أصبحت ظاهرة نشر الرذيلة في المواقع الالكترونية و الفضائيات منتشرة للأسف و تجذب الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي فهي التي تحقق أعلي المشاهدات و عادة ما تحقق أرقاما قياسية في التعليقات و أبداء الإعجاب و اللايكات و المشاهدات، وكذلك أخبار الفضائح خاصة علي المستوي الفني أو الرياضي فهناك أسماء يعرفها الإعلاميون مجرد ذكر أسماهم في الخبر سيحقق أعلى المشاهدات رغم أن هذه الأسماء أسمها مقترن فقط بالسب و القذف و بعضهم أسمه مرتبط بالتصريحات الهابطة و بعضهن أسمها مرتبط بالتعري و الظهور بالملابس التي لا تستر شيئا ولكن المهم بالنسبة لهم أن يكونوا متواجدين و أسمهم يحلق في سماء الفضائيات و المواقع الالكترونية حتى لو كان مرتبطاً بفضيحة أو رذيلة أو بذاءة.
كل ما ذكرته في السطور السابقة لا يُعد من قبيل الحرية الشخصية بل هو جزء من عدة أسباب تؤدي إلى تحلل المجتمع و انتشار الفساد فيه و يصل إلى أن يكون هذا الفساد شئ في وقت من الأوقات طبيعي و معتاد ولا أحد ينكره في المجتمع ولا أدري هل الهيئات الوطنية التي تراقب الإعلام و المواقع و الفضائيات تستطيع أن تحد من هذه الظاهرة أم أنها ستكتفي بأن تغلق برنامج لفترة محدودة أو تحجب مذيع أو ضيف عن الظهور و تترك الباقي يتباهى بعريه و بأخباره التافهة و سبه و قذفه لخلق الله أناء الليل و أطراف النهار أو إنتاج أفلام تجعل من البلطجي قدوة لشباب المجتمع رغم أن مجتمعنا يقدم كل يوم عشرات القصص للأبطال الحقيقيون من رجال الجيش و الشرطة الذين يهبون حياتهم لمصر و يستحقون أن يكونوا قدوة حقيقية لأولادنا .
اللافت للنظر أيضا أنه إذا قام الدعاة بدورهم في توعية الناس و رفضهم لنشر الفساد و الرذيلة سيجدوا من يشن عليهم حرباً إعلامية ضروس و يتهمونهم بأنهم ضد الحريات الشخصية و أنهم ينصبون أنفسهم أوصياء علي المجتمع و غيرها من لائحة الاتهامات الجاهزة لكل من يتصدي للنقد في العمل العام أو رفض الظواهر المدمرة للمجتمع فقد وصلنا للفنانة التي تفكر كل يوم في فستان لا يستر شيئا تنشر به صورها و أخري في حمام السباحة وغيرهم من الأخبار التي لا فائدة للمجتمع كله منها ولا رجاء، فهل لنا من وقفة جادة رافضة لهذه الظاهرة، أم نحتاج لدعم تشريعي أكبر للهيئة الوطنية للإعلام كي يتسنى لها التصدي والخلاص من الخطر على المجتمع كله .