حالة من الجدل انتابت رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضى جراء أزمة لاعب أتروميتوس اليونانى ومهاجم المنتخب المصرى “عمرو وردة” على خلفية تحرشه لفظياً بإحدى الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وما بين صيحات الإدانة ومطالبات العفو لم تهدأ وتيرة الأحداث حتى بعد صدور قرار اتحاد الكره بإعادته للمنتخب مرة أخرى.
فعن أزمة اللاعب دعونا نرصد الأزمة من أربعة جوانب:
الجانب الأول وهو المتعلق باتحاد الكرة فأغلب الانتقادات التى طالته ككيان كروى ومؤسسة لها سمعتها وتاريخها كانت تدور حول جرائم سبق وإن ارتكبها نفس اللاعب! حيث أن صحيفة “ديلي ميل” البريطانية علقت علي أزمة عمرو وردة لاعب المنتخب المصري واستبعاده من الفريق وعودته مرة أخرىبأن الاتحاد المصري أعاد عمرو وردة إلى منتخب مصر لكأس الأمم الإفريقية بعد قرار استبعادهوكان وردة قد استبعد لأسباب سلوكية تتعلق بإرساله رسائل جنسية غير لائقة لسيده على إينستجرام!
وعلق موقع باوك ٢٤ الناطق باسم نادى باوك اليونانى والذى سبق وتم استبعاد وردة منه أن اللاعب لم يستكمل عقده مع النادى نظراً لسوء سلوكه .
أما صحيفة ريكورد البرتغالية، فذكرت أن نادى فيرينسى البرتغالى الذى ضم اللاعب معاراً من باوك اليونانى، سيستغنى عن اللاعب خلال أيام مدعيةً تورطه فى التحرش بزوجات لاعبى الفريق.
ولن ننسي أن أزمة نشبت بفندق معسكر منتخب الشباب خلال تواجد وردة بتونس يناير 2013، عندما قرر عصام عبد الفتاح رئيس بعثة المنتخب وقتها، وربيع ياسين المدير الفنى ترحيل اللاعب إلى القاهرة بعد أن اقتحم وردة إحدى غرف الفندق وتعدى على فتاة فرنسية فاستدعت الأمن.
لسنا هنا بصدد إحصاء أخطاء لاعب لكن السؤال المهم كيف لاتحاد الكرةأن يضم ضمن فريق منتخب مصر شخصاً بهذه الصفات ولديه تاريخ من الجرائم المماثله منذ عام ٢٠١٣؟
هل هذه المؤسسة بالحجم القليل لدرجة أن القائمين عليها يتخيلوا يوماً أن مثل هذا الشخص لا يمكن بفعلته أن يسئ لها ولكل العاملين بها لهذه الدرجة؟!
الجانب الثانى للأزمة وهو أن اللاعب ذاته كشخص يتمتع بشهرة وأى شخص لديه شهرة يجب أن يعرف أنه يمثل قدوة لبنى عمره حتى من الشباب فتجدهم يقلدونه في قصة شعره وطريقة مشيه وتحدثه وحتى لعبه، وهنا تجدر الإشارةأنه كلما زادت شهرة الشخص قلت مساحة خصوصيته، لأن الشهرة تضعك تحت الأضواء دوماً ولا تدرى أى الأفعال ستؤخذ عليك وتكون نقطة سوداء في مسيرتك، وعن التوقيت الذى حدثت فيه الأزمة فهو التوقيت المناسب لاشتعال فتيل الجريمة أكثر فالوقت حرج ..منتخب مصر يشارك في بطولة كأس الامم والأضواء كلها تتجه نحو آداء اللاعبين.
الجانب الثالث وهو الجانب الأخلاقى فلا يمكن إنكار أن مسيرة منتخب مصر الذى اشتهر بمنتخب الساجدين قد أصابته لعنة وردة حقاً، فالصفات السيئة دوماً تعم ناهيك عن ردود أفعال اللاعبين حيال الأزمة والتى عرضتهم أيضاً للانتقاد كمحمد صلاح الذى وصفته الصحف الإيطالية قائلة ” مصر تستمع لصلاح وتعيد وردة ” بأنه له الفضل الأكبر في مساندة وردة وعودته، وهاجمت الجارديان صلاح لدفاعه عن متحرش والذى سبق وأن أدلى بنصائح في مجلة Time تغيير معاملة المرأة الأمريكية قبل نحو شهرين.
الأمر هنا لا يتعلق فقط بإعادة لاعب من عدمه لكنها تسلط الضوء على حقيقة وجود أزمة أخلاق فالتحرش كجريمة لا يقتصر فقط على من قام بالفعل ولكن على من دعمه أو دعم المتحرش مهما كانت نواياه، فاللاعب حتى في تقديمه الاعتذار فهو لم يقدمه للفتاة ذاتها لكنه اعتذر للشعب وأصدقائه فقط ولاتحاد الكرة!
والجانب الآخر لتلك الأزمة هو أن الحياة العامة للمشاهير ليست ملكهم حقاً فكل نظرةوحركة وموقف سيحسب عليهم بالدقيقة والثانية والخطأ منهم بالطبع لا يغتفر لأن الكثيرين يعتبرونهم قدوة واذكر هنا واقعتين سبق وأن اثير حولهما جدل كبير..أزمة ملابس الفنانة رانيا يوسف الفاضحة فحتى مع محاولات اعتذارها وتبريرها فلن ينسي الجمهور ما حدث أبداً وزواج الداعية معز مسعود من الفنانة شيرى عادل أيضاً والتى أثارت سخط كبير على اعتبار أنه قدوة لكثير من الشباب، وبالتالى بعد ما فعله حدثت أزمة ثقة كبيرة فكل من يطلق عليه داعية إسلامي يخرج على الشاشة ليعظ الشباب!
الخلاصةأن المبادئ لا تتجزأ والأخلاق لا تكال بمكيالين فإما أن تكون على قدر شهرتك وأن تكون قدوة أم لا.
والخطأ إذا تعلق بشخص مشهور كانت الكارثة أكبر لتداخل اعتبارات أخرى فيها، وعليه فنرجو من اتحاد الكرة المصرية ضرورة إعادة النظر في موقف عودة لاعب كهذا لأن ديمومة المؤسسة قائمة على ثقة جماهيرها فيها وإن اختل معيار هذه الثقة فحتماً فالمؤسسة إلى زوال مهما كان تاريخها ملئ بالبطولات .