري فسيضحى بهذه الأقلية وقد يبرر كل أعمال الإبادة التي تعرضوا لها مثلما فعل مع أقلية الاجور الصينية.
أوردجان نموذج ومثال صارخ لانتهازية الإخوان في مواقفهم السياسية والاجتماعية، فالتضحية بأبناء وطنهم لا قيمة له المهم هم وجماعتهم وكل ما يتشدقون به مجرد شعارات للضحك على الشباب وعلى البسطاء من الناس.